حماس تقول إنها تسلمت “بعض الأفكار” من الجانب الأميركي عبر الوسطاء بشأن سبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
القيادة الفلسطينية المسلحة أوضحت أنها تناقش سبل تطوير هذه المقترحات، وأنها على استعداد للإفراج عن 48 رهينة متبقين في غزة مقابل إعلان واضح ينهي الحرب.
مسؤول فلسطيني قال لـBBC إن الخطة الأميركية تقضي بالإفراج عن الرهائن خلال أول 48 ساعة من هدنة تستمر 60 يوماً مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وإجراء مفاوضات بنوايا حسنة حول وقف دائم لإطلاق النار.
وجاء ذلك بعد أن وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما وصفه بـ”التحذير الأخير” لحماس للموافقة على صفقة، مؤكداً أن إسرائيل قبلت شروطه من دون الإدلاء بتفاصيل.
وزير الخارجية الإسرائيلي غيدعون سآر قال إن تل أبيب مستعدة للموافقة على صفقة تنهي الحرب تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن — منهم نحو 20 يُعتقد أنهم على قيد الحياة — ونزع سلاح حركة حماس.
في المقابل، حذّر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نحو مليون فلسطيني يعيشون في مدينة غزة التي تعاني من الجوع بضرورة الإخلاء الفوري، مع تصعيد الجيش الإسرائيلي هجومه البري للسيطرة على المدينة.
“في اليومين الماضيين أسقطنا 50 برجاً إرهابياً، وهذا مجرد بداية العملية البرية في مدينة غزة”، قال نتنياهو في تسجيل مصوّر، مضيفاً: “أقول لسكان مدينة غزة: لقد حُذّرتم، اخرجوا من هناك”.
المستشفيات أفادت بأن الغارات الإسرائيلية تسببت بمقتل ما لا يقل عن 40 شخصاً في أنحاء غزة يوم الاثنين، بينهم 25 في مدينة غزة وشمال القطاع.
الجيش الإسرائيلي أعلن سقوط أربعة جنود قتلى في اشتباكات بالشمال.
الأمس مساءً، أصدرت حماس بياناً أفادت فيه بأنها “تلقت عبر الوسطاء بعض الأفكار من الجانب الأميركي تهدف إلى الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار” وأنها رحِّبت بالمبادرة، مؤكدة أنها على اتصال دائم بالوسطاء لتحويل هذه الأفكار إلى اتفاق شامل يلبّي احتياجات الشعب الفلسطيني.
حماس قالت إنها جاهزة للتفاوض فوراً على إطلاق سراح جميع الذين أُخذوا رهائن خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مقابل “إعلان واضح لإنهاء الحرب، وانسحاب كامل من غزة، وتشكيل لجنة فلسطينية مستقلة لإدارة القطاع”.
في وقت سابق نشر ترامب على منصة “تروث سوشل”: “الجميع يريد عودة الرهائن إلى ديارهم. الجميع يريد نهاية هذه الحرب! الإسرائيليون قبلوا بشروطي. حان وقت أن تقبل حماس أيضاً.” وأضاف: “لقد حذّرت حماس من عواقب عدم القبول. هذا تحذيري الأخير، لن يكون هناك آخر!”
مسؤول فلسطيني رفيع الاطلاع على جهود وقف النار أخبر الـBBC أن المقترح الأميركي يتضمن الإفراج عن جميع الرهائن خلال أول 48 ساعة من هدنة مدتها 60 يوماً مقابل سجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بمن فيهم من يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد وأحكاماً طويلة، ومحتجزين من غزة.
وبحسب المسؤول، يتضمّن المقترح كذلك ضماناً شخصياً من الرئيس الأميركي بإجراء الطرفين مفاوضات بنوايا حسنة لإنهاء الحرب.
خلال الأسبوعين الأولين من الهدنة، ستركّز المفاوضات على قضايا مفصلية تشمل نزع سلاح حماس، وتشكيل هيئة إدارية أو حكمية مستقلة في غزة، وترتيبات انسحاب قوات إسرائيلية، إلى جانب تدفق المساعدات الإنسانية بصورة مفتوحة إلى القطاع.
الإطار العام بدا مريداً لتمهيد طريق لحل أوسع بينما يتعامل مع الاحتياجات الإنسانية والأمنية العاجلة.
وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت عن مصادر سياسية أن إسرائيل “تدرس بجدية” المقترح الأميركي، لكنها خلصت أيضاً إلى أن حماس قد تواجه صعوبة في قبوله.
على صعيدٍ آخر، قال غيدعون سآر خلال مؤتمر صحفي في بودابست: “الرئيس ترامب أوضح ذلك أمس، إسرائيل قالت نعم على اقتراحه. نحن مستعدون لقبول صفقة كاملة تنهي الحرب استناداً إلى قرار الحكومة. يجب أن يحدث شيئان: عودة رهائننا… وحماس تضع سلاحها.” (مؤتر صحفي)
وحذر وزير الدفاع إسرائيل كاتس في الوقت نفسه حماس قائلاً: “حرّروا الرهائن وضعوا أسلحتكم — وإلا فستُدمر غزة وستُبيدون.”
الجيش كثّف غاراته الجوية والعمليات البرية على مدينة غزة، وفي يوم الاثنين دُمر مبنى شاهق رابع في غارة خلال أيام متتالية.
مشاهد فيديو تأكدت صحتها لدى الـBBC أظهرت انهيار مبنى الروضة 2 بعد أن استهدفته قذيفتان.
قبل الضربة، أمر الجيش عشرات العائلات النازحة التي كانت تتخذ من المبنى ملجأً بالإخلاء، بما في ذلك من كانوا يقيمون في خيم مجاورة.
الجيش قال إن مقاتلي حماس المسؤولين عن تركيب “وسائل جمع معلومات وأجهزة متفجرة” كانوا يعملون بالقرب من المبنى “واستخدموه طيلة الحرب للتخطيط وتسهيل هجمات إرهابية ضد القوات [الإسرائيلية]”.
واحدة من النازحات، جانين زوروب، التي كانت تسكن في إحدى الخيم، قالت لوكالة رويترز: “لا نعرف ماذا نفعل وإلى أين نذهب. القصف جنوني. أخاف على أطفالي، أخاف على نفسي، وأخاف على من حولي.”
يوم السبت، وجهت إسرائيل النازحين للتوجه الى “منطقة إنسانية” جديدة في جنوب غزة لـ”سلامتهم”. المساحة تقل عن 43 كيلومتراً مربعاً (حوالي 17 ميلاً مربعاً)، أي ما يعادل نحو 12% من مساحة القطاع.
الجيش قال إن هناك بنية تحتية إنسانية أساسية متوفرة في تلك المنطقة. الرجاء تزويدي بالنص المراد إعادة صياغته وترجمته إلى العربية؛ لم تُدرَج أي مادة في طلبك.
ارسل النص وسأعيد صياغته بلُغةٍ عربيةٍ رفيعة المستوى (C2)، مع إدخال هفوة أو اثنتين شائعتين كحدّ أقصى.