طوابير الانتظار للوقود، لا صفوف الاقتراع، تهيمن على بال كثير من مالاويين مع اقتراب موعد الانتخابات العامة يوم الثلاثاء.
نقص الوقود المستمر، إلى جانب انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي وارتفاع كلفة المعيشة والجوع والفقر وعدم المساواة وفرص العمل المحدودة للشباب، كلها عوامل تغذي شعوراً ملموساً بالإحباط.
المرشحون للرئاسة والبرلمان والمجالس المحلية يتنافسون على أصوات الناخبين وسط خلفية من الشك في إمكانية حدوث تغيير حقيقي.
دليل آخر على ضيق الموارد: الحملة الانتخابية تبدو أخفت مما كانت عليه في السابق. هذا التهدئة في الدعاية حصل رغم أن سباق الرئاسة يُنظر إليه على أنه إعادة مواجهة بين الحاكم الحالي لازاروس تشاكويرا والرجل الذي هزمه في 2020، بيتر موثاركا، إلى جانب خمسة عشر مرشحاً آخرين.
الكَرنفال الانتخابي الملون المعتاد غائب إلى حد كبير؛ القمصان المجانية التي كانت توزَّع بسخاء أقل توافرًا، ولوحات الإعلانات العملاقة على الطرق الرئيسية تفقتَت في العدد.
في طوابير الوقود المتعرجة يضيق الصبر أحيانًا إلى حد التراشق بالأيدي، ما يعكس توترًا يوميًا على الموارد.
إدراكًا لحساسية المسألة، واجه تشاكويرا أزمة نقص الوقود مباشرة في خطاب متلفز قبل ثمانية أيام من فتح مراكز الاقتراع؛ اعترف بالإحباط واعتذر، ثم وجّه اتهامات لمسؤولين قال إنهم فاسدون وتعمّدوا إفساد سوق المحروقات.
وكما الوقود، فإن فرص العمل الجديدة شحيحة. وبيع البنزين والديزل في عبوات بلاستيكية صغيرة بسعر يصل إلى خمسة أضعاف السعر الرسمي أصبح وسيلة للبعض لكسب لقمة العيش.
في مدينة مانغوشي الجنوبية رفض بائعون التحدث إلا ليقولوا، وهم يبتعدون، إن استغلال سائقي السيارات اليائسين هو سبيل البقاء.
مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بأكثر من 30% خلال العام الماضي وعدم تماشي الأجور مع الزيادة، باتت القدرة على توفير الأساسيات أكثر صعوبة. يُعزى جزء من معدل التضخم المرتفع إلى نقص العملات الأجنبية الذي دفع المستوردين إلى شراء الدولار في السوق السوداء بأسعار أعلى، فتمرير التكاليف إلى المستهلك أصبح واقعًا.
أثر الأزمة الاقتصادية على الشباب قد يكون ذا ثقل خاص في هذه الانتخابات، إذ يقارب نصف الناخبين المسجلين أعمارهم أقل من 35 عامًا. ومع ذلك، فإن مرشحي الرئاسة الأبرز سنّهما كبيران؛ تشاكويرا يبلغ 70 عامًا وموثاركا 85 عامًا.
تقول مونيكا تشينوكو، البالغة من العمر 33 عامًا وتعمل في ليلونغوي: “عندما يدلي الشباب بأصواتهم الأسبوع المقبل عليهم أن يفكروا في أزمة الفقر. ينبغي للرئيس المقبل أن يعالج بطالة الشباب”. التصريحات من هذا النوع تعكس امتعاضًا واسعًا؛ كثير من الناخبين الشباب أخبروا وسائل الإعلام أن تكرر المشكلات قلّل من حماسهم؛ “لقد فقدنا الأمل” كما وصفها بعضهم، رغم أمل آخرين في تحول جذري محتمل.
قوافل حملة موثاركا توقفت في قرى على طول طريق باكيلي مولوزي، ولا يزال أنصاره يرددون أن الحياة كانت أفضل في عهده. في تجمع انتخابي بمحافظة ماتشينغا رفعت سيدة مسنّة دلوًا كبيرًا وهتفت بـ”السماد”، مسلطة الضوء على قضية مركزية لملايين الريفيين الذين يعيش 80% منهم على الزراعة الصغيرة.
قيمة السماد تضخمت: رغم وعود بتخفيض سعره، ارتفع إلى ستة أضعاف ما كان عليه في 2019. واتهم الرئيس بعض أحزاب المعارضة بالتواطؤ مع تجار خاصين لتشويه أسعار السماد، في حين تعهدت رئاسة تشاكويرا بإطلاق برنامج مستهدف الشهر المقبل لإعادة الأسعار إلى مستواها المنخفض.
رغم أن تشاكويرا مرَّ بخمس سنوات صعبة في السلطة، فإنه لا يزال متفائلًا ويقدم وعودًا بالمستقبل، من بينها سياسة رئيسية تعد بإيداع 500000 كواشا مالاوية في حسابات فردية لكل مولود بعد الانتخابات، تُتاح هذه الأموال عند بلوغ صاحبها 18 عامًا.
ولا تقل تعقيدات المشهد الانتخابي بتقدم مرشحين سابقين؛ فجويس باندَا، الرئيسة السابقة الوحيدة للبلاد، تعود إلى الساحة الانتخابية مجددًا، ما يزيد من تشكيلة الخيارات أمام الناخبين. يبدو أن النص الذي أردتَ ترجمته لم يُرسل. هلّ يمكنك لصق النص هنا كي أعيد صياغته وأترجمه إلى العربية بمستوى C2؟