عشرات القتلى في غزة بهجمات إسرائيلية — العفو الدولي يحذر من تهجير «غير قانوني»

قُتل ما لا يقل عن 22 فلسطينياً، بينهم طفلان صغيران، في أحدث حصيلة نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر على مدار الساعة لقطاع غزة المحاصر، بحسب ما أفادت مصادر طبية، في حين بلغ عدد القتلى 72 فلسطينياً خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

قُتل عشرة من هؤلاء منذ فجر الخميس في مدينة غزا، حيث تنفذ قوات إسرائيلية حصاراً وتشن ضربات يومية على مبانٍ سكنية بينما تتهيأ لشن هجوم واسع على حركة حماس.

ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، استناداً إلى أرقام عسكرية إسرائيلية، أن نحو 200 ألف فلسطيني قد طُردوا بالفعل من مدينة غزة خلال الأسابيع الأخيرة، في عملية وصفتها منظمة العفو الدولية يوم الأربعاء بأنها «غير قانونية وغير إنسانية».

في هجوم إسرائيلي صباح الخميس، قُتل فلسطينيان، من بينهما رضيع، وأُصيب عدد آخرون عندما استهدفت خيام كانت تؤوي نازحين قرب شارع اليرموك في مدينة غزة. كما قُتل طفل فلسطيني آخر بعد أن أطلقت قوات إسرائيلية النار في مخيم البريج بوسط القطاع، حسبما أفاد مصدر من مستشفى العودة لقناة الجزيرة.

وأفادت مصادر من مستشفيَي العودة والمحمودية في الساعات الأولى من الخميس بوقوع عدد من القتلى والجرحى جراء قصف إسرائيلي استهدف حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وإلى الجنوب، قُتل أربعة فلسطينيين على الأقل كانوا ينتظرون مساعدات في حادثتين منفصلتين برفح، فيما قُتل شخص آخر جراء قصف إسرائيلي شمال غرب خان يونس.

في وقت سابق، أفادت السلطات الفلسطينية ومصادر طبية بمقتل 72 فلسطينياً في هجمات إسرائيلية مختلفة عبر القطاع خلال فترة 24 ساعة يوم الأربعاء.

ترفع هذه الحصيلة عدد الذين قتلوا في الهجمات الإسرائيلية منذ بداية الحرب إلى ما لا يقل عن 64,718 قتيلاً، مع 163,859 جريحاً، وفق وزارة الصحة في غزة.

يقرأ  مسلحون فلسطينيون يقتلون ستة أشخاص في هجوم عند موقف حافلات بالقدس

«يزيد من تفاقم ظروف الإبادة الجماعية»

سرّعت إسرائيل من حملتها العسكرية يوم الأربعاء، حيث شن الجيش هجمات على عشرات المنازل في مناطق من مدينة غزة في محاولة لدفع السكان لمغادرتها. يصاحب هذا التصعيد تحذيرات إسرائيلية متكررة ومباشرة تطالب بمغادرة مدينة غزة.

طالبت منظمة العفو الدولية في بيان يوم الأربعاء إسرائيل بـ«التراجع فوراً» عن أمر التهجير الجماعي، ووصفت الأمر بأنه «قاسٍ» و«غير قانوني»، محذرة من أنه «يزيد من تفاقم ظروف الإبادة الجماعية التي تُفرض على الفلسطينيين». وأضاف البيان أن المنظمة قد أكدت مراراً وبوضوح أن التهجير القسري للفلسطينيين داخل قطاع غزة أو تهجيرهم خارجَه ينتهك القانون الإنساني الدولي ويشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ووصفت هبة مرايف، مسؤولة رفيعة في منظمة العفو للشرق الأوسط، أمر إسرائيل بأنه «تكرار مدمر وغير إنساني» للأمر الذي صدر في أكتوبر 2023 لإخلاء شمال غزة. وأشارت المنظمة إلى أن بعض الذين يحاولون الفرار منذ صدور الأمر لا يستطيعون ذلك لأنهم لا يملكون كلفة النقل، أو لأنهم لا يتسعون ضمن المساحة الصغيرة التي خصصتها إسرائيل للإجلاء.

من جهته، قال مراسل الجزيرة هاني محمود من مدينة غزة إن الناس يتجهون من المنطقة نحو جنوب ووسط القطاع «لكن بعضهم يعود لأنهم لم يجدوا مكاناً ليقيموا فيه». وأضاف: «حتى الان، لا يوجد مكان آمن في غزة، بما في ذلك «المنطقة الإنسانية» التي خصصتها إسرائيل. الرحلة نفسها من الشمال إلى الجنوب تحولت إلى مسألة حياة أو موت».

أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها ستبقى في مدينة غزة رغم أمر الإخلاء. ونشرت المديرية العامة للمنظمة على منصة إكس بيان مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، قالت فيه إنها «مصدومة» من الأمر الإسرائيلي، مؤكدة أن منطقة الإخلاء «لا تملك المساحة ولا مستوى الخدمات» اللازمين لاستيعاب النازحين. وأضاف البيان أن «هذه الكارثة من صنع الإنسان، والمسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً»، داعياً إلى «وقف إطلاق نار فوري» والالتزام بالقانون الإنساني الدولي.

يقرأ  كيفية استرداد الأموال المتضررة أو المفقودة نتيجة حرائق الغابات في إسبانيا

امرأة تدفع رجلاً على كرسي متحرك بينما يأوي فلسطينيون نازحون من الهجوم العسكري الإسرائيلي في مخيم خيام يوم الخميس [داوود أبو الكاس/رويترز]

أضف تعليق