ملفات جيفري إبستين و«دفتر أعياد الميلاد» — ماذا نعرف؟

ستيوارت لاو — بي بي سي
سارة سميث — محررة شؤون أمريكا الشمالية

لجنة رقابية في الكونغرس الأمريكي نشرت نسخةً محجبة من ما يُعرف بـ«كتاب عيد الميلاد» المزمع أن أُهدِيَ لجيفري إبستين عام 2003 بمناسبة بلوغه الخامسة والأربعين/الخمسين (المقتبس في الوثائق بوصفه كتاب تهنئة)، وذلك ضمن حزمة وثائق تضم وصية إبستين ودفتر عناوينه الشخصي الذي يشتمل على أسماء شخصيات ملكية وسياسيين ومشاهير وعارضات أزياء.

الكتاب، الذي يساوي 238 صفحة، يضم رسائل وصورًا أرسلها عدد من معارف إبستين، ومن بينها ورقة تحمل توقيعًا يزعم أن شبيهه توقيع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب؛ وقد نفى ترامب أي علاقة له بكتابة تلك الملاحظة. يُشار إلى أن إبستين، الممول المعروف وصلاته الواسعة والمحكوم عليه بجرائم جنسية، وُجد ميتًا بانتحار عام 2019 أثناء انتظار محاكمته بتهم الاتجار الجنسي.

لماذا نُشِرَت الوثائق الآن؟
اللجنه الرقابية بمجلس النواب وجَّهت الشهر الماضي استدعاءً قانونيًا لمديري تركة إبستين لتسليم مجموعة وثائق، بينها «كتاب عيد الميلاد» الذي فيه الملاحظة المنسوبة إلى ترامب. وتلقّت اللجنة لاحقًا مستندات من محامي التركة. يوم الإثنين، نشرت اللجنة الكتاب المزعوم بالإضافة إلى وصية إبستين ومداخل من دفاتر عناوينه بمضامين تعود إلى الفترة من 1990 إلى 2019، واتفاقية عدم ملاحقة وُقعت باسمه.

أرفق رئيس اللجنة، جيمس كومير، بيانًا ينتقد فيه نواب الحزب الديمقراطي الذين نشروا في وقت سابق صفحات من الكتاب تضم توقيعًا يُنسب إلى ترامب؛ وذكرت إدارة البيت الأبيض أن التوقيع لا يطابق توقيع الرئيس وأنه لم يكتب أو يرسم تلك الصورة المرافقة. وقال كومير إن الديمقراطيين «ينقّبون عن المستندات ويسيّسون معلومات حصلوا عليها من تركة إبستين».

من كتب في «كتاب عيد الميلاد»؟
نُشرت مداخلات نحو أربعين شخصًا مصنفة تحت عناوين مثل «أصدقاء» و«أعمال» و«علوم» و«بروكلين»، في حين حُجبَت أسماء واردة تحت بندَي «العائلة» و«صديقات». ولا تُوجَّه إلى هؤلاء أسماء اتهامات جنائية في سياق قضية إبستين على أساس هذه المداخلات.

يقرأ  تقرير بدعم الأمم المتحدة: مجاعة مؤكدة في غزة

الدخول المنسوب إلى دونالد ترامب، الذي يظهر في الصفحة 165، يتضمن ملاحظة موقعة تختتم بعبارة: «عيد ميلاد سعيد — وليكن كل يوم سرًّا آخر رائعًا.» أُحاط النص برسم جسد امرأة؛ وهو ما كانت قد نقلت عنه صحيفة وول ستريت جورنال في تغطيتها الأولية للرسالة في يوليو.

كما تضمّنت الوثائق رسالة يبدو أنها من الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون امتدح فيها «فضول إبستين الطفولي» ورغبته في «إحداث فرق». لم تصدر رئاسة كلينتون ردًا لبي بي سي حتى الآن.

مداخلات أخرى ومَن ذُكر منهم
سجل اللورد بيتر ماندلسون، السفير البريطاني لدى الولايات المتحدة آنذاك، ملاحظة وصف فيها إبستين بـ«صديقي المقرب» وأرفق صورًا عدّة؛ وذكر، إلى جانب إحدى الصور تظهر فيها امرأتان محجوبتا الوجوه، لقاءه «أصدقاء إبستين المثيرين للاهتمام» — بعبارة بين قوسين. وقال متحدث رسمي باسم ماندلسون لبي بي سي إنه «لطالما أكد ندمه على تَعرُّفه لإبستين، وأن هذه الصلة معروفة للعامة منذ زمن».

لم تُثر مراسلة مكتوبة باسم الأمير أندرو، لكن إحدى المدخلات لامرأة غير معروفة تقول إنها بفضل إبستين التقت بالأمير وكلينتون وترامب، وإنها «رأت أجنحة خاصة في قصر باكنغهام» و«جلست على عرش الملكة». الأمير أندرو نفى سابقًا ارتكاب أي خطأ.

ماذا تضمنت باقي المداخلات؟
تتفاوت مضمونات المداخلات بين رسائل من شخصيات من البيت الأبيض إلى نساء عملن في التدليك. تروي إحداهن أنها كانت تعمل مضيفة في مطعم بعمر 22 سنة حتى تعرفت على إبستين، ومن ثم سافرت حول العالم واحتكت بشخصيات بارزة، بينها أفراد من العائلة المالكة. كما تحتوي الوثائق على صور لإبستين عبر سنوات عديدة — من طائرته الخاصة إلى متجر طب آسيوي عشوائي، وصور له وهو يعانق نساء حُجبَت ملامح وجوههن.

يقرأ  ماذا يجب أن تعرف عن تعليق رحلات إير كندا وإضراب طاقم الضيافة؟

أرسلت أيضاً صورٌ بطابع فاحش تضم مشاهد وُصِفت بأنها جمعت حيوانات برية من سفاري، مثل حمار الوحش والأسود، مصحوبة بمشاهد فاضحة. تُظهر الحزمة المنشورة مزيجًا من المقتنيات الشخصية والوثائق القانونية التي أعادت إشعال النقاش العام حول شبكة علاقات إبستين ونطاق تأثيرها. رسالةا واحدة هنا أو هناك لا تُثبِت ذنبًا ولا تُلغي معيار البراءة حتى تثبت الإدانة.

أضف تعليق