تحذير للحكومة البريطانية: الموافقة على سفارة الصين ستكون مخالفة للقانون

أحد أبرز محامي التخطيط في المملكة المتحدة اعتبر أنه سيكون من غير القانوني أن تمنح الحكومة تصريح تخطيط لسفارة صينية «ضخمة» قُرب برج لندن.

الرأي القانوني، الذي قدّمه اللورد بانر KC إلى الحكومة يوم الاثنين، جاء قبيل الموعد النهائي الأخير لمن يرغبون في الاعتراض على المشروع للتعبير عن آرائهم.

المعارضون يشدّون من وتيرة مقاومتهم لخطط الصين لتحويل موقع دار سك الملكية التاريخي إلى أكبر سفارة لأي دولة في أوروبا.

سكان الشقق الواقعة ضمن مجمع دار سك الملكية كلفوا مستشارين قانونيين لإعداد الوثيقة بهدف عرقلة المشروع، لأنهم يخشون أن تصبح الصين، التي صارت الآن المالك، قادرة في نهاية المطاف على إجبارهم على مغادرة منازلهم.

وزيرة الإسكان السابقة أنجيلا راينر استدعت الملف العام الماضي، ما ضمن أن القرار النهائي بشأن طلب التخطيط سيصدر عنها وليس عن مجلس تاور هامليتس.

أحد أكثر جوانب طلب التخطيط إثارة للجدل هو أن الصين قامت بتظليل أجزاء من المخططات، ما أخفى الاستخدام المقصود لتلك الغرف.

في أغسطس، كتبت راينر إلى الجانب الصيني مطالبةً منهم «شرح المنطق والمبررات لكل حجب» في المخططات.

معارضو النظام الصيني من هونغ كونغ ونشطاء ديمقراطيون صينيون آخرون مقيمون في المملكة المتحدة عبّروا عن مخاوف من إمكانية استخدام هذه الغرف لاحتجاز واستجواب معارضي النظام الشيوعي الصيني.

ردّ مستشارو التخطيط الذين يعملون نيابةً عن الجانب الصيني أوضحوا استخدام بعض الغرف، ورفضوا الكشف عن أخرى بحجة أن «التخطيط الداخلي لمشروعات السفارات يختلف عن المشاريع الأخرى».

أشاروا إلى سابقة مفادها أن «طلب إنشاء السفارة الأمريكية الجديدة في ناين إلمز لم يفِ بتفاصيل تخطيطات داخلية».

في رأيه، يلفت اللورد بانر إلى أن أجزاءً من دار سك الملكية مصنفة كمعالم محفوظة، ويقول إنه «لا يمكن قبولياً القول إن التفاصيل المحذوفة لا يمكن أن يكون لها أي تبعات تخطيطية».

يقرأ  شهود يروون حادثة إطلاق النار في مدرسة كاثوليكية بمدينة مينيابوليس

وأضاف أمثلة لما يجب تقييمه، بما في ذلك «الاستخدامات المحتملة للغرف المحجوبة، وأية تبعات هيكلية أو تتعلق بالسلامة (بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر سلامة الحرائق) لأي هياكل مادية».

كما يشدد على أن جمهورية الصين الشعبية ستستفيد من الحصانة الدبلوماسية على أي نشاط يحدث داخل تلك التربة، مما يمنحها «تفويضاً مطلقاً» بخصوص ما يحدث داخل الغرف.

وطالب اللورد بانر بأن يُزوّد وزير الإسكان الجديد ستيف ريد بالمخططات غير المحجوبة، مجدداً التأكيد أن تصريح التخطيط «لا يمكن قانونياً منحه على أساس مخططات محجوبة».

مجال آخر أثار القلق هو رغبة الصين في ترك جزء من موقع السفارة مفتوحاً للجمهور ليتفقدوا أطلال دير سِسترسيَن ولزيارة مركز للتراث الصيني تنوي بناؤه هناك.

