نيبال تحدد ٥ مارس موعدًا للتصويت وتخفّف القيود مع تولّي الحكومة المؤقتة مهامها

نيبال تُعيّن أول امرأة في منصب رئيسة الوزراء لتقود حكومة انتقالية بعد اضطرابات دامية

نُشر في 13 سبتمبر 2025

اختارت الدولة الجبلية النيبالية أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في تاريخها، لتقود حكومة انتقالية عقب موجة احتجاجات شعبية غير مسبوقة. أعلن الرئيس رامشندرا باوديل حلّ البرلمان المكوّن من 275 مقعدًا وتحديد موعد الانتخابات في الخامس من مارس المقبل، بعد ساعات من تعيين سوشيلا كاركي، القاضية العليا السابقة ووجهة مكافحة الفساد، كرئيسة للحكومة المؤقتة.

تعود جذور الاحتجاجات التي قادها شباب جيل زد إلى قرار حكومي بحجب منصات التواصل الاجتماعي، وتحوّل السخط السريع إلى حركة أوسع تُدين الفساد والمحسوبية داخل النخبة السياسية. شهدت العاصمة وبعض المدن الأخرى إحراق مبانٍ عامة، بما في ذلك مقر البرلمان ومنازلٍ لقيادات سياسية، الأمر الذي أجبر رئيس الوزراء السابق كي. بي. شارما أولي على الاستقالة.

سُجّلت خلال الاحتجاجات، بحسب الشرطة، وفاة 51 شخصًا على الأقل، بينهم 21 متظاهرًا وتسعة سجناء وثلاثة عناصر شرطة و18 شخصًا آخرين. وتم إعادة نحو ألف سجين فرّوا من سجون متعدّدة، بينما لا يزال أكثر من 12,500 هاربين قيد المطاردة.

بدأت الحياة تعود تدريجيًا إلى طبيعتها في نيبال التي يقطنها نحو 30 مليون نسمة، إذ رفعت السلطات السبت حظر التجوّل وبعض التعليمات المقيدة في كاتمندو، رغم أن مناطق حسّاسة ما تزال مغلقة أمام الجمهور. وقد أعلن المسؤولون تخفيف القيود تدريجيًا مع دعوات للحذر والحفاظ على الأمن.

كان الغضب الشعبي أيضًا نتيجة لتردٍ اقتصادي حاد؛ إذ يشتكي كثير من الشباب خصوصًا في المناطق الريفية من قلّة فرص العمل بينما يعيش قادة السياسة وأبناءهم حياة مترفة، ما دفع ملايين النيباليين للبحث عن عمل في دول الخليج وكوريا الجنوبية وماليزيا.

يقرأ  نيبال تعيّن أول رئيسة وزراء بعد اضطرابات دامية

جرت مفاوضات حامية استمرّت يومين بين الرئيس رامشندرا باوديل وقائد الجيش وأطراف الاحتجاجات قبل التوصل إلى اتفاق يقضي بتعيين كاركي رئيسة للحكومة المؤقتة. قاد المفاوضات قائد الجيش أشوك راج سيجديل وقيادات الحراك المدني العمل من أجل حل يخرج البلاد من أسوأ أزمة تشهدها منذ سنوات.

رحّب الجار الهندي بتعيين كاركي، حيث قدّم رئيس وزرائها ناريندرا مودي تهانيه عبر منصة “إكس” مؤكّدًا التزام الهند الكامل بسلام وتقدّم وازدهار نيبال وشعبها. أما بكين فلم تصدر رد فعل فوريًا، لكنها دعت إلى ضبط النفس وحماية المدنيين والعمل على إعادة الاستقرار.

أضف تعليق