مقتل العشرات في غزة.. قطر تصف هجوم إسرائيل بـ«إرهاب الدولة» │ آخر تطورات الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

بينما انشغلت الأنظار العالمية بمحاولة اغتيال قادة حماس في الدوحة، واصلت قوات الاحتلال الإسرايلي قصفها العنيف لقطاع غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من خمسين شخصاً يوم الثلاثاء.

من بين الضحايا تسعة فلسطينيين كانوا قد تجمعوا في جنوبي القطاع طلباً للمساعدة. وتابعت القوات هجومها على مدينة غزة بعد تهديد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الفلسطينيين بضرورة الفرار إلى الجنوب حفاظاً على حياتهم.

قصص موصى بها

أفادت وكالة وفا أن ضربة طائرة مسيّرة استهدفت خيمة مؤقتة كانت تؤوي عائلات نازحة في ميناء غزة، فأسفرت عن مقتل مدنيين وإصابة آخرين. كما قصفت طائرات حربية عدداً من المباني السكنية، بينها أربعة منازل في منطقة المخابرات ومبنى زيدان شمال غرب المدينة.

وردت أن هناك بيتاً قُصِف في حي الطلّباني بمدينة دير البلح، فيما قُتل شابان في هجوم استهدف مدنيين بمنطقة الزرقة في الطفّة شمال شرق غزة.

أكدت منصة “صند” للتحقق من الوقائع التابعة لِـ”الجزيرة” وجود لقطات تُظهر ضربةً إسرائيلية على مسجد ابن تيمية في دير البلح؛ يظهر المقطع وميضاً قبل أن يكتسي مئذنة المسجد بالدخان، وعلى الرغم من الانفجار بدا أن المئذنة ظلت قائمة.

أصدرت إسرائيل تحذيرات إخلاء جديدة يوم الاثنين، ووزعت خرائط تطالب السكان بإخلاء مبنى محدد وخيام مجاورة في شارع جمال عبد الناصر بمدينة غزة تحت طائلة الموت، ووجهت السكان إلى ما سمّته “المنطقة الإنسانية” في المواصى الواقعة على شريط ساحلي جاف في جنوب القطاع.

غير أن المواصى نفسها تعرّضت لقصف متكرر، رغم تأكيدات الاحتلال بأنها منطقة آمنة. في بداية العام كان يقيم هناك نحو 115 ألف شخص، بينما تقدر وكالات الإغاثة الآن أن أكثر من 800 ألف شخص — ما يقارب ثلث سكان غزة — محشورون في مخيمات عشوائية مكتظة.

يقرأ  لماذا تُعدُّ كافالريالسلاحَ السريّ لأفضل استوديوهات التصميم في العالم؟

وصف فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، المواصى بأنها “مخيم شاسع يجمع فلسطينيين جائعين في حالة يأس”.

“لا مكان آمن في غزة، فكيف بمنطقة إنسانية؟ تحذيرات المجاعة لم تُصغَ لها آذانٌ”، هكذا قال لازاريني.

وحذرت الدفاع المدني الفلسطيني قائلاً إن “مدينة غزة تحترق والإنسانية تُبيد”.

وأضافت هيئة الإنقاذ أنه خلال 72 ساعة فقط تدمرت خمس أبراج سكنية عالية تضم أكثر من 200 شقة، ما ترك الآلاف بلا مأوى. كما انهارت أكثر من 350 خيمة كانت تؤوي عائلات نازحة، مما اضطر نحو 7,600 شخص للنوم في العراء “مكافحين الموت والجوع وحرارة لا تُحتمل”.

أُعلن أن أكثر من 64,000 فلسطيني قتلوا، من بينهم نحو 20,000 طفل، خلال الحملة الإسرائيلية التي وصفها باحثون ونشطاء بأنها إبادة جماعية. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية أيضاً مذكرة توقيف ضد نتنياهو بتهم جرائم حرب مزعومة.

“جريمة التهجير القسري”

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن أكثر من 1.3 مليون شخص ما زالوا يقيمون في مدينة غزة ومحيطها، رغم محاولات إسرائيل دفعهم جنوباً، ووصف أوامر الإخلاء بأنها محاولة لتنفيذ “جريمة التهجير القسري مخالفةً كافّة القوانين الدولية”.

