تولت سوشيلا كركي، الرئيسة السابقة للمحكمة العليا في نيبال، منصب رئاسة الحكومة المؤقتة بعد احتجاجات واسعة ضد الفساد أفضت إلى الإطاحة بالحكومة الحالية.
أدت مراسم أداء اليمين القصيرة إلى تنصيب كركي، البالغة من العمر 73 عاماً، لتصبح أول امرأة تتولى قيادة هذه الدولة الفقيرة الواقعة في جبال الهيمالايا، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق مع قادة الاحتجاجات.
أسفرت الاشتباكات مع قوات مكافحة الشغب خلال احتجاجات هذا الأسبوع عن مقتل أكثر من خمسين شخصاً، وقد اندلعت التظاهرات احتجاجاً على قرار حظر منصات التواصل الاجتماعي. رُفع الحظر يوم الإثنين، لكن الاحتجاجات كانت قد تحولت بحلول ذلك الوقت إلى حركة شعبية عارمة. حشود غاضبة أحرقت مبنى البرلمان ومقار حكومية في العاصمة كاثمندو، مما اضطر رئيس الوزراء كيه. بي. شارما أولي إلى تقديم استقالته.
أكد مستشار الرئيس رام تشاندرا بوديل لوسائل الإعلام أن كركي ستؤدي اليمين مساء الجمعة، بعد التوصل إلى اتفاق بين الرئيس وقادة الاحتجاجات عقب أيام من المشاورات شارك فيها خبراء قانونيون.
من المتوقع حل البرلمان قريباً، وتكلف الحكومة المؤقتة بتنظيم انتخابات عامة خلال ستة أشهر. تُعرف كركي بسمعتها النزيهة، ويحظى تكليفها بدعم قادة طلاب من جيل “الجن زد” لتولي إدارة الشؤون العامة في المرحلة الانتقالية.
زارَت كركي يوم الثلاثاء موقع الاحتجاجات في العاصمة حيث قُتل 19 شخصاً في اشتباكات مع الشرطة قبل يوم، كما التقت بعض الجرحى الذين يتلقون العلاج في المستشفيات. ولدت في عائلة لها صلات وثيقة بسلالة كويرالا السياسية من حزب المؤتمر النيبالي، ثم تزوجت من دورغا سوبيدي الذي كان آنذاك قيادياً في الحزب. وقد أشارت إلى أن دعم زوجها كان له دور كبير في مسيرتها من محامية إلى منصب رئيسة المحكمة العليا عام 2016.
لم تخلُ مسيرة كركي من الجدل، إذ واجهت محاولة عزل خلال ولايتها التي استمرت قرابة أحد عشر شهراً. ونشرت القوات العسكرية دوريات في شوارع العاصمة كاثمندو بينما تكافح البلاد أسوأ اضطرابات تشهدها منذ عقود.
وكانت شرارة الاحتجاجات قرار الحكومة الأسبوع الماضي بحظر 26 منصة تواصل اجتماعي من بينها واتساب وإنستغرام وفيسبوك، لكنه سرعان ما توسع ليعكس استياءً أعمق من النخبة السياسية. وفي الأسابيع التي سبقت الحظر، انطلقت حملة على وسائل التواصل تحت وسم “nepo kid” تسلط الضوء على أساليب حياة أبناء المسؤولين الفاخرة وتوجه إليهم اتهامات بالفساد.
ورغم أن الحظر أُلغِي بسرعة في ليلة الإثنين، فقد اكتسبت الاحتجاجات زخمًا لا يُردّ، مما أدى إلى تغييرات جذرية في المشهد السياسي.