مقتل الناشط المحافظ تشارلي كيرك في جامعة وادي يوتا
قُتل تشارلي كيرك، الناشط المحافظ البارز والحليف المقرب للرئيس دونالد ترامب، برصاصة أثناء إلقائه كلمة في حدث أقيم في جامعة وادي يوتا. أظهرت تسجيلات فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي لحظة حديثه أمام حشد خارجي كبير ثم دوّى صوت انفجار قوي، تبعه سقوطه مفاجئاً وهو يضغط على رقبته قبل أن ينهار من على كرسيه، ما دفع الحضور إلى الفرار. كان عمره 31 عاماً.
ما الذي جرى؟
كيرك كان في إطار جولة خطابية حملت اسم «جولة العودة الأمريكية»، وكانت محطته في جامعة وادي يوتا الأولى من بين 15 توقّع إجراءها في جامعات مختلفة. قبل إطلاق النار كان يجلس على طاولة بعنوان «أثبت لي أنني مخطئ»، يجيب على أسئلة من جمهور خارجي.
تُظهِر الفيديوهات أنه كان يتجادل مع أحد الطلاب حول حوادث إطلاق النار الجماعي وقضايا المتحولين جنسياً حين سُمعت الطلقة. استُقبلت إجابات كيرك بتصفيق الحاضرين، وعند سؤال الطالب عن أعداد المتحولين جنسياً المشاركين في جرائم القتل الجماعي أجاب كيرك بـ«الكثير» ثم تابعا الحديث عن إحصاءات مطلع العقد الماضي، وفي ثوانٍ أصيبت رقبته وسقط.
حيث ومتى وقع الحادث؟
وقع إطلاق النار في ساحة الجامعة الواقعة في مدينة أوريم، على بعد نحو 64 كيلومتراً جنوب مدينة سولت‑ليك. قالت متحدثة باسم الجامعة إن الطلقة أُطلقت من سطح مبنى Losee Center، وهو مبنى جامعي يبعد نحو 180 متراً عن مكان الحدث. لم يتضح على الفور ما إذا كانت الطلقة أُطلقت من فتحة نافذة أم من سطحٍ مفتوح.
التوقيت والتداعيات المباشرة
وفق تقارير إعلامية، بدأ كيرك الكلام نحو الساعة 12:10 ظهراً بالتوقيت المحلي (18:10 بتوقيت غرينتش)، وأُطلق عليه النار بعد نحو عشرين دقيقة من بدء كلمته. تُظهر لقطات أخرى تدفق الدم من رقبته مباشرة بعد الإصابة. لم يُصاب أي شخص آخر خلال الحدث. كانت زوجته وأطفاله متواجدين أثناء الواقعة.
من هو تشارلي كيرك؟
يُعد كيرك واحداً من أبرز وجوه التيار المحافظ في الولايات المتحدة وصوتاً بارزاً مؤيداً لترامب. شارك في تأسيس منظمة Turning Point USA وهو في الثامنة عشرة من عمره، ونمت منظّمته لتصبح أكبر حركة شبابية محافظة في البلاد. أصبح كيرك لاعباً مركزيّاً في شبكة مؤثّرين مؤيدين لترامب، وصُوِّر كثيراً كوجه لحركة «إعادة عظَم أمريكا».
امتلك كيرك تأثيراً كبيراً على شبكات التواصل، مع أكثر من 5.2 مليون متابع على منصة X، وكان يقدّم برنامج The Charlie Kirk Show الذي يستقطب مئات الآلاف من المستمعين شهرياً، وظهر كثيراً على شاشات Fox News. بنى أيضاً ثروة من خلال الجولات الخطابية وبيع كتبه، من بينها كتابه الأكثر مبيعاً عام 2020، The MAGA Doctrine. عبر منصاته كان يقدّم منظوراً يمينيّاً حادّاً بشأن قضايا العِرق والجندر والهجرة، ما كسبه قاعدة داعمة وفي المقابل أثار معارضة شديدة.
ماذا نعرف عن المشتبه به؟
سادت حالة من الارتباك حول وضع المشتبه به من حيث الاحتجاز. أعلن حاكم ولاية يوتا أن «شخصًا محل اهتمام» كان قيد الاحتجاز ليلة الأربعاء، لكن لم تُوجَّه تهم فورية. وأفاد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كاش باتيل، على منصة X أن الشخص الذي كان في الحجز أُفرج عنه بعد استجواب من قبل جهات إنفاذ القانون وأن التحقيق مستمر. وصف مسؤل في إدارة السلامة العامة بولاية يوتا المشتبه به بأنه كان يرتدي ملابس داكنة كاملة، وقال إن طلقة واحدة أُطلقت في الحادث. عمل ستة ضباط على تأمين الحدث، وحضر أكثر من ثلاثة آلاف شخص، بحسب قائد شرطة جامعة وادي يوتا. كما كان لدى كيرك فريق أمن خاص.
