لندن — تطور شركة MBDA، أكبر مصنّع للصواريخ في أوروبا، صاروخًا مخصصًا للدبابات يمكن إطلاقه دون خط رؤية مباشر، بحيث يُحمّل الطاقم الصاروخ في المدفع عينه كما لو كان قذيفة عادية ويُطلق من مدفع عيار 120 ملم، ما يتيح إصابة أهداف مختبئة خلف مبانٍ أو أشجار أو مرتفعات باستخدام السلاح الرئيس للدبابة.
تتيح الذخيرة الجديدة للدبابات القتال “بطريقة مختلفة تمامًا”، حسبما قالت MBDA في إيجاز قبيل افتتاح معرض DSEI في لندن، إذ تزيد فرص البقاء على قيد الحياة بتمكين المركبات من استهداف دروع العدو من مواقع مخفية بعيدًا عن مرمى الرؤية المباشرة.
كما ستكشف الشركة متعددة الجنسيات عن فاعل منخفض التكلفة يصل مداه لأكثر من 800 كيلومتر باسم Crossbow، ونُسخة انزلاقية (glide) من صاروخ Spear جو–أرض، ومخطط شكل لصاروخ كروز شبحية تطوّره لبريطانيا وفرنسا ضمن برنامج Future Cruise/Anti-Ship Weapon.
صاروخ الدبابات الجديد، المسمى Akeron MBT 120، طوِّر استنادًا إلى ملاحظات من حرب أوكرانيا، حيث لجأ الطرفان إلى هجمات خارج خط الرؤية بإطلاق قذائف عالية الانفجار “عمياء”، وتُجرى معظم المواجهات على مسافات تقل عن 1500 متر، وفقًا للشركة.
تسوق MBDA الصاروخ كحل NLOS (خارج خط الرؤية) ذو فعالية وتكلفة معقولة، وستعرض نموذجًا تجريبيًا في DSEI. الهدف إجراء تجارب إطلاق العام المقبل حسب رغبة العملاء، مع سعي لنشره عمليًا خلال “عامين تقريبًا” كحد أقصى، بحسب ما أفادت الشركة.
بينما استُخدمت صواريخ مُطلقة من المدافع في كل من روسيا وأوكرانيا لتمديد المدى، فإنها كانت ذخائر خط رؤية خفيف تتطلب تتبع الهدف بالليزر، ما يعرض أطقم الدبابات للخطر ويقلل من فرص البقاء، أوضحت MBDA.
يتطابق Akeron MBT مع مواصفات ذخيرة الناتو عيار 120 ملم: طول يقل عن متر واحد ووزن يقارب 20 كجم، ما يسمح بتخزينه تحت دروع المربع وتحميله داخل البرج. وتقول MBDA إن الصاروخ يحول أي دبابة مزودة بمدفع 120 ملم إلى “قناص قاتل خارج خط الرؤية” دون تغيير توقيع المركبة.
يعتمد السلاح على نمط هجوم علوي يستهدف نقاط ضعف الدروع، وبديهية إطلاق ونسيان (fire-and-forget) مع مُستشعر سلبي إلكتروني–بصري/حراري. يتيح هذا المستشعر السلبي للصاروخ تجاوز الوسائل الدفاعية المفعلة بالليزر وأنظمة الحماية النشطة مثل المربك البصري‑الإلكتروني الروسي «شتورا‑1»، بحسب MBDA.
سيأتي الصاروخ في غلاف متوافق مع إطلاق المدفع ويشتمل على وصلة بيانات تُمكّن دبابات مثل ليوبارد2 وتشارلِنجر3 من التعرف على نوع الذخيرة المحمّلة. يُطلق محرك صاروخي الصاروخ من ماسورة المدفع بتسارعات منخفضة G لتجنب الحاجة إلى مكونات باهظة الثمن محصنة لقيود تسارع عالية، ثم يسرع إلى سرعات تحت‑صوتية منخفضة تالية للإطلاق.
