فرنسا تشتبه بتورط جهاز استخبارات أجنبي بعد العثور على رؤوس خنازير مُرمية أمام مساجد

هيو سكوفيلد — مراسل في باريس
غيتي إيميجز

تشتبه السلطات الفرنسية في أن مواطنَين أجنبيين وضعا رؤوس خنازير أمام مساجد في باريس وضواحيها.

تؤكد الشرطة أن الفاعلين ربما كانوا ينفّذون تعليمات خدمة استخبارات أجنبية، على الأرجح الروسية. عُثر على الرؤوس صباح الثلاثاء أمام تسع مساجد في وسط باريس وفي ضواحيها، وهو ما أثار موجة سخط واستنكار واسعة.

أفاد المحققون أن الشخصين استخدما سيارة مسجلة في صربيا وهاتفًا محمولًا كرواتيًا، ثم اجتازا الحدود إلى بلجيكا بعد بضع ساعات. للحادثة صلات واضحة باستفزازات سابقة، لا سيما الكتابات التي أظهرت نجوم داود على حوائط باريس في أكتوبر 2023، ورسم الأيادي الحمراء على نصب الهولوكوست في مايو 2024.

في قضية نجوم داود رُبطت التحريات بجهات مولدافية، وفي قضية الأيادي الحمراء سيواجه أربعة بلغاريين محاكمة في أكتوبر. وصف المدّعي العام في قضية الأيادي الحمراء الحادثة بأنها «محاولة لزعزعة استقرار فرنسا بتدبير من الاستخبارات الروسية».

أدرجت أجهزة الاستخبارات الفرنسية كلًّا من روسيا وإيران كدولٍ قد تسعى إلى بثّ الانقسام داخل فرنسا عبر ما يُسمّى بـ«الحيل القذرة». وذكرت الشرطة المكلفة بالتحقيق أنها تلقت بلاغًا من مزارع في نورماندي قال إنه باع «حوالي عشرة» رؤوس خنازير لشخصين يستقلان سيارة مسجلة في صربيا.

ظهرت نفس السيارة في تسجيلات كاميرات المراقبة بمنطقة أوبيركامف شرق باريس مساء الاثنين، ثم شوهدت مجددًا قرب بعض المساجد. وأظهر تتبّع رقم الهاتف الكرواتي أن السيارة عبرت إلى بلجيكا فجر الثلاثاء.

تُظهر لقطات فيديو حصلت عليها قناة BFMTV رجلاً يرتدي قميصًا أبيض وقبعة وكمامة جراحية وهو يضع رأس خنزير أمام مسجد في ضاحية مالاكوف جنوب غرب باريس، ثم يلتقط صورة للمشهد قبل أن يغادر حاملاً حقيبة ظهر. وفي توقيتٍ مقارب بدا شخص آخر يقوم بالأمر ذاته أمام مسجد في ضاحية مونتروي الشرقية.

يقرأ  تمرد ابنتي في غزة المحاصرةقصة من قلب الصراع بين إسرائيل وفلسطين

في حادثة نجوم داود، لاحظ المحققون أيضًا أن الفاعلين صوّروا ما قاموا به، وهو فعل فُسّر كدليل على إنجاز المهمة التي دُفِع لهم مقابلها، وكذلك كأساس لحملة لاحقة على وسائل التواصل الاجتماعي.

مسجد الإصلاح في مونتروي كان من بين المساجد المتضررة.

اهتم المحققون أيضًا بحادثتين أخريين خلال العام الماضي: في يونيو 2024 وُجدت صور معاكسة للقَبور مرسومة بقوالب على جدران باريس، بعضها مزوَّق بأجنحة، تحمل عبارات مثل «أوقفوا الوفيات الآن» و«ميراجات لأوكرانيا». وفي الفترة نفسها وُضِعت خمسة توابيت فعلية مغطاة بالأعلام الفرنسية أمام برج إيفل، مع لافتة تقول «فرنسيون ماتوا في أوكرانيا». في كلتا الحالتين حدَّدت الشرطة الفرنسية مشتبهين من أصول مولدافية.

يُشير تقرير استخباراتي ملحق بملف الادعاء في قضية الأيادي الحمراء إلى أن روسيا تتبع استراتيجية تهدف إلى «نشر معلومات مضللة وتفتيت الرأي الفرنسي أو تأجيج التوترات الداخلية». وتتمثل هذه الاستراتيجية في «الاستعانة بوكلاء — أي أشخاص لا يعملون مباشرةً لصالح أجهزة الاستخبارات [الروسية] لكنهم يقومون بمهام موقّتة يتقاضون مقابلها من وسطاء، معظمهم مقيمون في دول مجاورة لروسيا».

وكالة الاستخبارات الفرنسية فيجينوم، التي تقوم بمراقبه وسائل التواصل الاجتماعي، أفادت بوجود حسابات مرتبطة بروسيا نشرت تقارير عن حادثة الأيادي الحمراء مستخدمة آلاف الحسابات الوهمية على منصة إكس.

أضف تعليق