قصف إسرائيلي جوي ومدفعي متواصل يستمر في استهداف قطاع غزة، ما أدى يوم الجمعة إلى مقتل ما لا يقل عن 65 شخصاً، بينهم 14 من أفراد عائلة واحدة.
أفادت مصادر طبية بأن 48 قتيلاً بينهم سقطوا في مدينة غزة وشمال الأراضي المحاصرة. مراسل الجزيرة هاني محمود من مدينة غزة وصف الأجواء بأنها ليلة أخرى «بلا نوم».
قال محمود إن القوات الإسرائيلية تستخدم أجهزة متفجرة تُشغّل عن بُعد في أحياء عدة، إلى جانب هجمات جوية ومدفعية كثيفة تغطي أجزاء واسعة من الجهة الشرقية لمدينة غزة. وأضاف أن الجيش يستخدم تكتيكاً ترهيبياً يتمثل في إضاءة سماء المدينة، واستُخدمت ليلتين متتاليتين قنابل إضاءة، ما خلق ذعراً بين المهجّرين الذين أُكرهوا على البحث عن ملاجئ حيثما وجدوا مكاناً.
أسفر هجوم إسرائيلي واحد على منزل في منطقة التوام في غزة عن مقتل 14 فرداً من عائلة السطلان، بحسب تقارير محلية.
أدانت حركة حماس غارات الجمعة والهجوم على عائلة السطلان، ووصفت ما يجري بأنه حملة «إرهاب وجرائم حرب منظَّمة» عبر تدمير أبراج سكنية واستهداف السكان المدنيين، معتبرة أن هذه الأفعال انتهاك واضح للقانون الدولي. كما نددت بـ«السكوت والتواطؤ العالميين»، وقالت إن ذلك يزيد من جرأة حكومة بنيامين نتنياهو لمواصلة ما وصفته بتكثيف الإبادة الجماعية والتهجير القسري للفلسطينيين.
تصاعد الدخان بعد استهداف مبنى في مدينة غزة، وأفاد مصدر في مستشفى الأهلي القريب بأن طلقات طائرة دون طيار قتلت طفلاً وأصابت آخرين في حي الدراج. وفي مكان آخر، تسببت هجمات إسرائيلية في تدمير مدرسة داخل مخيم الشاطئ للاجئين شمال غزة، كانت قد احتضنت عدداً كبيراً من النازحين إلى أن أُجبروا مرة أخرى على الخروج إلى الشوارع.
في غرب مدينة غزة استهدفت غارة مجموعة سكنية تضم برجاً سكنياً مقابل منشأة طبية تابعة للأونروا؛ والبرج لا يزال قائماً بحسب ما يُعرف لكنه تعرض لأضرار بالغة، بينما دُمّر التجمع السكني بالكامل.
وفي بيان نشر على منصة إكس يوم الجمعة، أفاد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف 500 هدف في مدينة غزة خلال هذا الأسبوع، في إطار تقدم عسكري لفرض تهجير نحو مليون ساكن والسيطرة على المنطقة. صادق مجلس الأمن الإسرائيلي في أغسطس على خطة يقودها نتنياهو لاحتلال عسكري لمدينة غزة، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف.
ومع ذلك، قالت دائرة الإعلام الحكومي بغزة يوم الجمعة إن أكثر من 1.3 مليون فلسطيني، من بينهم 350 ألف طفل، ما يزالون في مدينة غزة وشمالها رغم القصف المتواصل وتهديدات الإخلاء القسرية.
«هذه ليست حياة»
مع دفع إسرائيل نحو تهجير سكان مدينة غزة إلى جنوب القطاع، يؤكد الفلسطينيون أن لا مكان آمناً في الأراضي المحاصرة. مئات الآلاف مكتظون داخل خيام مؤقتة في منطقة المواصي بخان يونس، التي صنفتها إسرائيل «منطقة إنسانية» وتفتقر إلى مياه وصرف صحي وخدمات أساسية أخرى.
وقال شادِة الواوي، نازحة من المواصي، للجزيرة: «هذه ليست حياة». يبدو أن النص المطلوب إعادة صياغته وترجمته لم يُرفق. هل يمكنك تزودي بالنص الذي تريد أن أعمل عليه؟