رفض أعضاء المجلس التشريعي في هونغ كونغ مشروع قانون أثار جدلاً واسعاً كان يهدف إلى منح حقوق محدودة للأزواج من نفس الجنس، في صفعة لحركة حقوق المثليين في المدينة. وصوّت 71 عضوًا من أصل 89 ضد المشروع، ما أدى إلى إفشاله.
كان المقترح، الذي قدمته الحكومه استجابةً لقرار محكمة صادر عام 2023، يهدف إلى الاعتراف ببعض الحقوق للأزواج الذين أقاموا زيجات أو اتحادات مدنية في الخارج. وقد قضت محكمة الاستئناف العليا حينها بأن الحكومة مطالبة بصياغة إطار بديل للاعتراف بعلاقات الأشخاص من نفس الجنس خلال مهلة سنتين، كتصحيح لـ«الفراغ القانوني» الذي قد يضر بحياتهم الخاصة ويشكل تدخلاً اعتباطياً في شؤونهم.
نصّ مشروع القانون على إنشاء نظام تسجيل للأزواج من نفس الجنس الذين تزوجوا أو أبرموا اتحادات مدنية في الخارج، يمنحهم حقوقاً محددة مثل زيارات المستشفى وحق اتخاذ قرارات طبية لشريك الحياة، إلى جانب امتيازات إجرائية أخرى. كان رئيس السلطة التنفيذية، جون لي، من المؤيدين للقانون وحثّ المجلس على تمريره، محذراً من أن رفضه قد ينعكس سلباً على سيادة القانون في المدينة ويترتب عليه «عواقب وخيمة».
الرفض قوبل بانتقادات من منظمات حقوقية ونشطاء؛ فقد اعتبرت منظمة العفو الدولية أن إسقاط المشروع يعكس «ازدراءً مقلقاً» لحقوق مجتمع الميم وطالبت السلطات بتقديم مشروع جديد مُنقح. ونعت الناشط جيمي شام، الذي رفع قضية طويلة المدى طالبة الاعتراف بزواجه من زوجته الذي تم في نيويورك عام 2013، فشل تمرير المشروع بأنه أمر «مؤسف بعمق» وأن استمرار غياب حماية قانونية للأزواج من نفس الجنس سيبقى «جُرحًا مفتوحًا».
من جهة أخرى، لاقى المشروع انتقادات أيضاً من داخل المجلس ومجموعات محافظة اعتبرت أنه يتعارض مع «القيم الأسرية التقليدية» ويمهد الطريق نحو تقنين زواج المثليين، بينما رأى بعض ناشطي مجتمع الميم أن ما تقدّم به المشروع غير كافٍ لإنشاء إطار بديل عادل وشامل.
يعني رفض المشروع أن على الحكومة العودة إلى طاولة المقترحات القضائية مع مهلة زمنية قصيرة للغاية لإنجاز متطلبات المحكمة قبل 27 أكتوبر، وهو أمر يزيد من الضغوط السياسية والقانونية عليها. كما يُعد الاقتراع انقساماً نادراً بين المجلس التشريعي والسلطة التنفيذية، إذ لطالما عملت المؤسستان بتناغم سياسي متزايد منذ تشديد بكين رقابتها على المدينة، خاصة بعد سن قانون يقصر عضوية الهيئات التشريعية على «الوطنيين» وترشيح بكين بصورة مباشرة فعلياً لقيادات السلطة التنفيذية.
الاستطلاعات الأخيرة تشير إلى تزايد قبول الرأي العام في هونغ كونغ لمسألة زواج المثليين؛ ففي 2023 أبدى نحو 60% تأييدهم لزواج المثليين مقارنةً بـ38% قبل عقد. وفي نفس العام استضافت الإقليم دورة ألعاب المثليين (Gay Games) للمرة الأولى في آسيا، ما اعتُبر علامة على تغيرات اجتماعية وثقافية ملحوظة.