خلفية وسياق
كان لكيرك حضور قوي في دائرته السياسية والإعلامية، وعُرف بأسلوبه الاستفزازي في الخطاب الثقافي والسياسي. علاقاته شملت صلات شخصية مع نجليه الرئيس، ودونالد ترمب جونيور، وكان دعماً مبكراً لمرشحين من التيار المحافظ. لم يسعَ، بحسب تقارير، إلى تولي منصب في الإدارة، بل كان يهدف إلى إعادة تشكيل الحزب الجمهوري والمشهد السياسي الأمريكي بشكل أوسع.
الموقف الآن
تستمر السلطات في التحقيق في ملابسات الحادث، وتُعلن المعلومات تدريجياً بما يتوافق مع سير التحقيقات. هذا اليوم يُعدّ يوماً قاتماً لولاية يوتا وللمشهد السياسي الإعلامي الأمريكي بأسره. «إنه يوم مأساوي لأمتنا»، قال حاكم ولاية يوتا كوكس.
«أريد أن أكون واضحًا جدًا: هذا اغتيال سياسي.»
ما آخر التطورات على الأرض؟
حسب بيان الجامعة، الحرم الجامعي مغلق.
في الساعة 12:37 ظهرًا (18:37 بتوقيت غرينتش) أغلقت الجامعة الحرم، أُلغيت المحاضرات، وطُلِب من الجميع المغادرة.
في الساعة 2:01 مساءً (20:01 بتوقيت غرينتش) طُلِب من الطلاب «البقاء في أماكنهم حتى يتمكن عناصر الشرطة من مرافقتهم وإخراجهم من الحرم بأمان».
تم إلغاء الدروس حتى إشعار آخر.
الحرم الجامعي في UVU مغلق. الدروس ملغاة. من هم داخل الحرم، ابقوا في أماكنكم حتى يرافقكم ضباط الشرطة بأمان إلى خارج الحرم. الشرطة تتجوّل حاليًا مبنى مبنى لمرافقة الناس إلى الخارج. الطرق المؤدية إلى الحرم مغلقة الان.
— تغريدة جامعة UVU بتاريخ 10 سبتمبر 2025
ما هي ردود الفعل؟
ندد الديمقراطيون والجمهوريون بسرعة بإطلاق النار على منصات التواصل الاجتماعي وفي جلسات الكونغرس.
أصدر ترامب أمرًا بخفض كل الأعلام الأمريكية إلى نصف السارية حتى مساء الأحد، تكريمًا لتشارلي كيرك.
قال الرئيس الأمريكي الأسبق جو بايدن على منصة X: «لا مكان لهذا العنف».
لا مكان في بلدنا لهذا النوع من العنف. يجب أن ينتهي الآن. جيل وأنا نصلي من أجل عائلة تشارلي كيرك وأحبائه.
— جو بايدن (تغريدة بتاريخ 10 سبتمبر 2025)
ردّ نائب الرئيس ج. د. فانس بتدوينة قال فيها: «امنحه الراحة الأبدية، يا رب.» (تغريدة مصحوبة بصورة)
قال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إنه دعا كيرك إلى إسرائيل:
«قُتل تشارلي كيرك لأنه قال الحقيقة ودافع عن الحرية. كان صديقًا شجاعًا لإسرائيل، ناضل ضد الأكاذيب ووقف صامدًا من أجل الحضارة اليهودية‑المسيحية. تحدثتُ معه قبل أسبوعين فقط ودعوتُه إلى إسرائيل. للأسف، تلك الزيارة لن تتم.»
كتب كيريل ديميترييف، مبعوث الاستثمار للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على تيليغرام: «تعرض تشارلي كيرك لهجوم؛ هو أحد أبرز القادة المحافظين المعروفين بتصريحاتهم الإيجابية عن روسيا ودعواتهم للحوار.»
قال الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما: «العنف الحقير لا مكان له في ديمقراطيتنا.»
لا نعرف بعد ما الذي دفع الشخص الذي أطلق النار وقتل تشارلي كيرك، لكن هذا النوع من العنف الحقير لا مكان له في ديمقراطيتنا. ميشيل وأنا سندعو لعائلة تشارلي الليلة، خصوصًا زوجته إريكا وطفليهما الصغيرين.
— باراك أوباما (تغريدة بتاريخ 10 سبتمبر 2025)
نشر حساب Turning Point أيضًا تغريدة مصورة تعبيرًا عن موقفه.