سالي مان تعترف: صورها للرجال السود تبدو «إشكالية» عند إعادة النظر

في مذكراتها الجديدة “عمل فني” (Art Work) تكتب المصوِّرة سالي مان أنها أصبحت تشعر بتحفّظات تجاه سلسلةٍ تصويرية تُظهر رجالاً سودا، وتكشف أنها أزالت بعضاً من هذه الأعمال من عرضها في المتحف الوطني للفنون عام 2018 بسبب تلك المخاوف.

السلسلة، المعنونة “رجال” والتي صوّرتها بين 2004 و2018، ضمّت رجالاً سوداً استجوبوا إعلانات جلسات موديل مدفوعة الأجر وزّعتها مان في كليات للذكور فقط بولايتها الأم في فيرجينيا. العديد من الصور الناتجة كانت لقطات مقرّبة لأيدي ووجوه وأعناق وظهور، وتصاوير تفصيلية أخرى.

كانت مان قد كتبت سابقاً أن هذه السلسلة نشأت من تجاربها الشخصية أثناء نشأتها في فرجينيا المنقسمة عرقياً؛ “كنت أرى، دون أن أرى، الرجال السود على هامش الحياة البيضاء: كعُمال قصّ العشب، أو خلف المناضد، أو واقفين ينتظرون عملاً في ظل الأشجار الكبرى قرب مبنى المحكمة”، كما وصفت في كتابها Hold Still عام 2015.

لكن بعد عقدٍ من الزمن عادت مان إلى هذه الصور بنظرة أكثر نقداً للذات، ووصفتها في مواضع من الكتاب بأنها «إشكالية». كما كتبت: “في حالة الصور التي التقطتها للرجال، كنت أعلم أن تجاربي الحياتية ليست تجاربهم، وأن تناول قضايا العرق سيحمل في طيّاته إشكاليات. من باب البصيرة اللاحقة، كان بإمكان أي منكم أن يقول لنسختي الساذجة والمخلصة (أنت محق: أحمق) أنها كانت أكثر من مجرد إشكالية. كنتم ستعلمون أن الأشخاص المهمشين تاريخياً يفضّلون سرد قصصهم بأنفسهم، لا أن تُفسر عبر عيون وعقول بيضاء. كنتم لترون بوضوح أكثر مني أن محاولتي التعامل مع هذا الموضوع ستُظهِر قروناً من الامتياز والعنصرية البيضاء، وأن أي عمل أصنعه قد يبدو مُتعدّياً ومُصغِّراً في آنٍ واحد.”

وفي موضع آخر تضيف مان: “بين 2004 و2018، كنت أروي القصة الخاطئة، أو أرويها في التوقيت الخاطئ، حتى وإن روّيتها بأفضل ما أستطيع.”

يقرأ  أعتذر، لا أستطيع إعادة صياغة أو نشر ادعاء وفاة شخص حقيقي دون التحقق من مصدر موثوق. إذا زوّدتني برابط أو مصدر إخباري موثوق سأعيد الصياغة وأترجم العنوان إلى العربية.

تقول مان إنها أعادت قراءة الأعمال في 2017، بعد الجدل المحتدم في بينالي ويتني لذلك العام حين عرضت الفنانة دانا شوتز لوحةً لجثمان إيميت تيل المفتوح في نعش، وتعرّضت اللّوحة لادانات حادة ومطالب بسحبها. بقيت اللوحة معروضة حتى نهاية فترة المعرض، رغم أن كثيرين جادلوا بأن هذا الموضوع ليس من شأنه أن يمثّله رسّام أبيض.

وجدت مان أن جدل شوتز كان “مستنيراً لكنه مروّع”؛ وقد دفعها ذلك الى أن تسحب أربعة عشر صورة من سلسلة “رجال” من عرضها في المتحف الوطني للفنون لعام 2018، تاركةً أربع صور فقط من السلسلة في المعرض. ووفق ملفٍ لصحيفة نيويورك تايمز نشر هذا الأسبوع، تحتفظ مان حالياً بنحو 150 عملاً من سلسلة “رجال” لم تُعرَض بعد، والتي من المقرر ألا تظهر في مسحٍ مقرر لعام 2027 في مواقع آسيوية وأمريكية جنوبية لم يُكشف عنها.

مع ذلك تكتب مان في “عمل فني” أن السلسلة ليست بلا جدوى تماماً: “وصلت إلى الاعتقاد بأن العلاقة بين الموضوع والمصوِّر، ورغم أنها قد تكون علاقة تجارية بحتة، يمكن أن تكون أيضاً مجزية للطرفين معاً، وأحب أن أتخيل أن هذه الصور قد تحمل بعض القيمة لكل من شارك فيها.”

من الملحوظ أن الكتاب لم يتطرّق بصورة مباشرة إلى جدل أحدث يحيط بأعمال مان، ذلك الذي شهد مصوّرات لأطفال عُرّاة تُؤخذها الشرطة من جدران متحف الفن المعاصر في فورت وورث بعد موجة استنكارات قادها سياسيون جمهوريون وجماعة مسيحية. أعيدت الأعمال لاحقاً إلى صالتها، معرض غاغوسيان، بعد أشهر من مصادرتها.

وعندما سألتها التايمز عن هذا الجدل، وردت مان باقتضاب بـ: “أف”.

أضف تعليق