هبوط حاد للأسواق الأرجنتينية بعد خسارة حزب ميلي في اقتراع بوينس آيرس — أخبار الأسواق المالية

نُشر في 8 سبتمبر 2025

تسبّب الانهيار في الأسواق الأرجنتينية وهبوط سعر العملة إلى أدنى مستويات تاريخية في تصدّع واضح لثقة المستثمرين بعد هزيمة قاسية لحزب الرئيس خافيير ميلي في انتخابات محلية لصالح المعارضة البيرونية، مما أثار مخاوف بشأن قدرة الحكومة على إتمام جدولها الإقتصادي الإصلاحي.

الاثنين، هبط البيزو نحو 5% إلى مستوى يقارب 1,434 مقابل الدولار الأميركي، في حين تراجع المؤشر الرئيسي للأسهم بنسبة 10.5%، وفقد مؤشر الشركات الأرجنتينية المتداولة في البورصات الأميركية أكثر من 15%. كما شهدت بعض سندات الدولة الدولية أكبر تراجعات لها منذ بدء تداولها عام 2020 عقب صفقة اعادة الهيكلة بقيمة 65 مليار دولار.

انتصار البيرونيين الساحق عبّر عن تعقيد المعركة أمام ميلي في الانتخابات النصفية الوطنية المقررة في 26 أكتوبر، حيث يسعى حزبه للحصول على مقاعد كافية لحرمان الأطراف المعنيّة من التغلب على حق النقض الرئاسي. وتواجه الحكومة الآن خياراً صعباً: السماح بانخفاض البيزو قبل الانتخابات أو إنفاق احتياطياتها بالعملات الأجنبية للتدخل في سوق النقد الأجنبي، بحسب برامول دهاوان، رئيس إدارة محافظ الأسواق الناشئة في بيمكو.

قال دهاوان في رسالة إلكترونية إن خيار التدخّل قد يثبت أنه مضّر واستراتيجيًا خاطئ، لأنه يعرض برنامج صندوق النقد الدولي للخطر ويقلّص آفاق البلاد للوصول إلى الأسواق لتمويل ديونها الخارجية. وأضاف أن تخصيص موارد أكبر للدفاع عن العملة يعني موارد أقل للوفاء بالتزامات حاملي السندات، مما يزيد من مخاطر التخلف عن السداد. وأشار أيضاً إلى أن مؤشرات مبكرة على تشديد الحكومة لاستراتيجيتها الحالية «ستكون خطوة تكتيكية خاطئة».

الفجوة البالغة 13 نقطة في انتخابات مقاطعة بوينس آيرس لصالح البيرونيين كانت أوسع بكثير مما توقّعت استطلاعات الرأي والأسواق. وقد أضافت هذه النكسة الانتخابية إلى الرياح المعاكسة التي عصفت بسوق كان إلى وقت قريب يتفوق على معظم نظرائه في أميركا اللاتينية.

يقرأ  آشفين يعتزل المشاركة في الدوري الهندي للمحترفين للتركيز على الكريكيت بنظام تي٢٠ خارج البلاد — أخبار الكريكيت

قالت شمايلا خان، رئيسة قسم الدخل الثابت لأسواق الأسواق الناشئة ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ في يو بي إس، إن سوق الصرف الأجنبي سيظل تحت المجهر، لأن أي اضطراب فيه قد ينتشر عبر أصول أرجنتينية أخرى. وأوضحت أن استخدام الاحتياطيات لدعم العملة وحده على الأرجح لن يمنح الأسواق ثقة كبيرة، وأن نتائج الانتخابات النصفية ستؤثر بشكل حاسم على أداء أصول الأرجنتين في الأشهر المقبلة.

شهدت سوق السندات هبوطاً حاداً إذ انخفض إصدار 2035 بمقدار 6.25 سنتاً، في طريقه نحو أكبر تراجع يومي منذ إصدار السند بعد إعادة الهيكلة عام 2020.

بحسب العدّات الرسمية، فاز البيرونيون بنسبة 47.3% من الأصوات في المقاطعة، بينما حصل مرشح حزب ميلي على 33.7% مع احتساب 99.98% من الأوراق.

