قوات إسرائيلية تقتحم بلدات وقرى وتنفّذ اعتقالات شمال غرب القدس بعد إطلاق نار قاتل
نُشر في 9 سبتمبر 2025
اقتحمت قوات إسرائيلية عدة بلدات وقرى بعد أن أطلق مسلحان النار على موقف للحافلات في شرق القدس المحتلة، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص، الأمر الذي أثار مخاوف من تصعيد عسكري وعنف من قبل مستوطنين إسرائيليين ضد الفلسطينيين وعملية عقاب جماعي في الضفة الغربية المحتلة، فيما تواصل اسرائيل قصف قطاع غزة بلا هوادة.
أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا صباح الثلاثاء، نقلاً عن مصادر محلية، أن القوات اقتحمت بلدة بدّو وأغلقت مداخلها الرئيسية التي تربطها ببلدة الجيب، الطريق الوحيد الذي يخدم ما يقرب من 70 ألف مواطن في المنطقة.
خلال المداهمات أطلقت القوات رصاصاً حياً وقنابل صوتية، وفي مواجهات مع السكان استُخدمت قنابل وغاز مسيل للدموع وغازات سامة، وفقاً للتقارير.
كما شنت القوات حملات مداهمة في عدة بلدات شمال غرب القدس واعتقلت شباناً مستخدمة كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع. وفي بلدة قطنة اعتُقل عدد من الشبان بعد اقتحام مبنى سكني، بحسب وفا.
وقال قائد الجيش الإسرائيلي إيال زامير في بيان يوم الاثنين إنه أصدر أمراً بـ«إغلاق كامل» للمنطقة التي يُزعم أن المسلحين أتوا منها. وأضاف: «سنواصل جهداً عملياً واستخبارياً حازماً ومستمراً، سنطارد خلايا الإرهاب في كل مكان، ونفشل البنية التحتية الإرهابية ومنظميها».
مع تصاعد الاقتحامات في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب على غزة، زادت هجمات يوم الاثنين من حدة التوترات.
قالت مصادر محلية لقناة الجزيرة إن عدداً من المستوطنين هاجموا منازل فلسطينية ورشّوا شعارات عنصرية في قرية جُريش جنوب نابلس.
وفي محافظه الخليل اعتقلت القوات شخصين ونصبت عدداً من الحواجز العسكرية على مداخل البلدات والقرى والمخيمات، كما أغلقت الجيش عدة طرق رئيسية وثانوية، وفقاً لوفا.
في الوقت نفسه، فجّر الجنود منزل الأسير ثابت مسالمة في بلدة بيت عوا جنوب غرب الخليل، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع السكان، أطلق خلالها الجنود رصاصاً حياً أصاب شخصين.
يُتهم مسالمة بالمشاركة في هجوم إطلاق نار قبل ثمانية أشهر أدى إلى مقتل مستوطن إسرائيلي وإصابة ثلاثة آخرين. وخلف هدم المنزل عائلة المعتقل بلا مأوى؛ زوجته ووالداه وثلاثة أطفال.
يُعَد هذا الإجراء جزءاً من نمط من العقوبات الجماعية التي تستهدف عائلات المشتبه بهم الفلسطينيين خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك ترحيل أفراد من العائلة، والتي تعهد وزراء إسرائيليون بالمضي قدماً فيها عقب هجوم الاثنين كوسيلة لردع هجمات مستقبلية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أجرى مسوحات في منازل المشتبه بهما من هجوم الاثنين تمهيداً لهدمها.
وثقت منظمة «بتسيلم» الحقوقية الإسرائيلية ما لا يقل عن 26 منزلاً تم هدمها في الضفة الغربية كإجراء عقابي خلال 2025، مما أدى إلى تشريد أكثر من 70 فلسطينياً.