تايلر روبنسون: من هو المشتبه به المحتجز في حادث إطلاق النار الذي استهدف تشارلي كيرك؟

تعرّف الرجل المتّهم بإطلاق النار الذي أودى بحياة الناشط المحافظ تشارلي كيرك على أنه تايلر روبنسون (22 عاماً)، من مواليد ولاية يوتا، وكان يعيش مع والديه “لفترة طويلة”، بحسب تصريحات السلطات.

أُلقي القبض على روبنسون في 12 سبتمبر بعدما تعرّف عليه أحد أفراد العائلة في لقطات المراقبة، وهو تطور وصفه المحقّقون بأنه قرار محوري أنهى مطاردة على مستوى البلاد.

ذكرت تقارير شريك بي بي سي في الولايات المتحدة، سي بي إس نيوز، نقلاً عن مصدرين في الجهات الأمنية أن ذلك القريب هو على الأرجح والد روبنسون، الذي شجّعه على تسليم نفسه، ثم تواصل مع صديق للعائلة الذي بدوره اتصل بمكتب الشريف.

في مؤتمر صحفي إعلاناً عن الاعتقال، رفض مسؤولو مكتب التحقيقات الفيدرالي مناقشة خلفية روبنسون أو ميوله السياسية أو الدافع المحتمل، مشيرين إلى أن التحقيق لا يزال جارياً. وقال متحدث باسم المكتب: “نحن واثقون من أن الشخص الصحيح في الحجز، لكن لا زلنا نعمل على استجلاء الصورة الكاملة عن هويته ودوافعه.”

أشار حاكم ولاية يوتا، سبنسر كوكس، إلى أن أحد أفراد العائلة أخبر المحقّقين أن روبنسون أصبح “أكثر ميلاً للانخراط السياسي” خلال السنوات الأخيرة. وأضاف أن ذلك القريب قال أيضاً إن روبنسون، خلال حديث على مائدة العشاء قبل الهجوم، وصف كيرك بأنه “مملوء بالكراهية وينشر الكراهية” وذكر فعالية كيرك المقررة في جامعة وادي يوتا.

تظهر سجلات عامة اطلعت عليها البي بي سي أن روبنسون كان في الماضي مسجلاً كناخب مستقل أو غير منتمي في الولاية. في المقابل، فإن والده ماثيو كارل روبنسون ووالدته آمبر دينيس روبنسون مسجّلان كجمهوريين في سجلات الولاية.

لم يكن روبنسون مسجلاً في جامعة وادي يوتا، موقع الحادث. وتشير سجلات أخرى اطلعت عليها BBC Verify إلى أنه التحق بجامعة ولاية يوتا في لوغان لفصل دراسي واحد عام 2021، ورُبما كان يدرس الهندسة؛ وتُظهر صورة له من ذلك العام واقفاً أمام لافتة الجامعة حاملاً رسالة قبول.

يقرأ  بين خيار الحرب أو الاتفاق... نتنياهو يحسم قراره والجيش الإسرائيلي يستعد لاقتحام مدينة غزة

يقول المحقّقون إن روبنسون كان غارقاً في ثقافة الإنترنت، استدلّوا على ذلك بنقوش وُجدت على أغلفة الطلقات المرتبطة بالقضية. إذ حملت غلافتان نقوشاً يرجع تفسيرها إلى مزاح التروول الإلكتروني: على إحدى الأغلفة المستخدمة سُجلت عبارة “notices bulges OwO what’s this?”، وهي إشارة محتملة إلى ما يُعرف بـ’كوبيباستا’، ونُقشت على غلاف آخر غير مستخدم عبارة “If you read this, you are gay lmao” — كذلك مزحة ترولّية واضحة.

في المقابل، حملت أغلفة أخرى رموزاً يمكن تفسيرها كتعاطف مع حركة “أنتيفا” المناهضة للفاشية، وهو تجمع فضفاض من نشطاء اليسار المتطرف الذين كانوا ناشطين في الولايات المتحدة خلال العقد الماضي وغالباً ما يحتجون ضد سياسات ترامب والجماعات اليمينية المتطرفة. على إحدى الأغلفة غير المستخدمة وُجدت العبارة “Hey fascist! Catch!” مصحوبة بأسهم تشير إلى أعلى، يمين، وثلاث أسهم لأسفل. يمكن أن ترمز الأسهم الثلاثة لأسفل وحدها إلى رمز شائع لمناهضة الفاشية، وبالنظر إلى التسلسل ككل فقد يُشار به إلى شفرة غش في لعبة فيديو — لكن هذا التفسير يبقى غير واضح، ولم تُصدر السلطات حتى الآن صوراً لتلك الأغلفة.

كما نُقشت على غلاف ثانٍ كلمات من أغنية “Bella Ciao” التي تُخَلِّد مقاتلي المقاومة الإيطالية في حقبة الحرب العالمية الثانية الذين قاوموا النازية.

أشار المحقّقون أيضاً إلى نشاط روبنسون على منصة ديسكورد، المنصة الاجتماعية التي يستخدمها اللاعبون أساساً لكنها باتت شائعة بين مجتمعات أخرى. وذكر محقّقون أن زميل سكناه عَرَض عليهم سلسلة رسائل على ديسكورد من حساب باسم “Tyler” تشير إلى نقطة إسقاط للبندقية وتعليمات حول استعادتها وإخفائها.

يظل روبنسون محتجزاً بينما يتهيأ المدعون لوجه تهم رسمية. وتستمر التحقيقات في خلفيته ودوافعه وانتماءاته المحتملة في ما تصفّه السلطات بأنه واحد من أبرز الاغتيالات السياسية في تاريخ امريكا الحديث.

يقرأ  نساء محاصرات في منظومة الصحة النفسية

أضف تعليق