الإثيوبيون يحتفلون برأس السنة «إنكوتاتاش» احتفال كأنه عام ٢٠١٨

اثيوبيا تحتفل ببداية عامها الجديد 2018

في اديس أبابا، تزدهر الاحتفالات بمناسبة رأس السنة الإثيوبية، التي تعتمد تقويماً فريداً يجعلها تتأخر سبع سنوات عن التقويم الغربي. يعود هذا الفارق إلى حساب سنة ميلاد المسيح المختلف لدى الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية بعد أن عدّلته الكنيسة الكاثوليكية في القرن الخامس الميلادي.

زهور “أدي أبابا” الصفراء، المرتبطة بهذه المناسبة، تملأ ضواحي العاصمة في هذا الوقت من السنة، وتباع أكوام صغيرة منها بنحو 50 بير إثيوبي تقريباً. يأتي البائعون من الأرياف إلى أسواق المدينة، حاملين معهم أيضاً أعشاباً طازجة تُستعمل في طقوس القهوة التقليدية إلى جانب الزهور.

يُعد الهضاب الإثيوبية مهد القهوة بحسب الاعتقاد الشائع، وفي طقوس الاحتفال تُحمص حبوب البن على نارٍ مفتوحة ثم تُطحن وتُعد في إناءٍ فخاري، وتُزيّن أماكن التحضير بالأعشاب والزهور لجعل المناسبة أكثر بهجة.

أسواق مثل سوق “أديسو جيبيا” اكتظَّت في ليلة رأس السنة، رغم الأمطار، إذ يسارع الناس لتأمين مستلزمات الولائم. من بين البائعين شابٌ يُدعى تميرات ديجيني، يبلغ من العمر 19 عاماً، قدم من بلدة تشانشو التي تبعد نحو 40 كيلومتراً شمال المدينة لبيع دجاجاته. قال إنه يحقق مبيعات جيدة، حيث تباع الدجاجات بأسعار تتراوح بين 2000 و3000 بير.

في المنازل ذات الميزانيات المحدودة تُطهى للدخول في الاحتفال حساءات حارة مثل “دورو وات” وتُقدم إلى جانب الإينجرا — خبز مخمّر مسطح تقليدي. أما من يملك قدرة شرائية أعلى فيلجأ إلى لحم الضأن، غالباً مشويًا، وتُزيَّن الخراف بأشرطة احتفالية وتُعرض بأسعار قد تتراوح بين 15 ألف و22 ألف بير. وهناك من يذبح ثوراً للاحتفال، وقد يصل سعره إلى نحو 300 ألف بير.

عند غروب ليلة رأس السنة يهرع الناس لإنهاء التسوّق، ثم يحضرون الحفلات والغناء الحي. في أحد صالونات الفنادق بأديس أبابا استقبلت فرقة موسيقية الاحتفال بالعام الجديد مع الألعاب النارية والأضواء عند منتصف الليل.

يقرأ  أمين عام الأمم المتحدة يدعو إسرائيل إلى وقف مشروع الاستيطان في الضفة الغربية

في صباح اليوم التالي يسمع المرء في الشوارع والأحياء لحن “أبيبياهوش” التقليدي الذي تؤديه غالباً فتيات صغيرات يتجولن بين الأبواب، تقديماً للتهاني. وتستمر الاحتفالات دِينياً لدى المسيحيين الأرثوذكس بخدماتٍ كنسية خاصة؛ وفي محيط الكنائس تُنصب أكشاك لبيع المظلات الطقسية والسلع المرتبطة بالطقوس. في كنيسة سانت راجويل على جبل إنتوتو انضمّ كاهن إلى المصلّين لتقديم الصلوات من أجل العام المقبل.

ليس من الصعب على الإثيوبيين التنقل بين التقويمين؛ ففي التخاطب باللغات المحلية يبقى العام 2018، بينما عند الحديث بالإنجليزية يتحول الرقم إلى 2025. ولتقويم البلاد ميزة نادرة: يتكوّن من 13 شهراً، الاثني عشر منها ثلاثون يوماً، أما الشهر الثالث عشر فيضمّ عادة خمسة أيام (وستة أيام في السنة الكبيسة).

هذا الموسم يمثل نهاية فصل الأمطار وبداية الربيع، وهو موسم للتجدد والأمل. وفي هذا العام تجلّت مشاعر الوحدة والفخر بشكل أكبر بعد التدشين الرسمي لسد النهضة الإثيوبي الكبير، الذي شُيِّد على أحد روافد نهر النيل، مما أضاف بعداً وطنياً للاحتفالات.

أضف تعليق