برلين — كان الدفاع واستقلال القرار الأوروبيا محور خطاب حالة الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء الذي ألقته رئيسة المفووضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
في خطاب حاد تخلّله تصفيق وأحياناً صيحات استهجان من اليمين المتطرّف، وصفت فون دير لاين الفترة الراهنة بأنها «لحظة استقلال أوروبا» وكشفت عن سلسلة مبادرات جديدة تهدف إلى تعزيز صمود القارة.
من بين هذه الإجراءات «تحالف الطائرات المسيرة» الذي ستشكّلّه الاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا. البرنامج الذي تبلغ قيمته ستة مليارات يورو صُمم «لكي تحافظ أوكرانيا على تفوّقها، وتُقوّي أوروبا قدراتها»، كما قالت فون دير لاين.
وأشارت إلى ثورة أوكرانيا في حرب الطائرات المسيرة، فقد انتقلت من امتلاك عدد محدود من هذه الأسلحة إلى منظومات لا طيّار تُسجّل الآن أكثر من ثلثي خسائر المعدات الروسية على ساحة المعركة، بحسب تعبيرها.
كقائدة للسلطة التنفيذية في الاتحاد، أعلنت فون دير لاين سلسلة تدابير إضافية، منها «جدار مضاد للطائرات المسيرة» لحماية الدول الأعضاء السبعة والعشرين من التوغلات الجوية القادمة من روسيا.
ليلة أمس شهدت تصعيداً دراماتيكياً؛ دخل نحو عشر طائرات روسية مسيرة الأجواء البولندية، وتسبب إحداها في أضرار بمبنى سكني.
«لا شك في ذلك: الجناح الشرقي لأوروبا يحمي أمن القارة بأسرها، من بحر البلطيق حتى البحر الأسود»، قالت فون دير لاين معلنة مشروعاً جديداً أسمته «مراقبة الجناح الشرقي».
وأضافت رئيسة المفوضية: «هذا يعني تزويد أوروبا بوسائل استراتيجية مستقلة»، مشيرة إلى قدرات رصد فضائي فوري لكشف تحركات القوات. يجب ألا يكون هناك «أي لبس في نوايانا»: «ستدافع أوروبا عن كل شبر من أراضيها».
كما أعلنت فون دير لاين عن قروض «تعويضية» لدعم أوكرانيا، مستندة إلى عوائد نقدية وأرباح تولّدها الاصول الروسية المجمدة في حسابات بنوك أوروبية. القرض سيُؤمن من خلال الأرصدة النقدية — فوائد وعوائد استثمارية — والأرباح الناتجة عن الأصول المجمدة، لا من الأصول نفسها.
يملك الاتحاد نحو 210 مليارات يورو من أصول البنك المركزي الروسي مجمّدة داخل حدوده. تلك الأموال المجمدة تولّد عادة فوائد وعوائد استثمارية تُقدَّر بين 2.5 و3 مليارات يورو سنوياً.
وبموجب خطة فون دير لاين، لن يُطلب من أوكرانيا سداد هذا القرض إلا بعد حصولها على تعويضات روسية.
وقدمت أوروبا حتى الآن نحو 170 مليار يورو مساعدات عسكرية ومالية لأوكرانيا.
في الوقت نفسه، أعلنت فون دير لاين تشدداً أكبر تجاه إسرائيل إزاء أعمالها في قطاع غزة.
قالت «المفوضية ستفعل كل ما بوسعها بمفردها»، في إشارة إلى تجاوز الخلافات الداخلية داخل الاتحاد. الخطة تتضمّن تعليق الدعم الثنائي لإسرائيل مؤقتاً واقتراح عقوبات ضد مسؤولين حكوميين متطرفين ومستوطِنين عنيفين، بالإضافة إلى تعليق جزئي لاتفاق الشراكة في المسائل المتعلقة بالتجارة، بحسب ما صرحت به فون دير لاين.
تبع الإعلان هتافات مؤيدة وأخرى مستهجنة. ارتدى جزء كبير من البرلمانيين الذين خاطبتهم، وخصوصاً من اليسار، اللون الأحمر تعبيراً عن تضامنهم مع سكان غزة.