كنت دائماً أرسم أو أبني أشياءً، أو نصنع فزّاعاتٍ عملاقةً لحقول الفواكيه. كنت أنحتها بمنشارٍ كهربائي.
أحياناً تتشكل شخصيات دل تورو في الحلم أو حتى في التخيل اليقظ. «أجدني أحدِّق في جدار لساعة تقريباً، وتتفجّر في رأسي صورٌ وأفكار»، يقول. ملأ دفاترَ رسمٍ بأفكاره، لكن ليس كلُّ ما فيها قابلاً للتنفيذ فوراً. «هناك مشاريعٌ أكبر بكثير طموحاً أود أن أشرع فيها»، يضيف.
وُلد في إنجلترا ثم انتقل إلى اسكتلندا؛ عاش فترةً في إدنبره وشارك فيها مجموعةً مسرحيةً يصفها بأنها «وثنية». يروي: «قضينا وقتاً طويلاً في صنع أقنعة غريبة ونجري وراء بعضنا في الغابات وأشياء من هذا القبيل، لذلك أعتقد أن ذلك كان له تأثير على عملي بطريقة ما».
أمضى أيضاً وقتاً في محافظة فايف حيث عمل في مزرعة. لم تمضِ سوى سنوات قليلة منذ بدأ النحت، لكن السعي الإبداعي كان جزءاً مزروعاً في حياته منذ زمن. يقول إنه عندما يعجز عن صنع أشياء حقيقية ينحت البطاطس المهروسة أو يخربش على الطاولات. «هناك دائماً هذا الدافع الإبداعي الذي لا بد أن يخرج»، يؤكد. ويكرر: «كنت دائماً أرسم أو أبني أشياءً، وكنا نصنع فزّاعاتٍ عملاقة لحقول الفواكه. كنت أنحتها بمنشار سلسلة». إلى جانب نشاطاته الفنية، يعمل دل تورو بوظيفة بدوام كامل، لذا يبدع عادةً في الأمسيات أو في عطلات نهاية الأسبوع. هو ذاتي التعلم ويقول إنه لا يزال يتعلم تقنيات جديدة، لذلك تتجمّع مشروعاته ببطءٍ أحياناً. «أعمل على الأشياء ثم أقضي وقتاً طويلاً أتأملها وأعيد النظر فيها»، يشرح.
في إحدى صوره على إنستغرام، يظهر دل تورو وهو يغرِّز بخفة على خدٍ منتفخٍ بينداري الملمس لوجهٍ طوله خمسة أقدام. يقضي وقتاً طويلاً في هذا العمل، ويجرب الصوف مراتٍ ومرات حتى لا يعود الشريط الملون من القماش يشبه سحبَ الألوان المبعثرة على الأرض كما في الصورة؛ وفي النهاية، كما يقول، يتحول إلى «نسجٍ محكمٍ من الفوضى».
يرى أن اللباد مادة رائعة للنحت. «إنها مرنة جداً وتتسامح مع الأخطاء»، يوضح. يصبغ دل تورو الصوف بنفسه، وكان ذلك أسهل مما توقّع. يرصّ طبقات الصوف المصبوغ ويشتغل عليها بإبر اللباد، موصلاً قطع الصوف معاً أثناء طعن المادة في اتجاهات مختلفة. يفضّل أن يبدأ بألياف طويلة ثم يضيف الأقصر لاحقاً ليحصل على سطح أكثر نعومة. بعض الناس، كما يقول، يظنّون أن السطوح تشبه الحجر أو الخزف.
الوجه ليس لعرضٍ محدّد، ويتوقع دل تورو أن يعلّقه في نهاية المطاف على حائط منزله. «كان لديّ تصور لشيء أردتُ صنعه، وكنت أصنعه بحماس»، يقول. «أنا متحمس فقط لصنعه ولإنهائه».
ظهرت هذه المقالة أصلاً في عدد Hi‑Fructose رقم 44، الذي نفدَ من الطبع. احصلوا على عددنا الأخير وادعموا تغطيتنا الفنية بالاشتراك في Hi‑Fructose.