الرئيس الإندونيسي برابوو يستبدل خمسة وزراء بعد احتجاجات دامية — أخبار الاحتجاجات

نُشرت في 9 سبتمبر 2025

خلفت احتجاجات دامية هزّت أركان الدولة الأسبوع الماضي إجراءات سريعة لإعادة تشكيل حكومي: استبدل الرئيس برابوو سوبیانتو خمسة وزراء في تعديل مفاجئ للحقائب، في بلد يناهز عدد سكانه 285 مليون نسمة. جاء القرار وسط تزايد استياء الشارع من سياسات السلطة وتصاعد الشعور بأن البرلمـان لم يبدِ حسّاً كافياً تجاه الضغوط الاقتصادية التي يعانيها الناس يومياً، ما أدّى إلى اندلاع موجة احتجاجات في نهاية أغسطس.

شملت الإقالات وزيرة المالية سري مولياني إندراواتي، التي شغلت سابقاً منصب المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي ومديرة العمليات في البنك الدولي، وكذلك بودي غونوان، الوزير المنسق للشؤون السياسية والأمنية. اختار برابوو الاقتصادي بوربايا يودهى ساديفا، رئيس مؤسسة تأمين الودائع، ليحلّ محلّ إندراواتي، التي كانت من أطول الوزراء خدمة في حقيبة المالية بإندونيسيا.

أكد ساديفا (61 عاماً) في مؤتمر صحفي على خبرته الطويلة، مشدّداً على أنّه قدّم استشارات فِقْهٍية ومالية للإدارتين السابقتين. وقال إن أولويته ستكون تسريع النمو الاقتصادي عبر رسم حزمة من الإجراءات المالية وضمان كفاءة الإنفاق العام دون الشروع في إصلاحات جذرية للأنظمة القائمة.

كما أقال الرئيس وزراء التعاونيات والشباب والرياضة ووزير حماية العمال المهاجرين، في خطوة تهدف إلى تهدئة الشارع وإظهار استجابة سريعة للمطالب الشعبية.

انطلقت شرارة الاحتجاجات بعد تسريب تقارير تفيد بأن جميع أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 580 عضواً يتقاضون مخصصات سكن شهرية بقيمة 50 مليون روبية (حوالي 3,075 دولار)، بالإضافة إلى رواتبهم الأساسية. هذه المخصصات، التي رُفعت في العام الماضي، كانت تقارب عشرة أضعاف الحد الأدنى للأجور في جاكرتا وتزيد على نحو أكبر بالمقارنة مع الأجور في المناطق الريفية.

أفادت المفوّضية الوطنية المستقلة لحقوق الإنسان بمصرع عشرة أشخاص خلال خمسة أيام من الاحتجاجات، ووصفت تعامل قوات الأمن معه بطريقة لا إنسانية، بينما أوردت الشرطة حصيلة وفيات بلغت سبعة أشخاص. توسعت الاحتجاجات بعد مقتل سائق توصيلٍ يبلغ من العمر 21 عاماً، عفّان كورنياوان، الذي كان ينفّذ طلب توصيل طعام عندما دهسته سيارة مدرّعة للشرطة مرت عبر حشد من المتظاهرين وقتلته، بحسب شهود.

يقرأ  صور فضائية تكشف بناء حاجز يحيط بمدينة سودانية محاصرة

تفاقم استياء الشباب بطالةً ومداخيل منخفضة دفعت أعداداً واسعة إلى العمل غير المستقر والمهنيّات المؤقتة مثل توصيل الطلبات وركوب الدراجات الأجرة عبر التطبيقات، ما جعل وفاة كورنياوان شرارة لاحتجاجات أوسع. واجهت المظاهرات رد فعل أمنيّاً قاسياً شمل عناصر الشغب، وخراطيم المياه، والغاز المسيل للدموع، حتى على بعض الحرمات الجامعية.

أصدر الرئيس توجيهات لقوات الأمن بالتعامل بحزم مع التظاهرات التي اعتُبرت أنها تنطوي على “خيانة وإرهاب”، لكن المحتجين استمرّوا في استهداف مبانٍ حكومية ومنازل سياسيين، من بينها منزل وزيرة المالية السابق على 31 أغسطس، الذي اقتحمه متظاهرون.

عادت الهدوء إلى حدٍّ كبير بعد أن ألغى برابوو بعض امتيازات النواب الأسبوع الماضي، بما في ذلك بدل السكن، وعلّق أكثر الرحلات الخارجية للبرلمان، في محاولة لامتصاص الغضب العام. وقد غذّت المخاوف أيضاً احتمالات توسيع النفوذ العسكري في ظل قيادة برابوو، الجنرال السابق بقوات النخبة الذي أثار سابقاً مخاوف في أنحاء البلاد وحُظر من دخول الولايات المتحدة، قبل أن يعيد تشكيل صورته قبيل الانتخابات الماضية.

أضف تعليق