ناشط يحذّر: إهمال المجتمعات البدوية في إسرائيل قد يؤدي إلى كارثة

هاغاي ريزنيك يحذر من أن عقوداً من الإهمال تجاه مجتمع البدو في النقب قد تنبئ بوقوع كارثة، مشيراً إلى انتشار أسلحة غير مرخّصة، وارتفاع مستويات الجريمة، ونقص الدعم الرسمي كقضايا محورية.

ريزنيك، من معهد ريفمان لتنمية النقب، شدّد السبت على أن الإهمال المتراكم يهدد استقرار المنطقة ويستوجب تدخلاً فورياً ومنهجياً من الدولة.

أغلب السكان في القطاع البدوئي سلوكهم طبيعي، بحسب ريزنيك؛ غير أنه ركّز على مشكلات كبرى، بما في ذلك عشرات آلاف الأسلحة غير القانونية المتداولة داخل المجتمع، وحالات ابتزاز متكررة، وجرائم متنوعة تؤثر على السلم الأهلي.

وحذّر قائلاً إن الدولة “لا تفهم أن تصورها عن البدو في النقب سينفجر في وجه الجمهور”، في إشارة إلى خطورة استمرار تجاهل الواقع الميداني.

وأوضح أن اعتراضه ليس موجّهاً ضد رئيس وزراء معين أو سياسات حكومة بعينها، بل هو اعتراض على الإهمال ونقص الفهم لدى الدولة ككل. وأضاف أن معالجة القضية تتطلب استخدام أدوات الدولة بقوة، بدءاً من التنمية الاقتصادية، واندماج السكان في سوق العمل، وصولاً إلى فرض حدود تنظيمية وتطبيق القوانين التشريعية المعنية بالملكية والإسكان.

بعض الوزارات تستمع، لكنه أضاف أنه لا يوجد إدراك بأن الحل يتطلب تعاوناً بين الوزارات وعدم عمل كل جهة بمعزل عن الأخرى.

المجتمع البدووي في جنوب إسرائيل انعقد مع صحفيين مطالباً بالعدالة لوفاة قريبهم أسامة ابو عيسى الذي أعدمه إرهابيو حماس خلال هجوم السابع من أكتوبر قرب قرية حورة (9 نوفمبر 2023)، وهو تجمع يعكس أبعاد المأساة وتأثيرها على العائلات المحلية.

من خلال عمله في معهد ريفمان، شارك ريزنيك في إعداد خطط للنهوض بالنقب وتحسين جودة الحياة لسكانه اليهود والبدو على حد سواء؛ لكنه نبه إلى أن وجود نحو 150 ألف بدوي يعيشون في أكواخ من الصفيح، بينما الجهة المنظمة لا تملك صلاحيات قانونية فعلية وتُسجّل وتضبط نسبة ضئيلة جداً، إن وُجدت، من دعاوى الملكية، يمثل مشكلة مركزية تؤدي إلى إهمال مستمر للمستوطنات البدوية.

يقرأ  تحول تيك توك نحو الذكاء الاصطناعي يهدد وظائف مراجعي المحتوى في المملكة المتحدة

يعمل ريزنيك أيضاً على برنامج تربوي في المجتمع؛ ويؤكد أن عدداً كبيراً من الطلاب البدو لا يدرسون ضمن منظومة التعليم الإسرائيلية، ما يُوسع الهوة بين المجتمعات ويعرقل فرص الاندماج.

اتهم الدولة بتحمل مسؤولية الوضع، وقال إن بدلاً من تعزيز تعليمٍ إسرائيلي نوعي يسهِم في الاندماج الاجتماعي، هناك نقص في الحوافز الاقتصادية الحقيقية، مع غياب الإجراءات الضرورية لمكافحة الجريمة الخطيرة والبحث والاعتقال الإداري المطلوبين لمصادرة الأسلحة غير القانونية.

تقديرات معهد ريفمان تشير إلى وجود أكثر من 100 ألف سلاح ناري غير قانوني، وهو ما يجعل المجرمين في المنطقة مسلّحين تقريباً بنفس قدر تسليح اجهزة شرطة إسرائيل في منطقة الجنوب. “هذا يعرض الجميع للخطر، سواء السكان اليهود أو غالبية السكان البدوئين المنضبطين”، حذّر ريزنيك.

النقب يدفع ثمناً باهظاً، وسيستمر في دفع ثمنٍ أكبر إذا استمر الإهمال، بحسب تحذيره، مع التأكيد أن تبعات الأزمة ستطال أيضاً مناطق في وسط إسرائيل إذا لم تُعالَج جذرياً.

غالبية سكان البدو قانونيون وراقون، لكنه حذّر من أن التوازن سيُختل إذا استمر الإهمال؛ “نحن على بعد خطوة واحدة من الانهيار”، كما قال.

وأخيراً، أشار ريزنيك إلى أن الذين ينتقدون إهمال الدولة من بين أصدقائه البدو يشعرون بالخوف من التعبير عن رأيهم علناً لأنهم يتعرضون لتهديدات، ما يعمّق حالة الصمت ويعيق المسار الإصلاحي.

أضف تعليق