أرجنتين، التي كانت تُعد إحدى قصص الإصلاح الكبرى في أسواق ناشئة منذ أن أصبح ميلي رئيساً في ديسمبر 2023، تعرّضت لامتحان شديد خلال الشهر الماضي بعد فضيحة فساد تورّطت فيها شقيقة ميلي وذاهبة السلطة السياسية كَارينا ميلي، التي اتُهمت بتلقّي رشاوى مقابل عقود حكومية.

تأتي هذه الهزيمة الحكومية أيضاً بعد موافقة صندوق النقد الدولي في أبريل على برنامج بقيمة 20 مليار دولار، تمّ صرف نحو 15 ملياراً منه حتى الآن. وقد دعم الصندوق برنامَج إصلاحات حكومة ميلي بقوة إلى درجة دفعت مديرة الصندوق كريستالينا جورجيفا إلى توضيح تصريحاتها في وقت سابق هذا العام حين دعت الأرجنتينيين إلى التمسّك بمسار الإصلاحات. ولم يرد صندوق النقد على أسئلة عمّا إذا كان هذا نتيجة الاقتراع ستغير علاقته بالإدارة أو تعدّل البرنامج.

تدهور السوق

تراجع المؤشر الرئيسي لأسهم أرجنتين بنحو 20% منذ تفجر فضيحة الفساد، وبيع المستثمرون سندات الحكومة الدولية، وضغطت عمليات بيع على البيزو الذي فُكّ ربطه مؤخراً، مما أجبر السلطات على التدخّل في سوق الصرف.

يقرأ  شركة طيران تكسر صمتهابعد أن أُجبر الركاب على التبوّل في زجاجات

قال فيكتور سزابو، مدير محافظ في أبردين إنفستمنتس: «النتيجة كانت أسوأ بكثير مما توقّع السوق — تعرض ميلي لضربة كبيرة، والآن عليه أن يقدم شيئاً». وقد حذّرت مورغان ستانلي قبل التصويت من احتمال هبوط السندات الدولية حتى عشرة نقاط إذا أدت هزيمة ميلي إلى تقويض أجندته للإصلاحات الجذرية، وفي أعقاب النتيجة خففت المصرف موقفه الإيجابي تجاه السندات.

أشار إيفان ستامبولسكي، محلل في باركليز، إلى تصريحات وزير الاقتصاد لويس كابوتو يوم الأحد بأن نظام الصرف لن يتغيّر. وقال: «من المرجّح أن نشهد ضغوطاً قوية على سوق الصرف وانخفاضاً في الاحتياطيات مع تدخل وزارة الاقتصاد. وإذا استمرت مبيعات العملات فقد يتساءل السوق عما سيحدث إذا اضطرت الطاقم الاقتصادي للسماح للعملة بالانخفاض قبل الانتخابات النصفية في أكتوبر».

مع ذلك، توقّع بعض المحللين أن أجزاء أخرى من البلاد لن تصوّت ضد ميلي بقوة كما فعلت مقاطعة بوينس آيرس، نظراً لأنها معقل تقليدي للبِيرونية، وتوقّعوا أيضاً أن تلتزم حكومة ميلي ببرنامجها من الانضباط المالي رغم المصاعب الاقتصادية.

ختمت جيه بي مورغان ملاحظة لعملائها بالقول إن انتخابات مقاطعة بوينس آيرس النصفية «قدّمت نتيجة سلبية للغاية لإدارة ميلي، وأثارت الشكوك حول قدرتها على تحقيق نتيجة إيجابية في الاقتراع الوطني في أكتوبر وهدّدت أجندة الإصلاح في النصف الثاني من الولاية». وأضافت أن المزيج السياسي الذي سيُعتمد في الأيام والأسابيع المقبلة لمعالجة المخاطر السياسية المرتفعة سيكون حاسماً في تشكيل توقعات التضخم المتوسطة الأجل — وبدرجة نهائية، في نجاح برنامج التثبيت.

أضف تعليق