أعلنت أوروبا عن نيتها ضخ نحو ٧ مليارت دولار لتعزيز صناعة الطائرات المسيرة الأوكرانية التي باتت تلقى اهتمامًا دوليًا متزايدًا.
جاء ذلك بعد أن قدّر وزير الدفاع الأوكراني حاجات كييف بنحو ٦ مليارات دولار لتغطية تكاليف إنتاج الطائرات المسيرة هذا العام، من طائرات بنظام الرؤية الشخصية (FPV) والاعتراضية والطائرات بعيدة المدى والصواريخ الموجَّهة.
التمويل المُعلَن عنه سيُستمد بحسب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من عوائد الفائدة على أصول روسية مجمَّدة، لكن من غير الواضح ما إذا كانت المبالغ كاملة متاحة فورًا؛ إذ تُقدّر أوروبا أن هذه الأصول قد تولّد، في أقصى الحالات، نحو ٣.٥ مليار دولار سنويًا.
وقالت فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي سيقدّم «مقدّمًا» نحو ٦ مليارات يورو، أي ما يعادل تقريبًا ٧ مليارات دولار، مؤكدة أن أوكرانيا تملك الابتكار اللازم وأن المطلوب الآن هو التوسّع في الإنتاج.
هذا الدعم سيكون أكبر دفعة رسمية مُعلنة إلى قطاع الطائرات المسيرة الأوكراني حتى الآن، وقريب جدًا من المبلغ الذي حدّدته كييف لتغطية الإنتاج السنوي المطلوب.
برزت الصناعات المحلية للأجهزة المسيرة سريعًا كمصدر أسلحة فعّالة ومنخفضة التكلفة تُستخدم بانتظام لتدمير الذخائر المروحية الروسية ودروعها ومدافعاتها ومنشآتها الإنتاجية، كما تُمكّن القوات الأوكرانية من إعاقة الهجمات البرية الروسية عن بعد، ما يجعل زيادة أو تحسين هذه الطائرات عاملًا قد يحدّ بشكل كبير من قدرة موسكو على التقدم أو استنزاف القوات الأوكرانية.
تُعدّ منظومة الطائرات المسيرة الأوكرانية اليوم قوة عالمية بفضل تنوّع الشركات المحلية والوحدات العسكرية المستقلة التي تطوّرها، ورغم ذلك تغلب عليها ضيق الموارد؛ حيث تعتمد العديد من هذه الفرق والمؤسسات جزئيًا على تبرعات متطوِّعة وتمويل جماهيري للحفاظ على جهودها التطويرية واستمراريتها.
رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي قدّر في يونيو قدرة بلاده على إنتاج ثمانية ملايين طائرة مسيرة سنويًا لو توفرت الإمكانات المالية اللازمة.
في خطابها، نسبّت فون دير لاين نسبة خسائر المعدات الروسية التي تسبب بها الطيران المسير إلى ما لا يقل عن ٢٣%، فيما تشير تصريحات أوكرانية رسمية إلى أن الطائرات المسيرة تسبّبت بنحو ٧٠% من الضربات المبلغ عنها ضمن الصراع.
كما أشارت إلى حاجة أوكرانيا لمواجهة موجات الطائرات الشاهِدة (شاهد) الروسية المتنامية، مبيّنة أن التمويل قد يُستخدم أيضًا لإنتاج طائرات اعتراضية قادرة على صد هذه الهجمات.
حتى الآن لم تفصح المفوضية الأوروبية علنًا عن آليات صرف الأموال أو كيفية مراقبة استخدامها، كما لم تردّ المتحدثات الرسميات باسم المفوضية على طلبات التعليق خارج أوقات الدوام الرسمي التي وصلتها وسائل الإعلام.
ومنذ ٢٠٢٢، تقول فون دير لاين إن أوروبا قدّمت ما يقرب من ٢٠٠ مليار دولار كمساعدات مالية وعسكرية لأوكرانيا.
بعيدًا عن منصات المروحة والنماذج التقليدية، تجري أوكرانيا تجارب واسعة على منظومات جوية وبحرية وبرّية غير مأهولة، وتكثّف مؤخرًا جهودها لتطبيق روبوتات أرضية تقلّص تعرض الجنود للمناوشات القتالية في الخطوط الأمامية، إلى جانب استخدام منصات مجنّحة لمسافات بعيدة لضرب منشآت إنتاج روسية على بُعد مئات الأميال من الحدود.