في المعرض ستعرض MBDA أيضًا Crossbow كوسيلة “ضربة عميقة ميسورة التكلفة” تُسوَّق كـ”فاعل أحادي الاتجاه ثقيل”، بخلاف نسخة أخف عرضت في باريس في وقت سابق والتي كانت تُعدّ حلاً لـ”الإشباع الكمي”. النسخة المعروضة في لندن تركز على الفاعلية القاتلة. الفكرة تقضي بخفض التكلفة عبر استخدام مكونات جاهزة وفتح سلاسل إمداد متعددة.
يحمل Crossbow حمولة معيارية تصل إلى 300 كجم؛ وتعرض MBDA رَفدًا برأس حربي خاص بها، مع خيار دولي لدمج رؤوس حربية موجودة في مخزون البلدان. يُصنّف الفاعل كصاروخ كروز قابل للتخصيص يزن نحو 750 كجم، مدى يتجاوز 800 كم، طول 5.3 م، باع أجنحة 3 أمتار، ومحرك توربوجيت لسرعات تحت‑صوتية عالية.
سيعتمد الصاروخ على ملاحة صورٍية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب ملاحة بالأقمار الصناعية والقصورية. يتوقف السعر النهائي على متطلبات العميل، التي قد تتضمن أنظمة فرعية أغلى لأوساط التهديد العالي. يُطلق في تكوين مفرد أو مزدوج من مركبات قادرة على حمل حاوية معيارية بطول 20 قدماً.
تهدف الشركة لمرحلة عرض تجريبي في الربع الرابع من هذا العام، بعد سبعة أشهر من التصميم الأولي، وهي تجري محادثات مع عدد من الزبائن المحتملين، وتتوقع البدء في الإنتاج على نطاق واسع في الربع الثاني من 2026.
تقول MBDA إنها نسّقت منظومة شركات صغيرة ومتوسطة وكبيرة عبر أوروبا لتوريد أنظمة فرعية جاهزة، ما يتيح إنتاجًا عالي الحجم مع ضمان سلاسل توريد مستقلة وقوية.
نسخة انزلاقية من صاروخ Spear تهدف كذلك لتوفير سلاح أقل تكلفة، حيث يُستبدل المحرك التوربوجيتي والوقود بمخترق طاقي حركي كامل العيار. سيعتمد المدى على ظروف الإطلاق، لكن يتقارب مع صواريخ الانزلاق المنافسة المدّعية نطاقات بين 80 و100 كلم، بحسب الشركة.
Speаr Glide موجّهة أساسًا لتجهيز طائرات الجيل الرابع مثل غريبن السويدية، واليوروفايتر تايفون، وKF‑21 الكورية الجنوبية. صُمّم السلاح للاستخدام بعد الأيام الأولى من النزاع، حين تضعف قدرات الدفاع الجوي للعدو.
تكلفة النسخة الانزلاقية الأقل تُمكّن إنتاجها وتسليمها بكميات كبيرة لتحقيق تأثير إشباعي، وفقًا للشركة. وستستخدم نسخة الانزلاق مستشعرًا إلكترونيًا‑بصريًا/حراريًا شبيهًا بمستشعر Crossbow، بدلاً من مُستشعر الترددات الراديوية في نسخ Spear المزوّدة بمحرك، مع إبقاء التكلفة منخفضة عبر المكونات الجاهزة.
ستعرض MBDA أيضًا خيار إطلاق سطح‑سطح لصاروخ ASRAAM المضاد للطائرات في DSEI، كنظام منخفض التكلفة للدفاع النقطي ضد الطائرات المسيرة والذخائر، أو كعنصر ضمن منظومة دفاع جوي متكاملة.
فيما يتعلّق ببرنامج FC/ASW، الذي يتضمن صاروخًا فائق السرعة ودقيقًا وصاروخ كروز طويل المدى شبحياً، ستعرض MBDA نموذجًا لشكل الصاروخ الشبحية الحقيقي بدلًا من رؤية فنية مفهومية. ولا تزال النية أن تدخل الصواريخ حيز الخدمة في أوائل ثلاثينيات القرن الحالى.