سمعت المحكمه أن جثتي طفلين صغيرين وُجدتا داخل حقيبتين في نيوزيلندا — بعد أن ادّعى الادعاء أن والدتهما قتلتْهما — واحتوتا على آثار لمضاد اكتئاب، وفق ما عرضه الادعاء أمام المحكمة.
هكيونغ لي، 44 عاماً، تُحاكم أمام محكمة في أوكلاند بتهمتي قتل طفليها؛ يونا جو البالغة ثماني سنوات ومينو جو البالغة ست سنوات، وإخفاء جثتيهما في مخزن تخزين آمن.
عُثر على رفاتهما داخل حقيبتين بعدما اشترت عائلة محتويات الخزانة في مزاد عام 2022. وأبلغت النيابة المحكمة يوم الثلاثاء أن آثار دواء نورتيبتيلاين المضاد للاكتئاب وُجدت في تجويف الصدر وكبدَي يونا ومينو.
هذا الدواء لا يُعطى للأطفال، وفي حالات الجرعة الزائدة قد يسبب تشنجات ونعاساً شديداً أو الوفاة.
أُوصفت لي بتجربة دواء نورتيبتيلاين في 2017 بعد أن أخبرت طبيباً أنها تعاني أرقاً ودوخة عقب تشخيص زوجها بالسرطان. وأنكرت تهمتي القتل، لكنها بحسب المحكمة تقبل أنها تسببت في وفاة طفليها.
تقر أيضاً بأنها بعد وفاتهما لفتهما بثلاث أكياس بلاستيكية ووضعتهما في حقيبتين ختمتهما بشريط لاصق وأودعتهما في مركز تخزين لمدّة أربع سنوات، كما روّجت النيابة أمام المحلفين. وتدعي النيابة كذلك أنها غيّرت اسمها وسافرت بعد شهر من الواقعة إلى سيول على درجة رجال الأعمال.
ألقي القبض عليها في أولسان بكوريا الجنوبية في سبتمبر 2022 بعد أن أصدرت الإنتربول نشرة حمراء عالمية، ونقلت قسراً إلى نيوزيلندا في نوفمبر من ذلك العام.
وقد عرضت المحكمة يوم الثلاثاء أيضاً التفاصيل المفزعة لاكتشاف الجثث. ففي 10 أغسطس 2022، فاز شخصان بمزاد واشتريا خزانة التخزين المهجورة مقابل 401 دولار نيوزيلندي، وكانت ممتلئة بأغراض منزلية من دراجات وملابس وحقيبتين. ولاحظ المشتري في اليوم التالي رائحة غريبة أثناء تحميل الحقيبتين على مقطورة ناقله، ووصفها بأنها «رائحة جرذ ميت»؛ ثم قطع الحقيبتين المغلقتين والمغلفتين بالبلاستيك بسكين عند وصوله للمنزل.
داخل الحقيبتين وُجدت عدة أكياس بلاستيكية سوداء مربوطة بإحكام إحداها داخل الأخرى، وداخلها جثتا الطفلين — طفلة في كلّ حقيبة — وتم التعرف عليهما لاحقاً باسمَي يونا ومينو.
أظهر تشريح الجثث عدم وجود علامات إصابة ظاهرة مثل كسور العظام، مع أن الدليل كان واضحاً على أن الشخصين قُتلا على يد آخر. وخلص خبير الأمراض الشرعية إلى أن الوفاة كانت جنائية بوسائل لم تُوضح تماماً، ومنها تعرضهما لمادة نورتيبتيلاين، بحسب ما سرده ممثل الادعاء.
وسُمع أن لي استلمت وصفة الدواء من صيدلية في أغسطس 2017 — أي بعد خمسة أشهر من تشخيص زوجها أيان جو بالسرطان. وفي الفترة التي سبقت وفاة الزوج في نوفمبر 2017، كررت لي في مناسبات عدة تصورها بأنَّها وأطفالهما سيموتون إذا مات هو، حسبما نقلت النيابة؛ وورد أن أمّ لي تذكرت بكاءها عبر الهاتف قائلة إنها ستموت إن مات زوجها. كما أرسلت لي رسائل نصية لزوجها تضمنت عبارة «إن متّ فأنا سأتوفى مع طفلينا».
وعلى أثر وفاة الزوج، قالت لي لصديقة خلال عطلة في أستراليا إنها كانت تتمنى لو تحطّم الطائرة لكي يموت الجميع معاً، وأضافت بحسب النيابة أنها كانت ستصاب بحزن أقل لو مات أطفالهما بدل زوجها.
وقالت مدافعة لي، لورين سميث، إن «تنازلها إلى الجنون» الذي أدى إلى قتل طفليها بدأ بعد وفاة الزوج؛ وأن الأسرة كانت قبل ذلك «أسرة صغيرة سعيدة». بعد دخول الزوج إلى العناية المركزة ثم الرعاية التلطيفية انفتحت لدى لي حالة انهيار ونشأت لديها قناعة بأن الأفضل أن يموتوا جميعاً معاً، بحسب دفاعها.
يزعم الدفاع أيضاً أن لي أعطت مضادات اكتئاب لأطفالها لكنها أخطأت في الجرعة — وعندما استيقظت وجدت أطفالهما قد ماتوا. قالت المحامية: «لقد قتلت أطفالها لكنها غير مذنبة بجريمة القتل لسبب الجنون».
مع افتتاح المحاكمة، قال القاضي جيفري فينينغ للمحلفين إن القضية ستقرر على الأرجح «ما إذا كانت لي مصابة بالجنون في وقت قتل الطفلين أم لا».
لي مواطنة نيوزيلندية ولدت في كوريا الجنوبية. ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة حتى أربعة أسابيع.