اليوم الذي أقدم فيه مستوطنون إسرائيليون على قتل شابين بوحشية في الضفة الغربية تقرير تفاعلي

ركَضَ رزيق مُسرعًا، وإلى جانبه شاب تحدث لاحقًا مع الجزيرة طالبًا عدم كشف هويّته حفاظًا على أمانه.

قال الشاب إن رزيق سقط أثناء قفزه فوق سور حجري فجرح ساقيه، لكن عندما رأى اثنين من الأولاد بحاجة للمساعدة انضمّ إليه وحملاهما إلى برّ الأمان.

سرعان ما وجدا نفسيهما محاطين بالمستوطنين.

ركضا معًا، وفي اللحظة التي اندفع فيها رزيق للاختباء بين الشجيرات شاهد الصديق مستوطنًا يطلق النار على صدره.

وتذكر الصديق أن المستوطنين بدأوا يهتفون: «نعم! أمسكتُ بك!» ووصف كيف تجمع عدد منهم حول رزيق وهو ممدد على الأرض.

في توقيت لم يبتعد كثيرًا عن لحظة إطلاق النار، اتصل رزيق بعائلته، لكن الأسرة قالت للآخرين إن المكالمة استغرقت ثوانٍ معدودة ولم يردّ رزيق، بينما كانت أصوات صراخ بالعبرية مسموعة في الخلفية.

هرب صديق رزيق نزولًا بجانب الجبل متجهًا شرقًا.

عند الساعة 3:18 بعد الظهر أرسل رسالة صوتية مذعورة إلى مجموعات واتساب المحلية يتوسل فيها طلب الاستغاثه: «لقد استشهد أحدهم!» — رسالة صوتية لشاهد يعتقد أن محمد رزيق الشلبي قُتل ويستغيث طلبًا للمساعدة.

إعادةُ بناء لاحقة للمشهد قد رجّحت أن رزيق ربما كان لا يزال حيًّا لبرهة بعد إطلاق النار، إلا أنه كان قتييلًا بحلول الوقت الذي تمكنت فيه فرق البحث من الوصول إلى المكان للبحث عنه.

في غضون ذلك، كان سيف وآخرون يركضون لحياتهم نحو الجنوب، متجهين إلى عين السّرارة.

أكدت عائلات لاحقًا للجزيرة أن أحد الشبان الذين كانوا معهم وقع في طريقهم وأُلقي عليه القبض وربطوه على يد عصابة تضم نحو تسعة مستوطنين.

يروي شهود أن المستوطنين ضربوا الشاب مرارًا على ركبته بأسلحتهم، ثم جرّوه مربوطًا إلى سيارة وأطلقوا النار في محيطه.

يقرأ  «قبة ترامب الذهبية»خطة دفاعية تشمل صواريخ فضائية وأسلحة ليزرية— تقرير — أخبار دونالد ترامب

أعادوا إلقاءه أرضًا مرارًا حتى بات الشاب يتوسّل إليهم أن يقتلّوه.

وتذكّر أحد الأصدقاء في فيديو على تيك توك قولهم: «لن أقتلك، سأقطع ذراعيك ورِجلَيك وأرميك على جانب الطريق ككلب.»

بحسب الناشط السِنجيلي عايد غفّاري، كان من بين المستوطنين ياهاريف مانغوري، المرْجَح أنه قائد من يبني المستوطنات العشوائية في الباتين، وكان يحمل بندقية من طراز M16.

مانغوري اعترف لاحقًا في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية بأنه «صاحب» مستوطنات الباتين.

تمكّن سيف والآخرون من التسلّق إلى تلة، لكن نحو الساعة 3:30 بعد الظهر قابلهم مجموعٌ من المستوطنين نازلين من أعلى وهاجموهم من الأعلى، بحسب غفّاري الذي تحدث مع الشبان.

كان المستوطنون يرمونهم بالحجارة، وتصوّب من حين لآخر رصاصات تُمضي بجانبهم أثناء نزولهم من التلة.

أصابه مستوطن بحجرٍ في ظهره فسقط، وحاطت به مجموعة من المستوطنين وانهالوا عليه بالهراوات والعصي من كل جهة، وفق شهود.

مذهولًا، نهض سيف بعدما توقفوا عن الضرب وتسلق نحو الجنوب على منحدر التلة حتى لقى شجرة بلوط كبيرة كان يختبئ تحتها شاب فلسطيني.

جريحًا ومُنهكًا، سقط على الأرض هناك وبقي نحو ساعتين ونصف بينما حاول الشاب التواصل مع أهل المزروع للحصول على مساعدة.

كان سيف يتقيأ ويعاني صعوبة شديدة في التنفّس، وحالته تتدهور دقيقة بعد دقيقة.

حينئذ وصل خبر إلى محمد بأن أخاه الأكبر في ورطة.

(الجزيرة)

أضف تعليق