آلاف صانعي الأفلام يعلنون مقاطعة المؤسسات السينمائية الإسرائيلية

أكثر من 3500 عامل في صناعة الفيلم وفنّان بصري، من بينهم براين إينو ونان غولدن وسكاي هوبينكا، انضمّوا إلى مقاطعة مؤسّسات سينمائية إسرائيلية يحمّلونها مسؤولية «التورّط في إبادة وفرض فصل عنصري على الشعب الفلسطيني».

تقول وثيقة الالتزام بالمقاطعة، التي نُشرت أمس عن مجموعة النشطاء «عُمّال السينما من أجل فلسطين»، إنّ صانعي الأفلام والممثلين والعاملين في القطاع والمؤسّسات يعون قدرة السينما الهائلة في تشكيل الانطباعات والوجدان العام، ولذلك عليهم أن يمتنعوا عن مدّ الشرعية لمن يفعلون العنف أو يبرّرونه أو يشارك فيه. وتوضح الوثيقة أن مظاهر «التورّط المؤسّسي» تتضمّن تبييض الجرائم أو تبريرها، أو الشراكة مع جهات حكومية متهمة بارتكابها.

تستهدف الحملة مؤسّسات عامة وأطرًا مؤسّسية لا أفرادًا بناءً على هويتهم، حسب صفحة الأسئلة المتكرّرة المرافقة للالتزام. وتشمل القائمة دور العرض، ومحطات البث، وشركات الإنتاج، والمهرجانات الكبرى مثل مهرجان القدس السينمائي ومهرجان حيفا ودوكافيف وتل أبيب فستيفال. وقد تواصلت بعض وسائل الإعلام مع هذه الجهات للحصول على ردود.

استلهم منظّموا الحملة مبادرتهم من حملة «صنّاع الأفلام المتحدة ضد الفصل العنصري» التي أطلقها عام 1987 جوناثان ديمي ومارتن سكورسيزي بهدف الضغط على صناعة السينما الأمريكية لوقف توزيع الأعمال في جنوب أفريقيا خلال نظام الفصل العنصري.

من بين الموقّعين وجوهٌ معتادة على الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين: براين إينو نظم حفلًا خيريًا لصالح فلسطين في لندن، ونان غولدن شاركت في تحرّكات احتجاجية عدّة وانتقدت بشدّة الهجمات المستمرة على غزه. وأكّدت المخرجة البريطانية الفلسطينية فرح نابلسي، التي وقّعت أيضًا، في تصريحٍ لها أنّ على الفنانين «ألّا يصمتوا أمام الفظائع»، وأنّ المقاطعات الثقافية لعبت دورًا محوريًا في تحدّي نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، لذلك يجب أن نتوقّف عن تطبيع أو التعاون مع مؤسّسات تتورّط في إبادة أو فصل عنصري أو استعمار واحتلال الشعب الفلسطيني.

يقرأ  اليونيفيل: طائرات إسرائيلية مسيرة تُلقي قنابل قرب قوات حفظ السلام في لبنان — تصاعد الهجمات الإسرائيلية على البلاد

يتصاعد هجوم الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو على قطاع غزة، وقد اتهم المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب «جريمة حرب تلو الأخرى». تأتي حملة «عُمّال السينما من أجل فلسطين» في سياق تزايد تحرّكات داخل صناعة السينما دعماً للقضية الفلسطينية، من احتجاجات في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي وصولًا إلى تحرّكات في مهرجان البندقية الشهر الماضي.

يؤكّد الموقعون، ومن بينهم سكاي هوبينكا، أنّ السينما والفنون ليستا محايدتين؛ فالأعمال الفنية يمكن أن تُستخدم لتغليف العنف أو لتحدّيه. والمقاطعة خيار فعّال لرفض التواطؤ المؤسّسي، لأن الصوت لا ينبعث فقط من الصور التي ننتجها، بل أيضًا من الطرق والوسائل التي تُنتَج بها تلك الصور.

أضف تعليق