جوازات • مطبوعات • احتجاج لمحات من معرض كتب الفن في نيويورك

ختم «عادي» في مكتب شؤون 4N

قالت موظفة القنصلية شيرلي فان بابتسامة ساخرة: «مجلة فنية! عمل مهم جداً يا لاكشمي. وصدقيني، أحب أن أمنح التأشيرات استثنائية المواهب للكل. لكن عليكِ أن تلقي نرد الحظ لتحددي مستقبلك». هبط النرد اللامع الضخم على خانة طلب تقديم أدلة إضافية، وفان ختمت صفحة وثيقة سفري المزيّفة بحبر أحمر كبير كتب عليه «عادي».

طمأنتني: «هذا يعني فقط أن عليكِ العودة وتقديم أدلة تثبت أنك موهبة استثنائية. الأمر بسيط—we both know it.» أعادت إليّ جوازاً برتقالي اللون يحمل صورتي وطلباً غريباً للزيارة المقبلة: «دليل على أن عطستك تحدث تحديثاً فوربز لقائمة الأكـثر تأثيراً». كانت لحظة تمزج العبث بالواقعية المريرة.

المعرَض في الطابق الثاني

في ليلة افتتاح معرض Printed Matter لــ NY Art Book Fair في MoMA PS1، كدت أغفل جناح القنصلية التفاعلي 4N المخبأ في الطابق الثاني. نظمته مجلة 4N، التابعة لاستوديو Special Special، وهي منشور نصف سنوي يسلط الضوء على فنانين دوليين يعملون في الولايات المتحدة. كانت القنصلية السخرية في شكل مؤسسة رسمية مزيفة: وثائق سفر شخصية تدعو مواطنين أميركيين، مثلي، «الذين عادة لا يمرّون بتجربة استخراج التأشيرات المرهقة أو زيارة البعثات الدبلوماسية»، لمواجهة عشوائية منظومة الهجرة.

النسخة التاسعة عشر من المعرض عادت الى متحف كوينز بعد سنوات قضاها في مبنى بريدج في تشيلسي، حيث بدا الفضاء أوسع للتنفس والتواصل. ومع ذلك، حملت مشاركات دور النشر المستقلة نفسها الروح التعاونية والتمرد على الحدود والإمبريالية، صدى لتقاليد الطباعة والنشر الراديكالي؛ هنا تتجاوز القراءة حدود الجغرافيا والهوية والشكل.

أيديّ دقيقة وكتب من نسيج

جذبتني كتيبات نسيجية رقيقة وكتب صور قابلة للطي وصور مطرزة للقطط عند ركن simple project NY. قالت كيريكو شيروبايشي وماسامي هيرانو، اللتان التقتا كطفلتين في اليابان، إن المجموعة تتبنى منظوراً شتوياً/شتاتياً — معظم الفنانين من اليابان لكنهم يعيشون في دول مختلفة، ويتشاركون حساسية مشتركة بينما يتعامل كل منهم مع وسائط مختلفة.

يقرأ  كليمان دوليبينمدير «آرت بازل باريس»يتولى قيادة مؤسسة «لافاييت أنتيسيباتيون»

بين الطابعات كانت can can press من مكسيكو سيتي تحتفل بدخولها الخامس للمعرض. تصفحت كتباً مطبوعة بالريزو، وتبادرت أسماؤها وأعمالها الصغيرة التي تجمع بين الحميمي والنقدي. الجو العام مزج الدعابة مع الالتزام المجتمعي: إعلانات عن افتتاحيات، طاولات موسيقية، ووعود لمرات مجانية تؤدى كدعابات ليلية.

دور نشر جديدة وصوتٌ شعبي

أحضرت دور نشر جديدة مثل Relámpago من بوغوتا مطبوعات من ملصقات مناهضة للاستعمار إلى كتب مصغرة مرسومة بأحرف لوحة المفاتيح، بينما عرضت Mizna من توين سيتيز مجلاتها التي تركز على الفنانين العرب وشرق البحر المتوسط وشمال أفريقيا. قالت المديرة التنفيذية إلي كيفوركيان إن المجلة تأسست قبل خمسة وعشرين عاماً لعرض أصواتنا بشروطنا، من دون الاضطرار للاعتماد على سرديات سائدة حول ما يعنيه أن تكون عربياً أو عربياً-أميركياً أو من سكان SWANA.

اشارت الى أنهم يعملون على «كتيب غزة» ثنائي اللغة بالعربية والإنجليزية، بمساهمات فنية وكتابية من غزة، بتحرير خاص لشاعر غازي وصل الولايات المتحدة لحضور مؤتمر قبل بدء القصف؛ ستُخصص عائدات بعض المطبوعات لمساندته ولعائلته.

قصص جعلت الليلة شخصية

من بين الصور التي بقيت في ذهني وثيقة سفر ماريا بيلين كوريا التي عُرفت كلاجئة سياسية. نشطت كوريا، الأرجنتينية البالغة من العمر 52 عاماً، في الدفاع عن حقوق المتحولين جنسانياً، وكانت أول شخص متحول من أمريكا اللاتينية يحصل على اللجوء السياسي في الولايات المتحدة عام 2004، وأسست أرشيف الذاكرة للمتحولين في الأرجنتين، كما حصدت مشروعها جائزات مرموقة هذا العام. عرضت صفحات كتاب صور ترتيبات من المخطوطات والرسائل وصور لمجتمعها، تذكر بأن التأشيرة هي فصل واحد فقط من قصة أوسع للحياة والنضال.

إضاءة تذكّر بالسياسة الأوسع

في طريقي الى البيت عبر لونغ آيلاند سيتي، بدت أشعة «الإضاءة التذكارية» تخترق الليل الصافي، قاطعة مواسم الطيور وحفض سماء المدينة، مضيقة الربط بين سياسات الهجرة ما بعد 11 سبتمبر وتكتيكات إدارة ترامب المهينة. كان واضحاً أن المعرفة التي تُطبّق تغيّر موازين السلطة؛ وكما شهدت طاولات دور النشر والطابعات والفنانين هناك، فإن صناعة ونشر المعرفة تظل شكلاً من أشكال المقاومة. أرجو تزويدي بالنصّ المراد ترجمته وإعادة صياغته.

يقرأ  لوحة لي أوفانمحور تحقيق رشاوى في كوريا الجنوبية

أضف تعليق