أعضاءُ مجلسِ الأمنِ الدولي يدينون إسرائيل بعد غارة مميتة استهدفت قطر أخبارُ الصراعِ الإسرائيليّ الفلسطينيّ

مجلس الأمن يدين الهجوم الإسرائيلي على الدوحة ويطالب بتخفيف التصعيد

أدان مجلس الأمن الدولي الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء، ودعا في بيان اتفقت عليه جميع أعضائه الخمسة عشر إلى خفض حدة التصعيد، بما في ذلك الحليف الرئيسي لإسرائيل، الولايات المتحدة. صدر البيان قبيل عقد جلسة طارئة يوم الخميس نوقشت فيها الضربات التي استهدفت قيادات حركة حماس في الدوحة، فيما كثفت إسرائيل هجومها على مدينة غزة مما اضطر أكثر من مئتي ألف مدني إلى النزوح.

أفادت التقارير بمقتل خمسة من أعضاء حماس، فيما قالت الحركة إن قيادتها نجت من محاولة الاغتيال. كما قتل عنصر من الحرس الأمني القطري في هجوم غير مسبوق أثار توتراً إقليميًا كبيرًا.

جاء في نص البيان، الذي أعدته كل من فرنسا والمملكة المتحدة، أن أعضاء المجلس أكّدوا على أهمية خفض التصعيد وأعربوا عن تضامنهم مع قطر، مع الحفاظ على صياغة لم تُشر صراحة إلى إسرائيل. وشدد المجلس كذلك على أن “إطلاق سراح الرهائن، بمن فيهم الذين قتلتهم حماس، ووضع حد للحرب والمعاناة في غزة” يمثلان أولوية قصوى؛ لا يزال أكثر من أربعين أسيراً محتجزين في غزة، ويُعتقد أن نحو عشرين منهم فقط على قيد الحياة.

بدت مواقف الولايات المتحدة، التي عادةً ما تحمي حليفها إسرائيل في الأمم المتحدة، أقوى هذه المرّة، في انعكاس لحالة استياء رُبطت بالرئيس دونالد ترامب. وقالت المندوبة الأمريكية بالإنابة دوروثي شيا إن “القصف الأحادي داخل قطر، دولة ذات سيادة تعمل بجد وبشجاعة وتتحمل مخاطر إلى جانب الولايات المتحدة للتوسط من أجل السلام، لا يخدم أهداف إسرائيل أو أمريكا.” وأضافت أنّه من غير المناسب أن يُستغل هذا الحادث للطعن في التزام إسرائيل بإعادة رهائنها إلى ذويهم.

يقرأ  بعد إلغاء عرضه في سميثسونيان — معرض آيمي شيرالد ينتقل إلى بالتيمور

ذكرت تقارير دبلوماسية نقلها مراسل الجزيرة من نيويورك أن واشنطن دفعت للتخفيف من حدة عباراته ضد إسرائيل في نص البيان، لكنه بقي ذا أهمية بالغة. وفي تصريحات لاحقة أوضحت شيا أن “الولايات المتحدة لا تستطيع ولن تدافع عن هجوم إسرائيل على قطر”.

فصل جديد وخطير

شدد بيان المجلس أيضاً على “دعم سيادة قطر وسلامة أراضيها”، مبرزاً دور الدوحة الحاسم كوسيط رئيسي في جهود السلام بين إسرائيل وحماس. حضر رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الجلسة الماراثونية التي امتدت ثلاث ساعات، مؤكداً أن الدوحة ستواصل جهودها الإنسانية والدبلوماسية، لكنها لن تتسامح مع أي انتهاك لأمنها وسيادتها. وصف القصف قادة إسرائيل بأنهم “متغطرسون” وأن توقيته خلال جهود الوساطة يوحي بنية لتعطيلها، واعتبر أن التصرفات الإسرائيلية تقوض استقرار المنطقة بتهور.

وصفت المسؤولة الأممية روزماري ديكارلو قطر بأنها “شريك موثوق في دفع جهود إحلال السلام” وأعربت عن بالغ القلق من تهور إسرائيل، ووصفت الضربات بأنها تصعيد مقلق. ونبهت إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة أسفرت عن عشرات الآلاف من القتلى ودمّرت قطاع غزة تقريباً بالكامل، مع استمرار التدهور في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة. كما لفتت إلى تصعيدات إسرائيلية خطيرة أخرى في أنحاء المنطقة مع إيران ولبنان وسوريا واليمن.

وقالت ديكارلو إن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة قد يفتح فصلاً جديداً وخطيراً في هذا النزاع المدمر، ويشكّل تهديداً جاداً لسلم واستقرار المنطقة.

علامة جنون

من جهته، اعتبر السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة عمار بندجما أن إسرائيل تتصرف وكأن القانون غير قائم، وكأن الحدود أو السيادة أو ميثاق الأمم المتحدة أمور زائلة. وأدانت الجزائر، مشيرة إلى أن الهجمات الإسرائيلية على سوريا ولبنان واليمن و«الوسيط المعروف» قطر ليست قوة بل تهوراً، واصفة السلوك بأنه علامة جنون من حكومة متطرفة تغذيها مناعة افتراضية من المساءلة.

يقرأ  هندسة التأمل في الطبيعة: أربع منصات مشاهدة خلابة في أمريكا اللاتينية

في المقابل، دافع المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون عن الضربة وقال إنها استهدفت قادة حماس الذين كانوا يوجّهون هجمات مخططة من داخل “أزقة فاخرة” في الدوحة، واعتبرهم “مُرتكبي إرهاب” لا سياسيين أو دبلوماسيين شرعيين.

خلاصة الجلسة، بحسب مراسل الجزيرة غابرييل إليزوندو، كانت وقوف العالم بوضوح إلى جانب قطر مع إدانات واسعة لإسرائيل ومطالبات بتحقيق ومحاسبة عن الجرائم المستمرة. انشغال المجتمع الدولي في الساعات والأيام المقبلة سيكون منصباً على مدى وضوح مواقف البيت الأبيض وردوده على هذا الحدث، وسط تساؤلات عن تبعاته على مسار الوساطة والسلام الإقليمي.

أضف تعليق