أزمة سياسية تهزّ صربيا: معسكران متنافسان ينظّمَان تجمعات واحتجاجات موازية

لا توجد مؤشرات على تراجع الاحتجاجات المناهضة للحكومة، التي اندلعت منذ أكثر من عشرة أشهر.

نُشر في 14 سبتمبر 2025

تستمر صربيا في الانزلاق داخل أزمة سياسية عميقة، حيث تشهد البلاد مظاهرات متوازية يشارك فيها محتجون مناوئون للحكومة وأنصار الرئيس ألكسندر فوچيتش في مدن البلقان المختلفة.

نظّم الطرفان فعاليات يوم السبت، إذ تدخلت الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر على خلفية انهيار سقف محطة قطار في مدينة نوفي ساد شمال البلاد، ما أسفر عن مقتل 16 شخصًا، وهو الحدث الذي أشعل شرارة الاحتجاجات.

في بداياتها، طالب الحراك الطلابي بالتحقيق في الفساد الذي يُعتقد أنه تسبب في المأساة وبالعدالة لضحايا الانهيار. ثم تطوّرت المطالب لتشمل الدعوة إلى استقالة فوچيتش.

يُقلل فوچيتش من شأن المحتجين ويصفهم بـ«الإرهابيين»، وقد لجأ حزب التقدميين الصربي التابع له مؤخرًا إلى تنظيم مسيرات مضادة في محاولة للحفاظ على قبضته الصلبة على السلطة.

لم تُبلّغ عن حوادث كبرى يوم السبت، لكن وردت تقارير عن اشتباكات قصيرة في العاصمة بلغراد، حيث دفعت قوات مكافحة الشغب المحتجين بعيدًا بينما انضم فوچيتش إلى بعض أنصاره.

في وقت سابق من الأسبوع، احتشد آلاف في بلغراد للاحتجاج على سياسات الحكومة. وخلال التظاهرة، قالت نيكولينا سينديليتش، طالبة اعتُقلت خلال احتجاجات أغسطس، إنها تعرضت لسوء معاملة أثناء احتجازها.

«ضربونا لأنهم يخافون منا»، قالت سينديليتش وهي تقف أمام مقر وحدة شرطة خاصة. وأضافت: «ضربونا وسيضربوننا لأنهم يدركون أن الأمر انتهى بالنسبة لهم».

تفاقم قمع الحكومة للحراك الاحتجاجي في الأسابيع الأخيرة، ويتهم المتظاهرون الشرطة بعنف مفرط. وحتى الآن، أقالت السلطات أكثر من مئة أستاذ جامعي واستبدلتهم بموالين لفوچيتش.

«لدينا مشكلة في بلغراد»، قالت مفوضة التوسع الأوروبية مارتا كوس خلال زيارة إلى النمسا في 8 سبتمبر. وأضافت: «للناس الحق في الاحتجاج. يجب أن يتوقف العنف الشديد في شوارع صربيا، ولا بد من وضع حد للأعمال التخريبية الكثيرة. نتوقع من الشرطة أن تتصرف بما يتوافق مع احترام الحقوق الأساسية».

يقرأ  الكوميديا والشجاعة: حياة وموت محمود شُرّاب من غزة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

أضف تعليق