يجري مجتمع الفن في مدينة نيويورك جمع تبرعات لمساندة الفنانة الأدائية والمحاضِرة آيانا إيفنز وشريكها، بعد احتراق الطابق العلوي من شقتهما المكونة من ستة طوابق في بروكلن يوم الاثنين 8 سبتمبر.
أدت الحريق إلى تدمير ما يقارب كل ممتلكاتهما وتشريدهما خارج منزلهما خلال ساعات قليلة، تاركين القليل من الأغراض. أخبرت إيفنز صحيفة هايبرالريتش من الفندق الذي تقيم فيه حالياً أن تجربتها بعد أكثر من عقدين في نيويورك لم تشهد شيئاً مثل هذا من قبل.
«وقعت الكثير من الأخطاء»، قالت إيفنز. وأوضحت أن الحريق لم يتضح مبكراً كما في الأفلام، إذ لم تُفعّل أجهزة إنذار الدخان في المبنى عندما خرجت هي وجيرانها من شققهم.
اندلع الحريق قبيل الساعة الواحدة بعد الظهر، بعد استدعاء مقاول لإصلاح تسريب في السقف كان يسبب العفن. كانت إيفنز تعمل من البيت وتتبادل رسائل إلكترونية مع قيّم حول مشروع قادم حين لاحظت هي وشريكها دخاناً يخرج من السطح. طلب المقاول في البداية دلاءً من الماء، ثم طلب منهم الاتصال بخدمة الإطفاء. سيطر رجال الإطفاء على الحريق تقريباً بحلول الساعة الثانية بعد الظهر وفق ما نقلت إدارة الإطفاء في مدينة نيويورك.
قال متحدث باسم الإدارة إن المسؤولين لم يحددوا حتى الآن سبب الحريق، الذي اجتاح مساحة «الكوكلوفت» — الفراغ القابل للاشتعال بين سقف الطابق العلوي والسطح، والذي قد يكون وعاءً خطراً لحرائق خفية. وأفادت التقارير أن المقاول تم توقيفه على خلفية استخدامه موقد لحام بطريقة غير قانونية.
حملة إلكترونية لجمع التبرعات لمساعدة إيفنز وعائلتها على تكاليف الانتقال والتعافي جمعت حتى الآن أكثر من 23,500 دولار من 316 متبرعاً.
تُظهر صور الشقة بعد الحريق سقفاً منهاراً وطبقة سمكية من السواد تغطي الوحدة، وكانت شقة إيفنز واحدة من ثلاث شقق في الطابق العلوي أتلفها الحريق تماماً.
إيفنز معروفة بزياها المميز — بذلة جلدية مخططة بنمط حمار وحشي بلون أخضر نيون — وتعمل أستاذة مُحاضِرة في كلية بروكلين، وجامعة فوردهام، وجامعة نيويورك، إلى جانب تنظيمها عروضاً مجتمعية بأسلوب حرب العصابات في فضاءات مثل إل ميوزو ديل باريو ومركز تراث ويكسفيلد ومؤسسة بارنز ومتحف كريستال بريدجز. أعمالها، من بينها سلسلة الأداء العلاقي «أوبيريشن كاتسوت» (2012–) ومعرض مهن غير تقليدي بعنوان C.R.E.A.M (النقد يحكم كل شيء حولي)، تترسّخ في بناء مجتمعات شاملة ومواجهة قضايا متجذرة تؤثر على الناس على أساس العِرق والفئة والهوية الجنسية والجندرية.
رغم أن كثيراً من أعمالها محفوظة في مستودع خارجي، فقد أتلف الحريق مواد أساسية لممارستها الفنية مثل كاميرتها وخلفيات التصوير غير المستخدَمة والأزياء وأعمال أنجزتها خلال زمالتها في برنامج يادو عام 2021.
«كنت أظن، في أسوأ الأحوال، أن مطبخي فقط سيتلف»، قالت إيفنز.
وضعت الصليب الأحمر إيفنز وشريكها مؤقتاً في فندق بينما يبحثان عن سكن جديد. وفي غضون ذلك، تواصل إيفنز عملها كمحاضِرة وتحافظ على جدول عروضها الأدائية لعدم توفر بدائل أخرى. وصفت الدعم الذي تلقتها من مجتمع الفنانين بأنه تجربة مُذهِلة ومُتواضِعة، خاصة وأنها تعرف عن قرب الصعوبات المالية التي يواجهها الفنانون العاملون.
«بكيت أمس»، قالت إيفنز. «أحب مجتمعي، لكنني أعلم أنهم ليس لديهم الكثير… عادة أحاول مساعدة الآخرين، والآن أنا على الجانب الآخر من ذلك.»