أكثر من 90 بالمئة من أصل 2.3 مليون نسمة في غزة نزحوا مرات عدة خلال 23 شهراً من الحرب التي يُقول عنها كثيرون إنها إبادة، وقيود إسرائيل على دخول المساعدات، بما في ذلك المواد الغذائية، أدت إلى وفيات جوع. وفي الشهر الماضي أعلنت إحدى وكالات الأمم المتحدة وقوع مجاعة طالت نصف مليون شخص.

خرج المئات صباح الثلاثاء في وسط غزة للاحتجاج على أوامر الإخلاء الأخيرة. ونقلت مراسلة “الجزيرة” هند خضري من دير البلح أن المتظاهرين رفعوا لافتات كتب عليها: “لن نغادر” و”لن نخرج”.

يقرأ  قُتل ستة جنود سوريين في غارات إسرائيلية قرب دمشق — الإعلام الرسمي — أخبار حرب سوريا

قال محتج نازح يُدعى بجيس الخالدي: “الهدف الأساسي للاحتلال هو التهجير. لكن لم يبقَ مكان — لا في الجنوب ولا في الشمال. أصبحنا محاصَرين تماماً.”

كما اندلعت أعمال عنف في الضفة الغربية المحتلة، حيث قتلت قوات إسرائيلية مراهقين اثنين في مخيم جنين للاجئين، حسب وكالة وفا. ودُفن يوم الثلاثاء فتى يُدعى إسلام نوح (14 عاماً) قُتل أثناء محاولته دخول المخيم المحاصر، وأُقيمت جنازة لفتى آخر هو محمد علونة (14 عاماً)، وأصيب اثنان آخران في الحادث ذاته.

استهداف قادة حماس

أطلقت إسرائيل صواريخ على الدوحة بينما كان قادة حماس مجتمعين في العاصمة القطرية لمناقشة مقترح وقف إطلاق النار الأخير المقدم من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في غزة. وقالت حركة حماس إن خمسة أشخاص قُتلوا، فيما أفادت قطر بأن من بين القتلى مسؤولاً أمنياً. ونفت الحركة أن تكون قيادتها قد أُغتِيلت، مؤكدةً نجاة قياداتها من محاولة الاغتيال.

أدان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الهجوم ووصفه بـ”العمل الإجرامي المتهور” خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. واعتبر رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني العملية “إرهاب دولة”.

قال رئيس الوزراء القطري إن الدوحة ستستمر في جهودها لوقف الحرب على غزة، لكنه أبدى شكوكاً حول قابلية المحادثات الراهنة للاستمرار بعد مثل هذا الهجوم: “بالنسبة للمفاوضات الحالية، لا أظن أن هناك ما يُعتمد عليه بعد أن شهدنا مثل هذا الاعتداء”.

أرسلت الدوحة رسالة إلى مجلس الأمن الدولي تُدين ما سمّتها هجوماً جباناً استهدف مبانٍ سكنية في العاصمة القطرية. وندد الأمين العام للأمم المتحدة بالهجوم واعتبره “انتهاكاً فاضحاً” لسيادة وسلامة أراضي قطر.

قالت واشنطن إن الولايات المتحدة حذرت الدوحة من الضربة المرتقبة، لكن قطر أصدرت بياناً نافيةً هذا السرد ومؤكدةً أن التحذير جاء بعد بدء القصف. وأضاف ترامب لاحقاً أنه شعر “بأسف كبير لمكان العملية” وأنه طمأن قطر بأن مثل ذلك لن يتكرر. وكتب ترامب على منصة “تروث سوشيال” أن القرار كان من نتنياهو وليس منه، وأن قصف دولة ذات سيادة وحليف مقرب للولايات المتحدة بشكل أحادي لا يخدم أهداف إسرائيل أو أمريكا. يبدو أن النث المرسل فارغ. أرسل النص الذي تريد ترجمته وإعادة صياغته.

يقرأ  دانييل ليفي يتنحى عن رئاسة توتنهام بعد ربع قرن أثار جدلاً واسعاً

أضف تعليق