فنانان ينسحبان من ندوة سميثسونيان

انسحب الفنانان نيكولاس غالانين—من شعبيّتي لينغِت وأونانغاكس—والنحاتة المكسيكيّة الأميركية مارغريتا كابريرا من ندوة عقدت اليوم في متحف الفن الأمريكي التابع لسميثسونيان، بتاريخ 12 سبتمبر، مشيرين إلى أن قرار المؤسسة جعل الفعالية خاصة قد شكّل رقابة فعليّة على المتحدِّثين تحت ضغوط من إدارة ترامب.

كتب غالانين في بيان نشره على إنستغرام أنه «ينحدر من سلالة تحمّلت محاولات للمحو عبر إسكات ثقافيّ ولغويّ وروحاني». وأضاف أن عمله «لم يكن ليُصنع لولا أجدادٍ أصرّوا على عدم الصمت، وحملوا ثقافتنا ونقلوا إليّ هذا الالتزام لِأتحدث إلى جمهور أوسع ممّن رأوهم أو سمعوهم».

في رسالة وجهتها كابريرا إلى قيادة المتحف ومشاركي الندوة—اطّلعت عليها Hyperallergic—أفادت أنها عبّرت، خلال اجتماع التخطيط في 23 يونيو، عن استيائها من قرار إبقاء الندوة مغلقة وغير مسجَّلة، وأنه جرى حرمانها من نسخة من قائمة الضيوف الموجّهة بالدعوة.

وقالت كابريرا في الرسالة إنها «كخطوة مقاومة لهذا النوع من القمع الصامت، تختار عدم المشاركة في حوار خاص غير مفتوح للجمهور الذي خُصص لأجله». وأكدت في تصريح لـHyperallergic أن «في وجه القمع، ليس الصمت أو الاستسلام للخوف هو الحل. بالرغم من القمع والترهيب، يستطيع الفنانون ويجب عليهم أن يواصلوا خلق حوارات فنية تفتح المجال للخيال وتلهِم الإحساس بالإنسانية وبناء مستقبلٍ شامل وآمن للجميع». تُعدّ إحدى منحوتات كابريرا التي تُسلّط الضوء على استغلال العمل في مصانع بالمكسيك المورِّدة للمستهلكين الأميركيين جزءًا من مجموعة المتحف.

تزامنت الندوة مع اختتام المعرض الجماعي «شكل القوة: حكايات عن العرق والمنحوتة الأميركية»، الذي يضم عملاً لغالانين؛ وقد دعا المتحف أربعة عشر متحدِّثًا لمناقشة الأبحاث المعروضة يومَي الجمعة والسبت، بحسب المتحدث باسم المتحف.

استُهدف المعرض في الأمر التنفيذي الأول لرئيس الجمهورية ترامب باعتباره نموذجًا لما وصفه «محتوى ضار وقمعي بطبيعته»، وقد انتقد في أمره التنفيذي زعم المعرض بأن «المنحوتة كانت أداة فاعلة في ترويج العنصرية العلمية»، واقترح في توجيهه أن العرق هو «واقع بيولوجي»، متبنّيًا بذلك حججًا زائفة علمياً.

يقرأ  صالة اللاتينيين في سميثسونيان تُغلق بهدوء لمدة تسعة أشهر

استشهد غالانين بقرار سميثسونيان جعل الندوة حدثًا خاصًا متاحًا فقط لـ«قائمة مدقّقة من الضيوف»، وبحظر تسجيل الحدث ومشاركته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بوصفها أساليب لإسكات المشاركين. تضمّن المعرض عمله العام 2016 «الهنـدي الخيالي (توتِم)»، وهو إعادة لصنم توتِم تلينغيت موضوع خلف ورق حائط من العصر الفيكتوري؛ ويُعرض المعرض لمدة عشرة أشهر على أن ينتهي الأحد 14 سبتمبر.

قال متحدث باسم متحف الفن الأمريكي لـHyperallergic إن الحدث لم يُقصَد به أن يكون علنيًا أصلاً. وأوضح أن المتحف قرّر عدم بث الندوة لأن مقدِّمي العروض طلبوا ألّا يُسجّلوا، ما دفع أيضًا إلى منع المشاركة عبر وسائل التواصل. وأضاف أن الفعالية التي امتدّت يوميْن كانت مخصّصة لجمع فنانين وعلماء، وكان متوقَّعًا حضور نحو 250 مدعوًا يومَي الندوة. أعرب المتحف عن أسفه لانسحاب غالانين، لكنه احترم قراره وقدَّر مساهماته في هذا العرض الرائد؛ ولم يعلّق المتحف بعد على انسحاب كابريرا—المؤسسه لم تُصدر تصريحًا إضافيًا حتى الآن.

أفاد مصدر مطلع على تخطيط الندوة، طلب عدم الكشف عن هويته، أنّ قرار جعل الحدث بالدعوة فقط اتُّخذ لحماية المتحف والمتحدِّثين من مزيد من الاستهداف من قبل إدارة ترامب. وقال المصدر: «ان قرار جعل الفعالية بالدعوة وعدم التسجيل أو البث اتُّخذ بالتحديد بسبب الأوامر التنفيذية لترامب التي استهدفت معرض شكل القوة. الفكرة، على ما أفهم، كانت ضمان أمن الحدث وعدم تحويل المتحف إلى هدف أكبر لدى الإدارة، وكذلك تمكين المتحدِّثين من الكلام بحرية».

لم تُدرج الندوة على الموقع الإلكتروني. وكان المتحف في السابق ينشر معلومات عن ندواته ومحاضراته على موقعه وغالبًا ما يرفق تسجيلات مجانية للفعاليّات. الدخول إلى متاحف سميثسونيان مجاني للجمهور عمومًا—باستثناء متحف كوبر هيويت في نيويورك—وسجّلت عدة فعاليات وندوات سابقًا على الشبكة للاطلاع العام.

يقرأ  ميسز ومستر تضفي على كينغز هاوايان إطلالة جديدة مبهجةبمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسها

صعّدت إدارة ترامب هجماتها على سميثسونيان في الأسابيع الأخيرة، بنشر قائمة مجمّعة من الأعمال الفنية المثيرة للجدل التي تعترض عليها، من بينها عدة أعمال لفنانين مولودين في المكسيك. سعت البيت الأبيض إلى تطهير المتاحف الأثنتيْن والعشرين والمحمية من ما سمّاه «أيديولوجيا الوعي الاجتماعي» من خلال مراجعة شاملة للبرامج، ووعدت بإصدار «تصحيحات للمحتوى». كما أثارت سحب آمي شيرالد لمعرضها المتنقّل في المعرض الوطني للبورتريه جدلًا واهتمامًا بعد أن قالت إن تناول لوحتها لصورة امرأة متحولة جندت تحت التدقيق داخل المؤسسة.

أعلنت المؤسسة أنها ستجري تقييمًا داخليًا لمحتوياتها وستشارك نتائجه مع البيت الأبيض.

وختم غالانين بيانه بالقول إنه «سيستمر بالتحدّث عبر عمله، وفي فضاءات تُدعم فيها قدرة الفنانين على قول الحقيقة عن الماضي والحاضر، لأن مستقبلنا الجماعي معتمد على قدرتنا على تصوّر وبناء مجتمعات عادلة ومنصفة ومستدامة».

أضف تعليق