قوات إسرائيلية أغلقت مداخل طولكرم في شمال الضفة الغربية المحتلة، في تصعيد جديد لحملة مداهمات واعتقالات وعقاب جماعي أدى إلى تهجير آلاف الفلسطينيين، بينما تواصل القوات العسكرية تدمير غزة بلا هوادة.
فيديوهات تناقلها سكان مساء الخميس أظهرت جنوداً يصطفون بالفلسطينيين في شوارع المدينة، في مشهد اعتبره كثيرون عرضاً مهيناً للقوة.
محافظ طولكرم عبد الله كامل ناشد الجمعة المجتمع الدولي، مطالباً الأمم المتحده، والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية بالتدخل لوقف «الجرائم» التي تُرتكب بحق نحو مئة ألف من سكان المدينة.
وقال كامل لوكالة وفا إن القوات الإسرائيلية تنفذ عمليات اعتقال جماعية «عشوائية وظالمة»، وتقتحم المنازل، وتدمر الممتلكات، وتُرعب الأطفال والنساء.
في حادث منفصل يوم الخميس، قال الاحتلال إن قوة في طولكرم تعرّضت لانفجار عبوة نُسبت إليها إصابة جنديين إسرائيليين.
وقالت ندى إبراهيم مراسلة الجزيرة من الدوحة إن المقاطع المصوّرة تُظهر جنوداً يجرون مئات الفلسطينيين من منازلهم ومن مقاهٍ وحتى من ورشة، في «عرض إهانة»، وأضافت أن الرسالة واضحة: أي حادث يُسجّل في أي مكان بالضفة المحتلة قد يتسبّب في حملات قمع لا تستثني المجتمع المحلي بأكمله.
النتيجة كانت نزوح عشرات الاف الفلسطينيين من منازلهم، وتحول المدينة ومخيماتها إلى مدن أشباح، وفق وصف المراسلة.
في أماكن أخرى من الضفة، أفادت وكالة وفا بأن خمسة شبان فلسطينيين أُصيبوا بالرصاص في قرية دير جرير، واحتُجز أحد الجرحى قبل أن يتلقّى العلاج، كما أغلقت قوات الاحتلال مداخل القرية لساعات.
اقتحمت قوات إسرائيلية نابلس وبلدة بيت فوريك فجر الجمعة، وداهمت أحياء في المدينة القديمة والمناطق المحيطة بها. وأفاد شهود بأن محلات تجارية نُهبت، وأن جنوداً استولوا في بيتين، شرقي رام الله، على منزل وحوّلوه إلى ثكنة عسكرية.
أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية هذه المداهمات، وقالت إن الصمت الدولي شجع إسرائيل على المضي قدماً في إجراءات أحادية تهدف إلى زعزعة استقرار الأراضي المحتلة.
على صعيد منفصل، أبلغت الشرطة الإسرائيلية عن طعن داخل فندق في كيبوتس تسوبا قرب القدس، وأسفرت الحادثة عن إصابة رجل في الخمسين من عمره بجروح خطيرة وشاب يبلغ من العمر 23 عاماً بجروح أقلّ خطورة.
«لن تكون هناك دولة فلسطينية»
يتزامن هذا التصعيد مع دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قدماً بخطة توسعة استيطانية تعتبرها غالبية المجتمع الدولي غير قانونية، وتُعدّ عملياً إقصاء لإمكانية قيام دولة فلسطينية. يوم الخميس وقع نتنياهو اتفاقية للمضي قدماً في بناء منطقة E1 قرب مستوطنة معاليه أدوميم شرق القدس، معلناً: «سنفي بوعدنا أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية. هذا المكان لنا» ومشدّداً على نيته مضاعفة سكان المدينة.
المشروع، الذي تقوده وزارات يمينية متطرفة يقودها بيزاليل سموتريتش وإيتامار بن غفير، يغطّي نحو 12 كيلومتراً مربعاً ويتضمن بناء حوالي 3,400 وحدة سكنية للمستوطنين، ويعتبره منتقدون خطة لقطع أجزاء واسعة من الضفة الغربية عن القدس الشرقية وربط كتلة المستوطنات الرئيسية مع بعضها البعض.
يعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة دولتهم المستقبلية. وبموجب القانون الدولي تعتبر جميع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة غير قانونية، بغض النظر عمّا إذا كانت تحظى بموافقة الحكومة الإسرائيلية أم لا.