غياب قيادي حماس خليل الحيّة عن دفن نجله يُشير إلى احتمال إصابته

ظهر كبار مسؤولي التنظيم، أسامة حمدان وعزت الرشق، في الدوحة في محاولة واضحة لإيصال انطباع أن القادة المستوى العالي لا يزالون يمسكون بزمام الأمور.

ظل مصير خليل الحيّه غامضاً يوم الخميس إذ لم يُرَ في جنازة ابنه التي أقيمت في الدوحه بعد يومين من استهداف سلاح الجو الإسرائيلي تجمعاً بقيادات الحركة في مقرٍّ خاص.

أدى غياب الحيّة وعدم ظهور أي صور أو مقاطع فيديو واضحة له حتى الآن إلى تفاقم التكهنات بأنه جُرح إصابات بالغة، وإن لم يُؤكد مقتله رغم إصابة مبنى الدوحة بعشر صواريخ بحسب التقارير التي أشارت إلى تضرّر المبنى الذي كان يُشتبه بتواجده فيه.

بالمقابل، حضر المسؤولان البارزان أسامة حمدان وعزت الرشق الجنازة، في بادرة أرادتها الحركة لطمأنة قواعدها بأن قيادتها العليا لا تزال تسيّر المشهد السياسي والتنظيمي.

تباينت الأنباء بشأن مصير مسؤولين آخرين مثل محمد إسماعيل درويش، وموسى أبو مرزوق، وزاهر جبارين، وغيرها من الأسماء؛ ولم تقدم حماس أي دلائل قاطعة عن حالتهم الصحية، ما يترك احتمالين مفتوحين: إما أنهم قتلوا أو أصيبوا إصابات بالغة.

أغلب الروايات رجحت أن خالد مشعل لم يكن حاضراً، أو أنه نجا من الضربة، غير أن أي علامة حياة لم تصدر عنه حتى اللحظة.

من الممكن أيضاً أن قادة حماس اختاروا التخفّي والابتعاد عن التداول الإعلامي لتجنّب ضربات إسرائيلية لاحقة، وللظهور فقط عندما تستعيد ظروف الأمان بعضاً من استقرارها.

حتى مساء الخميس لم تصدر من المسؤولين الإسرائيليين إشارات واضحة عن حالة قادة حماس في قطر الذين استُهدِفوا، لكن مؤشرات متعددة رجّحت أن كثيرين منهم نجوا.

تبدّل التفاؤل بشأن نجاح الضربة مع تتابع التسريبات؛ ففي الساعات الأولى بعد الهجوم تلقى “جيروزاليم بوست” معلومات غير رسمية تفيد بمقتل عدد من قيادات حماس، إلا أن الإشارات من مصادر إسرائيلية انقلبت إلى تشاؤم بحلول الواحدة صباحاً الأربعاء.

يقرأ  محادثة مُسجَّلة تكشف أن شي جينبينغ وبوتين ناقشا زراعة الأعضاء ومفهوم «الخلود»

هذا التذبذب له دلالة، لأن الحركة سبق أن أصدرت إنكارات سريعة وغير موثوقة حين تُتهم خسارتها لقيادات بارزة—حالة يحيى السنوار أو محمد ضيف كانت أمثلة على إنكارات تلاها اعترافات بعد أسابيع أو أشهر.

نشرت وسائل الإعلام العربية رواية مفادها أن القيادات العليا تركت هواتفهم في غرفة وانتقلوا إلى أخرى للصلاة، وهو ما فسَّرته بعض المصادر كعامل نجاة لهم من القصف.

مع ذلك، وبعد أكثر من 24 ساعة على الهجوم لم يظهر أي من قادة الحركة في مقاطع أو صور تؤكد سلامتهم، واكتفى مسؤول واحد فقط—حسام بدران—بإصدار بيان علني.

الملاحظ أن تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس تركت دون إيضاح ما إذا كانت الضربة قد قتلت القيادات المستهدفة أم لا، وهو حذف قد يدلّ على أن الجيش لم يحقق أهدافه بالكامل.

من الاحتمالات أيضاً أن عدداً من المسؤولين أصيبوا إصابات خطيرة وقد يلقون حتفهم لاحقاً نتيجة تلك الجروح.

في هذه الحال، قد تمهّل حماس بإصدار بيانات رسمية حتى تتبيّن لها هوية القادة القادرين على مواصلة مهامهم من غير القادرين، قبل إعادة ترتيب الصفوف وتوزيع الأدوار.

كما أن استخدام سلاح الجو قذائف دقيقة بدلاً من قنابل كبيرة قد حدّ من قوة الانفجار بما لم يكن كافياً لقتل الأهداف المعلومة في بعض الغرف.

الاحتياط في اختيار ذخائر أصغر كان لتقليل مخاطر وقوع إصابات بين المدنيين القطريين، وتاريخياً سمحت مثل هذه الاستراتيجية لبعض القيادات بأن تنجو حتى لو أصابت الصواريخ الغرفة التي كانوا فيها.

تركزت التكهنات حول الحيّة، الذي اعتُبر زعيماً لتمثيل الحركة خارج قطاع غزة بعد أن كان لسانها ونائباً لزعيمها الأسبق يحيى السنوار، الذي قُتل على يد إسرائيل في أكتوبر الماضي.

يقرأ  بحسب الأمم المتحدة، متمردون مدعومون من تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا ما لا يقل عن ٥٢ شخصًا في شرق الكونغو

بعد عامين من استضافة قطر مفاوضات حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، اتخذت تل أبيب قراراً اعتبرته ترجمةً لأولوية القضاء على بقايا قيادة حماس على إبقاء قناة دبلوماسية مفتوحة.

قالت بيانات إسرائيلية إن القادة المستهدفين كانوا مسؤولين عن مجزرة السابع من أكتوبر التي أودت بحياة نحو 1200 إسرائيلي في جنوب البلاد، فضلاً عن إدارتهم لعمليات الحركة لسنوات.

أبدت الولايات المتحدة في غالبها انتقادات للهجوم، كما فعلت دول أوروبية وحلفاء عرب لإسرائيل بذاتهم، علماً أن هؤلاء الحلفاء عادة لا يخفون استيائهم من الدوحة.

تسربت في إسرائيل أن المؤسسة الأمنية كانت منقسمة بشأن حكمة تنفيذ الضربة، لا سيما في ظل وجود مفاوضات مستمرة مع حماس.

أضف تعليق