بعد يومين من توقيف الشرطة لما يقرب من 900 شخص في مظاهرة مؤيِّدة للنشطاء الفلسطينيين في لندن، ظهرت في قلب المدينة لوحة جدارية جديدة لبانكسي تُصوِّر قاضياً يَضْرِب محتجّاً بعنف.
شارك الفنان الشهير المجهول الهوية صورة العمل الاستنسالي مع 13.3 مليون متابع على إنستغرام هذا الصباح (8 سبتمبر). تُظهر اللوحة قاضياً مرتدياً باروكة بيضاء وثوباً أسود يضرب بمطرقته محتجّاً يحمل لافتة ملطخة بالدماء.
ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الجدارية طُمست سريعاً بغطاء بلاستيكي كبير وحُوصر أمامها بسياجين معدنيين تحت رقابة حارسين أمنيين.
ورغم أن الفنان لم يشر صراحة إلى حدث بعينه، فإن عمله الجديد ظهر بعد وقت قصير من الاعتقالات الجماعية في مظاهرة رافضة لقرار الحكومة حظر مجموعة “فلسطين أكشن” يوم السبت 6 سبتمبر.
في يوليو أدرجت الحكومة البريطانية “فلسطين أكشن” كمنظمة إرهابية، وصار مؤازرة المجموعة جريمة تُعاقَب بالسجن حتى 14 سنة، بعد أن قامت المجموعة في يونيو بتخريب طائرتين عسكريتين بالطلاء الأحمر وفكوك حديدية. وأفادت التقارير أن مظاهرة يوم السبت في ميدان البرلمان جمعت نحو 1500 مشارك حملوا لافتات منزلية من الكرتون والورق كتب عليها: «أعارض الإبادة الجماعية. أؤيّد Palestine Action».
الموقع الذي اختاره بانكسي لعمله الجديد يقع في شارع كاري على الجدار الخارجي لمبنى Queen’s Building، وهو جزء من مجمّع محاكم الملكة في وستمنستر. المبنى مصنّف بدرجة II في القائمة الوطنية للتراث في إنجلترا، وتصنّف المباني من هذا النوع نحو 92% من إجمالي المباني المدرجة في البلاد.
قال متحدث باسم محاكم ومُحاكم المملكة المتحدة لموقع Hyperallergic إن مجمع محاكم الملكة مصنَّف كمعلمٍ تراثي «وملزَم بالحفاظ على طابعه الأصلي».
عرف عن بانكسي نقده الحاد للحكومات وتعليقه الاجتماعي السياسي، وغالباً ما استعمل فنه منصة لتسليط الضوء على نضالات حقوق الإنسان. من أعماله التي نبّهت إلى معاناة الفلسطينيين فندق Walled Off المؤقت في الضفة الغربية المحتلة، وعدد من الجداريات في غزة.
لوحة بانكسي الجديدة جاءت في توقيت حساس وتضيف بُعداً فنياً لجدل واسع حول الاحتجاجات وتقييد الحريات والمواقع التراثية في العاصمة.