عودة عمال من كوريا الجنوبية احتُجزوا في مداهمة أمريكية إلى وطنهم

كيف جرت مداهمات هائلة في مصنع للسيارات بولاية جورجيا

أكثر من 300 مواطن كوري جنوبي احتُجزوا خلال مداهمة واسعة في مصنع تابع لـ«هيونداي» في ولاية جورجيا الأميركية الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن يصلوا إلى بلادهم يوم الجمعة.

عودة هؤلاء العمال تأتي فيما حذر رئيس كوريا الجنوبية والرئيس التنفيذي لشركة هيونداي من تداعيات الحملة على العلاقات الاستثمارية بين البلدين.

أُستأجر طائرة تابعة للخطوط الجوية الكورية لنقل العمال و14 شخصًا غير كوريين احتُجزوا أيضًا؛ أقلعت الطائرة من مطار هارتسفيلد-جاكسون في أتلانتا عند منتصف يوم الخميس بالتوقيت المحلي (17:00 بتوقيت بريطانيا). وذكرت تقارير أن مواطناً كورياً واحداً اختار البقاء في الولايات المتحدة لطلب الإقامة الدائمة.

من المتوقع أن تهبط الطائرة في مطار إنشون الدولي حوالى الساعة 15:30 بتوقيت سيول (07:30 بتوقيت بريطانيا).

أوضح الرئيس لي جاي ميونغ أن الإقلاع تأخر أكثر من يوم بسبب توجيه صادر من البيت الأبيض، مشيرًا إلى أن الرئيس الأميركي أمر بالإيقاف المؤقت للتدابير ليُتحقق مما إذا كان بعض العمال مستعدين للبقاء في الولايات المتحدة لمواصلة العمل وتدريب العمال الأميركيين.

حاولت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الحصول على تعليق من البيت الأبيض.

قال لي أيضًا إن هذه الحادثة ستجعل الشركات «مترددة جداً» في الاستثمار داخل الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن من المعتاد أن ترسل الشركات الكورية عمالًا متخصصين للمساعدة في إنشاء خطوط الإنتاج للمنشآت الخارجية، وأن منع ذلك سيعقد مسألة إقامة منشآت تصنيع في الولايات المتحدة ويجعل الشركات تعيد التفكير فيما إذا كان الاستثمار مجديًا على الإطلاق.

ذكرت سيول أنها تفاوض واشنطن بشأن خيارات تأشيرية للعاملين الكوريين، «سواء بزيادة الحصص أو بإنشاء فئات تأشيرت جديدة»، بحسب قول لي.

يقرأ  ليبرتي ووك تكشف عن دودج تشالنجر R/T ذات هيكلٍ عريض وطابعٍ هجومي

قالت وزارة الخارجية الكورية يوم الجمعة إنها طالبت الكونغرس الأميركي بدعم تأشيرة جديدة للشركات الكورية. وخلال اجتماعات مع أعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين في واشنطن هذا الأسبوع، أعاد وزير الخارجية تشو هيون التأكيد على مخاوف المواطنين الكوريين من عمليات الاعتقال، بحسب بيان الوزارة.

من جهته، صرح الرئيس التنفيذي لشركة هيونداي خوسيه مونيوز أن المداهمة ستؤخر افتتاح المصنع. وقال لوسائل إعلام أميركية إن العملية ستسبب «تأخيرًا لا يقل عن شهرين إلى ثلاثة أشهر» لأن كثيرين من هؤلاء العمال سيسعون إلى العودة إلى بلادهم.

في الأسبوع الماضي، اعتقل المسؤولون الأميركيون 475 شخصًا — أكثر من 300 منهم من الرعايا الكوريين — الذين قالت السلطات إنهم كانوا يعملون بصورة غير قانونية في منشأة للبطاريات، وهي واحدة من أكبر مشاريع الاستثمار الأجنبي في جورجيا.

أوضحت شركة «إل جي إنرجي سوليوشن» التي تشغل المصنع بالشراكة مع هيونداي أن العديد من موظفيها الذين اعتقلوا كانوا يحملون أنواعًا مختلفة من التأشيرات أو كانوا مشمولين ببرامج الإعفاء من التأشيرة.

روى عامل بالمصنع لوسائل الإعلام حالة ذعر وارتباك خلال المداهمة، موضحًا أن غالبية المحتجزين كانوا فنين يركبون خطوط الإنتاج بالموقع وكانوا يعملون لحساب مقاول.

كوريا الجنوبية، الحليف الوثيق للولايات المتحدة في آسيا، تعهدت بضخ عشرات المليارات من الدولارات استثمارًا في أميركا، جزئيًا لتعويض أثر الرسوم الجمركية. ووصفت وسائل الإعلام المحلية المداهمة بأنها «صدمة»، حيث حذّر صحيفة «دونغ-آ إلبو» من أن الحادث قد يخلق «تأثيرًا رادعًا على أنشطة شركاتنا في الولايات المتحدة».

نشرت وكالة يونهاب مقالة رأي الخميس حثت فيها البلدين على «التعاون لإصلاح الشقوق في التحالف بينهما». وقد أثار توقيت المداهمة، بينما تجري الحكومتان مفاوضات تجارية حساسة، قلقًا في سيول.

يقرأ  الجيش النيبالي يفاوض المتظاهرين لتعيين قائد مؤقت — أخبار الاحتجاجات

دافع البيت الأبيض عن العملية في مصنع هيونداي، قائلاً إنه لا يرى أن المداهمة ستردع الاستثمار الأجنبي. وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد أشار الرئيس دونالد ترامب إلى الحملة ودعا الشركات الأجنبية إلى توظيف الأميركيين. وأضاف أن الحكومة الأميركية ستعمل على جعل استقدام العمال إلى البلاد «سريعًا وقانونيًا» إذا التزمت الشركات الأجنبية بقوانين الهجرة.

تغطية إضافية من هوسو لي في سيول.

أضف تعليق