الولايات المتحدة تدين خطة بكين لإعلان «محمية طبيعية» في بحر الصين الجنوبي

خطة الصين لإعلان محمية طبيعية في شعاب سكااربورو تثير ردود فعل قوية من الفلبين والولايات المتحدة

أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو دعمه لموقف مانيلا الرافض لمبادرة بكين تحويل الشعاب المتنازع عليها إلى «محمية طبيعية»، واعتبر الخطوة جزءاً من سياسة أوسع للضغط والإكراه في بحر الصين الجنوبي. وكتب روبيو يوم الجمعة على منصة التواصل الاجتماعي X أن الولايات المتحدة «تتضامن مع حليفتها الفلبين في رفض الخطط الصينية المزعزعة للاستقرار لإنشاء محمية وطنية عند شعاب سكاربورو».

واعتبر أن إعلان بكين يندرج ضمن محاولات قسرية جديدة لتوسيع مطالبها البحرية والإقليمية على حساب جيرانها واستقرار المنطقة، وأن وصف الشعاب بأنها محمية بيئية هو ذريعة لشرعنة ممارسات تضغط على دول الجوار وتتجاهل حقوقها.

من جهتها، كشف مجلس الدولة الصيني عن نيته إقامة محمية طبيعية تمتد على نحو 3500 هكتار (حوالي 8,650 فداناً) على هذه الجزيرة المرجانية، وقدم المشروع بوصفه «ضماناً مهماً للحفاظ على التنوع والاستقرار والاستدامة».

تقع شعاب سكاربورو على بعد نحو 240 كيلومتراً غرب جزيرة لوزون الرئيسية في الفلبين، وهي ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين، غير أنها ظلت تحت سيطرة بكين منذ عام 2012. وقد أثار إعلان بكين ردة فعل حادة في مانيلا، حيث وعدت وزارة الخارجية الفلبينية بتقديم «احتجاج دبلوماسي رسمي ضد هذا الإجراء غير الشرعي وغير المشروع».

ونقلت وسائل إعلام فلبينية عن مستشار الأمن القومي الفلبيني ادواردو آنو قوله إن ما يسمى «محمية جزيرة هوانغيان الوطنية» يعد أمراً «صارخاً في مخالفة القانون». واستند آنو إلى انتهاكات اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS)، وإلى حكم التحكيم الصادر عام 2016 الذي جاء لصالح مانيلا بشأن مزاعم بكين في المنطقة، وإلى إعلان السلوك لعام 2002 بين دول بحر الصين الجنوبي.

يقرأ  إسرائيل تعرب عن أسف عميق إثر الضربة التي استهدفت مستشفى ناصر في غزة

وقال آنو إن «الخطوة ليست في جوهرها لحماية البيئة بقدر ما هي محاولة لتبرير السيطرة على معلم بحري جزء من أراضي الفلبين ومياهه داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة»، مضيفاً أنها «ذريعة واضحة نحو احتلال محتمل لاحق».

ورأى محللون فلبينيون أن بكين قد تكون بصدد اختبار عزيمة مانيلا في تأكيد مطالبها الإقليمية. ونقلت صحيفة BusinessWorld عن خوليو إس. أمادور الثالث، رئيس شركة Amador Research Services المتخصصة في المخاطر الجيوسياسية، قوله إن «الصين سترغب على الأرجح في رؤية رد فعل الفلبين؛ وإذا لم تشهد رداً فعالاً، فثمة احتمال قوي أن تحاول تنفيذ الأمر نفسه على ميزات بحرية أخرى».

وفي خطوة لتعزيز قدراتها الدفاعية المشتركة، أجرت الفلبين وأستراليا وكندا الشهر الماضي تدريبات بحرية مشتركة شرق شعاب سكاربورو، شملت محاكاة هجمات جوية وسبل التصدي لها. من جانبها، أكدت بكين عزمها على الدفاع عن المنطقة.

وتؤكد الصين سيادتها على ما يقرب من كامل بحر الصين الجنوبي — ممر بحري استراتيجي يمر عبره أكثر من ثلاثة تريليونات دولار من التجارة سنوياً — رغم وجود مطالبات إقليمية متنافسة من الفلبين وبروناي وماليزيا وفيتنام.

أضف تعليق