الناتو يعزّز دفاعاته بعد إسقاط طائراتٍ روسيةٍ مسيّرةٍ فوق بولندا

تتفقد الشرطة والجيش الأضرار التي لحقت بمنزل دُمّر جراء شظايا طائرةٍ مسيرةٍ روسية أُسقطت في بولندا في 10 سبتمبر.

أعلنت عدة دول أعضاء في حلف الناتو عن إرسال قوات وبرّادعات وأنظمة دفاع جوي لتأمين الجناح الشرقي للحلف بعد ما وصفته وارسو بتعدٍ روسي غير مسبوق على أجوائها. في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، أُسقطت ثلاث طائرات مسيرة بعدما عبرت المجال الجوي البولندي، وسقطت أخرى على الأرض وعُثر عليها لاحقاً في مناطق بشرق بولندا.

وطلبت بولندا عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن الحادث، مقررةً يوم الجمعة عند الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش.

رداً على التوغّل الجوي، أعلنت هولندا وجمهورية التشيك عن إرسال معدات دفاعية إلى بولندا، فيما ستتلقى ليتوانيا لواءً ألمانيًا وإنذاراً محسّناً بشأن الإطلاقات الجوية الروسية التي قد تعبر حدودها. كما أوضحت ألمانيا أنها ستكثف مشاركتها على الحدود الشرقية لحلف الناتو وتمدد وتعزّز دورياتها الجوية فوق بولندا.

خلال مداخلته أمام البرلمان يوم الخميس، سرد وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوسينياك-كاميش عروض الدعم المقدّمة من شركاء بولندا، مبيناً أن الهولنديين سيَنشرون أنظمة دفاع جوي ومدفعية وحوالى 300 جندي، وأن التشيك سترسل مروحيات وقرابة 100 عنصر. وأضاف أن فرنسا وبريطانيا قد تنشران طائرات لضمان أمن الجناح الشرقي للناتو.

قال كوسينياك-كاميش: “لقد اعتدنا عبر التاريخ على كلمات التضامن والإشارات الخالية من المضمون. اليوم لدينا تصريحات ملموسة.”

رغم تجاوز طائرات ومقذوفات روسية لأجواء بعض أعضاء الناتو سابقاً، كان هذا الحادث الأشد خطورة منذ بداية الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022. الكرملين اكتفى بالقول إنه لا تعليق إضافي على مزاعم أن روسيا سعت عمداً لتصعيد التوتر في بولندا.

إلا أن كثيرين من القادة البولنديين والأوروبيين يرون أن التوغل كان مقصوداً. قال رئيس بولندا كارول ناوروتسكي: “هذا الاستفزاز الروسي… ليس سوى محاولة لاختبار قدراتنا”، وهو ما كررت صدى تصريحه قيادات ألمانية وفرنسية. واصفاً الحادث بـ”استفزاز واسع النطاق”، قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إن الحادث يمثل تحدياً خطيراً.

يقرأ  تلميذة أطلقت إشاعة عن زواج معلمتها…والآن تسعى لاختبارات الانضمام إلى فريقها الرياضي

المختصون انقسموا بشأن ما إذا كانت موسكو تقصد فعلاً توجيه الطائرات إلى بولندا، وفي هذا الصدد اعترف القائد العسكري الأعلى لحلف الناتو ألكسوس غرينكيفيتش بعدم اليقين حتى الآن، وما زال عدد الطائرات التي عبرت المجال الجوي البولندي غير محدد بدقة.

لكن مع ازدياد التوتر بين دولٍ تُجاور روسيا، لا يترك الناتو ولا بولندا مجالاً للمخاطرة. قال الجنرال غرينكيفيتش إن ليتوانيا ستتلقى إنذاراً أكبر بإطلاقات جوية روسية قد تعبر حدودها، إضافةً إلى لواء ألماني يعمل كعامل رادع ودفاعي. وارسو ستفرض قيوداً على الطائرات المسيرة وحركة الطيران الخفيف على طول حدودها الشرقية مع روسيا البيضاء واوكرانيا، فيما أعلنت لاتفيا إغلاق مجالها الجوي الشرقي لمدة أسبوع.

عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقديم إرشاد وتدريب للممثّلين العسكريين الغربيين حول كيفية التصدي للهجمات الجوية الروسية كما تفعل القوات الأوكرانية تقريباً كل ليلة، ودعا إلى إنشاء منظومة دفاع جوي مشتركة تعمل كدرع جوي فوق أوروبا رداً على “سلوك روسيا المستفز”.

يزيد من حالة القلق في شرق أوروبا مناورات عسكرية مشتركة كبرى بين بيلاروس وروسيا تحمل اسم “زاباد 2025” ومن المقرر أن تبدأ يوم الجمعة. وأكدت بولندا أنها ستغلق حدودها مع بيلاروس يوم الخميس “لأسباب تتعلق بالأمن القومي… وبالارتباط بمناورات زاباد”، واصفةً تلك المناورات بأنها “عدائية جداً”.

كانت مناورات زاباد السابقة قد جرت قبل أشهر من اندلاع الحرب في أوكرانيا وشاركت فيها نحو 200,000 جندي إجمالاً. أما هذه السنة، فتقول الاستخبارات العسكرية الليتوانية بقيادة ميندوغاس مازوناس إن حجم التمرين سيكون أصغر ويشمل حتى 30,000 جندي.

رد فعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التوغل الجوي جاء احترازياً حتى الآن؛ إذ غرّد على وسائل التواصل الاجتماعي: “ما الأمر مع روسيا التي تُنتهك أجواء بولندا بطائرات مسيرة؟ ها نحن ذا!” دون توضيح إضافي. وأفاد الرئيس البولندي ناوروتسكي أنه تحدث مع نظيره الأميركي “كجزء من سلسلة مشاورات” مع الحلفاء، مؤكداً أن المحادثات “أكّدت وحدتنا”.

يقرأ  الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان يختار قائداً جديداً بعد استقالة رئيس الوزراء إيشِبا — أخبار الانتخابات

أضف تعليق