توتر بين إيران والأمم المتحدة بشأن الاتفاق النووي — تصاعد التوتر في الصراع الإسرائيلي الإيراني

اتفاق قد يمهد لاستئناف التعاون بعد توتّر أشعل خلافاً بين طهران والأمم المتحدة

نُشر في 10 سبتمبر 2025

أدلت الوكألة الدولية للطاقة الذرية وطهران بتصريحات تبدو متعارضة حول اتفاق يهدف إلى استئناف التعاون بشأن البرنامج النووي الإيراني.

قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، الأربعاء، إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يتيح للوكالة الوصول إلى جميع المنشآت النووية الإيرانية. لكن طهران سارعت لاحقاً لتؤكد أن الاتفاق لا يضمن تلقائياً عمليات تفتيش ميدانية.

رُؤِي الاتفاق، الذي أُعلن الثلاثاء، على أنه ختام لمرحلة من التوتر المستمر. كانت إيران قد علّقت تعاونها مع الوكالة بعد هجمات شنتها إسرائيل والولايات المتحدة على منشآتها النووية في يونيو الماضي.

خلال جلسة مجلس محافظي الوكالة الأربعاء، أوضح غروسي أن الاتفاق يشمل “جميع المرافق والمنشآت في إيران” ويقضي بـ”التقارير المطلوبة عن جميع المنشآت التي تعرّضت للهجوم، بما في ذلك المواد النووية الموجودة”. وأضاف: “ستستأنف إيران والوكالة الآن التعاون بشكل متبادل وشامل”، مع الإشارة إلى الطابع الفني لمضمون الوثيقة.

لكن وزير الخارجية الإيراني، عباس عرقجي، قال لاحقاً إن الاتفاق لا يمنح مفتشي الوكالة حق الدخول إلى المواقع النووية الإيرانية، وأن طهران تطالب بمزيد من الحوارات لتحديد آليات التفتيش. وأضاف في مقابلة مع التلفزيون الرسمي: “أكرر أن الاتفاق لا يوفّر حالياً وصول مفتشي الوكالة، باستثناء مفاعل بوشهر”. وقال أيضاً إن طبيعة الوصول ستُبحث في الوقت المناسب بناءً على التقارير التي ستصدرها إيران مستقبلاً.

يتطلب منح الوصول موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي. وخلال آخر تفتيش له، لم تُمنح الوكالة الوصول إلى مواقع أساسية تعرضت لضربات إسرائيلية وأميركية.

على الرغم من أن مواقع تخصيب اليورانيوم في إيران تكبدت أضراراً بالغة أو دُمرت في الهجمات، يبقى مصير مخزون البلاد من المواد غير واضح، بما في ذلك يورانيوم مخصَّب حتى نحو 60% من النقاء — وهي نسبة قريبة نسبياً من العتبة المطلوبة لصناعة أسلحة.

يقرأ  مئات يشيِّعون سياسيًا أوكرانيًا موالٍ للغرب — قُتل بالرصاص في الشارع

هددت القوى الأوروبية بإعادة فرض عقوبات دولية على إيران كانت قد رفعت بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.

دفء في العلاقات

مع ذلك، مثّل اتفاق الثلاثاء مؤشراً على تحسّن العلاقات بين الوكالة وإيران بعد تبادلات طويلة من الاتهامات والتباينات.

بعد الضربات الإسرائيلية والأميركية في حرب استمرت 12 يوماً وأسفرت عن مقتل أكثر من 600 شخص — بينهم علماء كبار وعسكريون — وإصابة الآلاف، انهارت العلاقات. وغضبت طهران من أن الوكالة لم تُدِن تلك الهجمات، متهمةً إياها بـ”معايير مزدوجة”. وفي أوائل يوليو وقّع الرئيس مسعود بيزشكيان قانوناً يعلق كل أشكال التعاون مع الهيئة ويدفع المفتشين إلى مغادرة البلاد.

من جانبها، وصفت الوكالة عجزها عن التحقق من مخزون إيران النووي منذ اندلاع الحرب بأنه “أمر يثير قلقاً بالغاً”.

رغم أن عرقجي قال إن الاتفاق يعالج مخاوف إيران، حذّر الثلاثاء من أن طهران مستعدة لإنهاء الاتفاق إذا وقع “أي عمل عدائي” تجاهها. وأضاف: “الرسالة واضحة: إيران لن تتنازل عن سيادتها ولا عن حقوقها أو أمنها. وفي الوقت نفسه تُظهر طهران ضوابط ومسؤولية بالتوصل إلى اتفاق مع الوكالة يتيح استمرار التعاون”.

شَدَّدت طهران على أن الاتفاق سيُنقض إذا أعيد فرض العقوبات الدولية.

أضف تعليق