لقاء شاي بين هاري وتشارلز قد يشكل «خطوة صغيرة» نحو المصالحة

التقى الأمير هاري بوالده الملك تشارلز في كلارنس هاوس بلندن يوم الأربعاء، في أول لقاء وجهاً لوجه بينهما منذ فبراير 2024.

العلامات التي دلّت على هذا التقارب تراكمت خلال الأشهر الماضية. في مقابلته مع هيئة الإذاعة البريطانية في مايو بدا أن نبرة الأمير قد تغيّرت بوضوح. بعد سنوات من الظهور الإعلامي العاطفي المكشوف، وسلسلة وثائقيات نتفليكس والنقد الحاد للعائلة الملكية في مذكرته “سبير”، ظهر أمام الكاميرات في تلك المقابلة شخص مختلف إلى حدّ ما.

قال الأمير: “أودّ أن أتصالح مع عائلتي. لا فائدة من الاستمرار في القتال. الحياة ثمينة.” لم يعد موقفه غامضاً: أراد لقاء والده، لكن هل كان الملك يشعر بالمثل؟

في يوليو نُشرت صورة في صحيفة Mail on Sunday تُظهر فريق الاتصالات الخاص بالأمير هاري وهو يجتمع بلندن مع مدير اتصالات الملك. اللقاء بين معسكرين متنافسين وظهور الصورة على صفحة رئيسية قدّم دلالة واضحة: ثمة قناة حوارية انفتحت. كلا الطرفين نفى تسريب الصورة، لكن ما ثبت هو وجود حوار.

الهدوء المتبادل الذي عمّ الطرفين في الأيام التي سبقت اللقاء كان بدوره مُعبّراً. لم يقدم أي طرف موعداً أو وقتاً محدداً للاجتماع، فاعتمدت وسائل الإعلام على تخمينات مبنية على فراغات في برامج الطرفين ومكان كل منهما جغرافياً. في عائلة مزقتها الشكوك والمرارات، ظل المعنيّون مكتومي الأفواه بشأن احتمال لقاء كهذا — وصمد صمتهم المشترك.

الأمير هاري كان قد تواجد في بريطانيا هذا الأسبوع لحضور فعاليات خيرية، مع أنه ينشط ويقيم أساساً في الولايات المتحدة منذ 2020. آخر مرة تقابلا فيها مباشرة كانت في فبراير بعد إعلان تشخيص مرض الملك، حين جاء الأمير لزيارة قصيرة.

عندما وقع اللقاء مساء الأربعاء أكدت كلٌ من قصر باكنغهام وفريق الأمير هاري لاحقاً على أنه لن يُقدّم أي تعليق أو تفاصيل حول ما دار خلال الجلسة. وأكد القصر لاحقاً أن الملك تناول شايًا خاصًا مع ابنه استمر نحو خمسين دقيقة أثناء الزيارة إلى مقر الإقامة الملكي.

يقرأ  فرض الخدمة العسكرية على النساء في ألمانيا — خطوة لا تزال بعيدة المنال

صور للأمير هاري تُظهره وهو يغادر كلارنس هاوس بعد اللقاء نُشرت لاحقاً، ما أعطى الانطباع بأن أمراً ما قد تغيّر إلى حدّ ما. لو غادر هاري المملكة دون مقابلة والده لكان من الصعب تصور سبل إعادة بناء العلاقة بينهما؛ وكان ذلك سيُضرّ بكلا الطرفين.

ماذا سيحدث بعد ذلك يبقى أقل وضوحاً. لا حديث عن مصالحة عائلية شاملة في الأفق القريب. لم تظهر أي مؤشرات على عقد لقاء بين الأمير هاري والأمير ويليام خلال هذه الزيارة، إذ أن الأخوين قام كلٌّ منهما بترتيبات منفصلة.

الأمير هاري يغادر المملكة اليوم، ولا نعلم متى سيعود. يغادر بعد أن جلس مع والده فوق فنجان شاي للمرة الأولى منذ أكثر من عام ونصف. صنع السلام قد يكون طريقاً طويلاً و ووعرة، لكن هذه خطوات صغيرة ذات دلالة.

أضف تعليق