في وقت سابق من السنة، حذّرتا وزارة الخارجية ووزارة الداخلية من أن ذلك يطرح «مخاطر محددة متعلقة بالنظام العام والأمن القومي»، لأنهما خشيّا أنه في حال وقوع طارئ أمني أو صحي في ذلك الساحة المرصوفة، فإن خدمات الطوارئ لن تتمكن من التعامل معه.

أي عضو من الجمهور، بما في ذلك متظاهرو مناهضة الصين، قد يدخل المنطقة — لكن الشرطة لن تستطع الدخول، إذ ستصبح الأرض تراباً صينياً تتمتع بـ«قداسة دبلوماسية» وحرمة تحميها الحصانة.

وطلبت السلطات من الصين أن تحيط هذا الجزء ضمن محيط أمني للسفارة، لكن بكين رفضت ذلك.

بدلاً من ذلك، قالت إنها ستوافق كشرط للتخطيط على السماح للشرطة أو خدمات الطوارئ بالوصول إلى الأرض إذا لزم الأمر.

في رأيه، يرى اللورد بانر أن هذا الحل غير كافٍ، لأنه «لن يكون قابلاً للنفاذ بالنظر إلى الحصانة الممنوحة للسفارة والسفير وغيرهم من موظفي السفارة»، ولهذا يظل الخطر الأمني والشرعي قائماً. اتفاقية فيينا

يقرأ  أهم أحداث الحرب الروسية‑الأوكرانية اليوم ١٢٧١ — تغطية إخبارية

«قانونياً، فإن تأكيدات جمهورية الصين الشعبية بلا قيمة»، قال ذلك مضيفاً: «ستكون جمهورية الصين الشعبية حرة بموجب القوانين المحلية والدولية في التراجع عن هذه التأكيدات في أي وقت، ولا يوجد ما يمكن لشروط التخطيط أن تفعله لردع ذلك.»

رغم الرحيل المفاجئ لراينر، أشارت وزارة الإسكان والمجتمعات والحكومة المحلية إلى أن من المتوقع أن تتخذ ريد القرار في موعد أقصاه 21 أكتوبر.

وأوضح متحدث باسم الوزارة أنه ليس من المناسب الإدلاء بتعليقات مستمرة قد تُلحق ضرراً أو تُسهم في تحيّز أي قرار نهائي.

قالت جمعية سكان رويال مينت كورت إن رأي اللورد بانر «أظهر سبب عدم جواز الموافقة على السفارة الصينية في رويال مينت». وأضافت: «على الحكومة البريطانية أن تُنهِي طلب التخطيط مرة واحدة وللأبد، أو تواجه مراجعة قضائية مُهينة.»

سيضطر ريد لموازنة قضايا أخرى إلى جانب مسائل التخطيط، من بينها مخاوف أمنية خطيرة.

قال سياسيون محافظون إنه إذا سُمح للصين بتحويل رويال مينت كورت إلى سفارتها الجديدة فقد تسعى إلى الوصول إلى كابلات الألياف البصرية المارة قرب المبنى والتي تنقل بيانات حساسة للمؤسسست المالية في مدينة لندن.

قالت السفارة الصينية بلندن في تصريحات سابقة لـ«بي بي سي» إنها «ملتزمة بتعزيز التفاهم والصداقة بين الشعبين الصيني والبريطاني وتطوير التعاون المفيد للطرفين بين البلدين». وأضافت: «إن إنشاء السفارة الجديدة سيساعدنا على أداء هذه المسؤوليات بصورة أفضل.»

(بي بي سي)

اشترك في نشرة «السياسة الأساسية» لتصل إليك أهم التحليلات السياسية، وتكتسب رؤى من أنحاء المملكة المتحدة، وتواكب اللحظات الكبرى — ستصلك مباشرة في صندوق بريدك الإلكتروني في أيام الأسبوع.

أضف تعليق