تراجع الفيضانات المميتة في إندونيسيا… وفرق الإنقاذ تبحث عن المفقودين

حالة طوارئ أسبوعية تُعلَن بعد فيضانات مدمرة أودت بحياة العشرات

أعلنت السلطات حالة طوارئ لمدة أسبوع عقب فيضانات مفاجئة اجتاحت محافظتين في إندونيسيا، وأسفرت في البداية عن مقتل ما لا يقل عن 21 شخصاً، فيما أفادت تقارير رسمية لاحقاً بارتفاع الحصيلة إلى نحو 23 قتيلاً وفقدان خمسة أشخاص.

تواصل فرق الإنقاذ البحث في مجاري الأنهار وأنقاض القرى المتضررة عن ناجين مع تراجع منسوب المياه تدريجياً. شهدت جزيرة بالي السياحية أمطاراً غزيرة استمرت أربعة أيام متتالية، ما تسبب في فيضانات وانهيارات أرضية في تسع مدن ومناطق إدارية، وغمرت الأنهار المرتفعة ما لا يقل عن 120 حيّاً، في حين وقع عشرات الانهيارات الطينية في مواقع متعددة، حسبما صرّح عبد المحاري، متحدث باسم الوكالة الوطنية لتخفيف الكوارث، يوم الخميس، قبل أن ترِد أرقام أعلى لاحقاً.

أفاد المحاري بأن فرق الإنقاذ عثرت على سبعة جثث إضافية أثناء تراجع المياه في بالي، ليصل عدد القتلى في الجزيرة وحدها إلى 16 شخصاً، ولا يزال أفراد الإنقاذ يبحثون عن قاطن مفقود. وتم إعلان حالة الطوارئ لتعبئة موارد إضافية.

مع اقتراب مستويات الأنهار من معدلاتها الطبيعية يوم الخميس، بدأ النازحون المغادرون ملاجئ الطوارئ المكتظة في دنپاسار، عاصمة بالي، بالعودة تدريجياً. واستغلت السلطات تراجع المياه لرفع الطين وإزالة أكوام النفايات المبللة من الشوارع، كما أعيد التيار الكهربائي إلى عشرات الآلاف من المنازل والمنشآت التجارية.

تعد إندونيسيا عرضة للفيضانات والانهيارات الأرضية خلال موسم الأمطار الذي يبلغ ذروته عادة بين نوفمبر ومارس، لكن الأمطار التي هطلت مؤخراً وصفت بأنها شديدة وغير معتادة لشهر سبتمبر.

قال سوهاريانتو، رئيس الوكالة الوطنية لتخفيف الكوارث، في مؤتمر صحفي متأخر يوم الأربعاء ان خطر الفيضانات في بالي انتهى. وأضاف أن ما يصل إلى 600 عنصر من فرق الإنقاذ والشرطة والجيش نُشروا منذ الأربعاء للبحث عن المفقودين في بالي، بعد أن تسببت الفيضانات أيضاً في أضرار بالطرق والجسور وبنى تحتية أخرى.

يقرأ  المحكمة العليا الأمريكية ترفض تعليق قانون وسائل التواصل الاجتماعي الجديد في ميسيسيبي

حتى مساء الخميس، بقي نحو 552 شخصاً مكتظين في ملاجئ حكومية في عدة مناطق من بالي، وفق بيانات الوكالة.

وقالت مذيعة الجزيرة فالديا بارابوتري من مقاطعة بادونغ في دنپاسار إن الوكالة الوطنية اعتبرت أن عوامل الأمطار الغزيرة وتضاريس بالي والنشاط المدّي كانت سبب الفيضانات العنيفة، وأضافت: «لكن السكان المحليين يرون أن الأسباب تتجاوز ذلك؛ النمو العمراني السريع، والسياحة المفرطة، وسوء إدارة التخطيط الحضري والنفايات تُعدّ جذور المشكلة». ووقفت أمام أنقاض ثلاثة محلات تحولت إلى مساكن انهارت خلال الفيضان وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص.

كما لفتت إلى أن الأنهار وحقول الأرز في بالي استبدلت إلى حد كبير بالمسطحات الخرسانية، مما خفّض مساحات التصريف وإعادة تغذية المياه الجوفية، ولذلك أصبحت الجزيرة أكثر عرضة للفيضانات كلما هطلت أمطار قوية.

وفي نوسا تينجارا الشرقية، تجري فرق الإنقاذ عمليات تمشيط حول قرية معزولة تُدعى ماوبونغو في مقاطعة حاجيكيو، حيث خلفت الفيضانات أطناناً من الطين والصخور والأشجار. وعثر المنقذون يوم الخميس على جثمان طفل رضيع يبلغ من العمر 14 شهراً، كان أحد طفلين لا يزالان مفقودين، فيما انتشلوا أربعة جثث أخرى من مياه الفيضانات والطين يوم الأربعاء.

أوضح أغوستينوس بوني، رئيس وكالة التخفيف من الكوارث المحلية، أن سوء الأحوال الجوية والتضاريس الوعرة أعاقا جهود الإنقاذ، وتفاقمت الأوضاع بفعل انقطاع التيار الكهربائي ومياه الشرب وشبكات الاتصالات في 18 قرية جراء الفيضانات. كما دمرت الفيضانات والانهيارات الجسور ومبانٍ حكومية ومزارع وحقول أرز، وأودت بحياة مواشٍ في المناطق المتضررة.

أضف تعليق