إسقاط طائراتٍ مُسَيَّرةٍ في المجال الجوي البولندي ودونالد توسك يؤكد أنها روسية إسقاط طائرات بدون طيار في الأجواء البولندية بينما يقول توسك إنها روسية

أسقطت القوات الجوية البولندية أكثر من اثنتي عشرة طائرة مسيّرة دخلت أجواء البلاد خلال هجمات روسية على أوكرانيا، وأعلن رئيس الوزراء دونالد توسك صباح الأربعاء أنها انطلقت من الأراضي الروسية.

وقال توسك إنها المرة الأولى التي تُسقط فيها طائرات مسيّرة روسية فوق أراضٍ تخضع لحماية حلف شمال الأطلسي، مضيفاً أنه لا تقارير حتى الآن عن إصابات بشرية، رغم وقوع أضرار مادية.

يتواصل توسك بصورة دائمة مع الحلف العسكري الغربي، في خطوة قد تشكل نقطة تحول بارزة في مسار الحرب في أوكرانيا ورد فعل الناتو على العدوان الروسي.

«خلال الليلة الماضية تم انتهاك المجال الجوي البولندي بعدد هائل من الطائرات المسيّرة الروسية. الطائرات التي شكّلت تهديداً مباشراً أُسقطت. أنا على تواصل دائم مع أمين عام الناتو وحلفائنا»، كتب توسك على منصة إكس.

قالت المتحدثة باسم الناتو، أليسون هارت، إن الحلف وبولندا يناقشان الخطوات التالية بعد هذه الخروقات.

وأضافت أن السكريتير العام للناتو مارك روتي على اتصال بقيادة بولندا ويتشاور معها عن كثب، مؤكدة نشر دفاع جوي للناتو إلى جانب قوت بولندية لمواجهة الطائرات المسيّرة.

«مجلس شمال الأطلسي يجتمع هذا الصباح في جلسة دورية وسيناقش، من بين بنود أخرى، كيف استجاب الناتو للطائرات المسيّرة التي دخلت المجال الجوي البولندي طوال الليل»، بحسب المتحدثة.

المجلس هو اجتماع مقرّر سابقاً لمندوبي الدول الأعضاء الدائمين في بروكسل.

نظرياً، بإمكان بولندا تفعيل المادة الرابعة من معاهدة الناتو استجابةً لهذه الخروقات، إذ تنص المادة على استشارات إذا شعرت دولة عضو بأن سلامتها الإقليمية أو استقلالها السياسي أو أمنها مهدد.

ومن غير المرجح في الوقت الراهن أن تطلب بولندا مساعدة عسكرية بموجب المادة الخامسة من المعاهدة.

إدانات الاتحاد الأوروبي وتحذير أوكراني

يقرأ  تسلسلٌ زمنيّ لأكثر الزلازل فتكًا في أفغانستان منذ 2015 أخبار الزلازل

وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الحادثة بـ«التهور».

وقالت خلال كلمة أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ: «اليوم شهدنا انتهاكاً متهوراً وغير مسبوق للمجال الجوي البولندي والأوروبي بأكثر من عشر طائرات شاهد روسية. تقف أوروبا متضامنة بالكامل مع بولندا».

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى «رد قوي»، محذراً من أن موسكو «دائماً ما تختبر الحدود، وإذا لم تواجه بردّ حازم فستبقى على مستوى تصعيد جديد».

ووصف زيلينسكي الحادثة بأنها «سابقة شديدة الخطورة لأوروبا».

أضرار في منزل سكني واستمرار عمليات البحث عن حطام

أُوقفت الرحلات في أربعة مطارات بولندية، من بينها وارسو، قبل أن تُستأنف مجدداً.

وذكرت وزارة الدفاع في وارسو أن جميع الوزارات المسؤولة عن أمن البلاد ستشارك في اجتماع طارئ لمناقشة الوضع.

وأفاد الرئيس كارول نافروتسكي، المنافس السياسي لتوسك، بأنه تلقى إحاطة من القوات المسلحة البولندية وسيترأس إطلاعاً على الأمن القومي، قائلاً في منشور على إكس: «أمن بلادنا هو أولويتنا القصوى ويتطلب تعاوناً وثيقاً».

أصابت شظايا طائرة مسيّرة ساقطة سقف منزل سكني في قرية ويركي بشرق بولندا، وفقاً لوكالة الأنباء البولندية PAP، دون تسجيل إصابات بشرية.

أظهرت تقارير إعلامية محلية صورة لسقف المبنى وقد تعرض لأضرار جسيمة؛ يقع المبنى في منطقة لوبلين على بعد نحو 15 كيلومتراً من الحدود البيلاروسية وحوالي 35 كيلومتراً من الحدود الأوكرانية.

وُعث أيضاً على شظايا إضافية للطائرات المسيّرة قرب بلدة بياوا بودلافسكا شرقي بولندا.

وطالبت السلطات العامة بعدم الاقتراب من أي حطام محتمل والاتصال بخدمات الطوارئ فوراً.

وقالت قيادة القوات المسلحة البولندية في وقت سابق على إكس إن «العملية الرامية إلى تحديد الأجسام ومحايدتها مستمرة»، ودعت السكان إلى البقاء في منازلهم.

وصنفت السلطات العسكرية العملية بوصفها عملاً عدوانياً شكل تهديداً حقيقياً للسلامة العامة.

يقرأ  تبرّعت صوفي رين بمبلغ ١٠٬٠٠٠ دولار للمساهمة في بناء منزلٍ لإيواء ٦٧ طفلاً في أفريقيا

وأعلنت الشرطة البولندية حالة التأهب في قيادات مقاطعة مازوفيا المحيطة بالعاصمة وارسو، وكذلك في محافظات لوبلين، بودكارباثيا وبودلاخيا الشرقية.

وأظهرت لقطات تلفزيونية من قناة TVN24 دوريات شرطية في مركبات قرب بلدة تشيشنيكي، قرب زاموشش في الجنوب الشرقي، وهي تجري عمليات بحث عن شظايا الطائرات.

في الأسابيع الأخيرة دخلت عدة طائرات مسيّرة الأجواء البولندية وتحطمت دون تسجيل إصابات. وقال وزير الدفاع فلاديسلاف كوسنياك-كاميش يوم الثلاثاء إن الطائرات المسيّرة قد تُسقط في المستقبل إذا دعت الحاجة.

بولندا، العضو أيضاً في الاتحاد الأوروبي، تُعد حليفاً سياسياً وعسكرياً رئيسياً لأوكرانيا، التي تتعرض لهجوم روسي منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف.

وتعمل البلاد أيضاً كمحور لوجستي حاسم للمساعدات العسكرية الغربية إلى كييف، وتعتبر نفسها هدفاً محتملاً لروسيا، ما دفعها إلى تعزيز قدراتها العسكرية بشكل ملحوظ.

أضف تعليق