شو شيبويا، المراقب اليقظ دوماً، معروف بتأملاته اليومية التي تغطّي أغلفة صحيفة نيويورك تايمز. من تعليقاته الحادة على أحداث العالم إلى تدرجاته الهادئة التي تحاكي السماء، تشكّل لوحاته سجلاً ملموسًا للحياة المعاصرة، تستحضر عناصر نتحكّم بها وأخرى خارجة عن إرادتنا.
يعود شيبويا هذا الشهر إلى معرض يونت لندن بعنوان “سقوط من السماء” — مجموعة من الأعمال المشبّعة بقطرات تخلق خدعة بصرية على السطح. وعلى الرغم من أن المطر غالبًا ما يُستبعد أكثر من الشمس الساطعة والسماء الصافية، إلا أن الهطول يشكّل مصدر إلهام لا ينتهي بالنسبة له؛ يشاهد الغيث “يرقص وينساب فوق الزجاج، مُشكِّلاً أنماطًا متغيّرة، تاركًا خطوطًا تتبع الهوا” ويضيف: “أحب أنماطها لأنها لا تتكرر أبدًا، فريدة دومًا.”
تضمّ المعرض ثلاثين لوحة بالأكريليك، يذكّرنا فيها الفنان بتنوُّع الطقس الممطر: أحيانًا نطلّ فلا نرى سوى الضباب، وأحيانًا تبهركنا قوس قزح حيّ الألوان. لكنه يعترف بأنه يفضّل الطقس الرطب الرمادي؛ يتذكّر: “التقيت بزوجتي في يومٍ كهذا. كان المطر يهطل بغزارة عندما دخلنا مطعمًا يابانيًا هادئًا، كلٌّ منا ممسوك بمظلته. وكانت كلماتنا الأولى، بطبيعة الحال، عن المطر.”
وبرغم تبجيله للمطر، لا يتغاضى عن معنى رؤيته للغيوم الداكنة في أماكن أخرى من العالم. يقول: في مناطق أخرى، السماء ليست رقيقة؛ لا يسقط المطر هناك بل القنابل. نفس الغيوم الرمادية التي تمنحني الراحة هنا تُلقي بظلال الخوف في أماكن أخرى. حيث أرى جمالاً، يرى آخرون دخانًا. دمارًا. صمتًا لا يكسره ندى لطيف، بل انفجارات. ذلك التباين يبقى معي. هذه اللوحات ليست مجرد دعوات للتوقّف والتأمل، بل تذكير بما تبدو عليه السلامة — وبمدى هشاشتها.
المعرض “سقوط من السماء” مُتاح للزيارة من 20 أغسطس إلى 17 سبتمبر. يمكنكم الاطّلاع على أرشيف أعمال شيبويا على إنستغرام.
هل تهمّك قصص وفنون مثل هذه؟ اصبح عضوًا في كولوسال الآن وساهم في دعم النشر الفني المستقل.
مزايا العضوية:
– إخفاء الإعلانات
– حفظ مقالاتك المفضلة
– خصم 15% في متجر كولوسال
– نشرة إخبارية خاصة بالأعضاء
– التبرّع بنسبة 1% لِتأمين لوازم فنية لصفوف K–12