إسرائيل تصعّد غاراتها على غزة وتهدد السكان بضرورة الانتقال جنوباً | أخبار غزة

نُشر في 14 سبتمبر 2025

الجيش الاسرائيلي يكثف عملياته العسكرية في مدينة غزة ويفرض ضغوطاً متزايدة على السكان لإخلاء المدينة صوب الجنوب، مع تسارع الهجمات وقصّف متواصل.

بحسب منشور للجيش على منصة X، أفاد بأنه أكثر من 250 ألف شخص فرّوا من المدينة، بينما تحث القوات المواطنين المتبقين على التحرك عبر شارع الراشد باتجاه منطقة المواسي أو المخيمات في وسط غزة.

قال هاني محمود، مراسل الجزيرة: «رغم القصف العنيف على مدينة غزة، بقي كثير من السكان في منازلهم أو عادوا إليها بعد لجوئهم إلى مناطق أخرى؛ لأن مناطق الإخلاء التي حددتها إسرائيل مكتظة بشكل يائس وتفتقد الموارد الأساسية، وعلى رأسها مياه صالحة للشرب».

تقديرات الأمم المتحدة أواخر أغسطس أشارت إلى أن نحو مليون فلسطيني يعيشون في داخل وخارج المركز الحضري الأكبر في غزة، حيث بدأت تظهر مؤشرات المجاعة بعد أشهر من تدهور الأوضاع الإنسانية.

الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ناشدا إسرائيل التراجع عن خططها لاقتحام المدينة، محذرين من أن مثل هذا الهجوم قد يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.

مراسل الناطق العربي باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، قال السبت على X: «أكثر من ربع مليون من سكان مدينة غزة غادروا المدينة حفاظاً على سلامتهم». غير أن جهاز الدفاع المدني في غزة كذّب هذا الرقم وأبلغ أن أقل من 70 ألف شخص نجحوا في المغادرة فعلياً.

الجيش وزّع يوم السبت منشورات تحذر سكان الأحياء الغربية من الاستمرار في البقاء، معلناً: «الجيش الاسرائيلي يعمل بقوة شديدة في منطقتكم ومصمم على تفكيك وهزيمة حماس. لقد حذرتم». وكانت التحذيرات مصحوبة بغارات جوية متواصلة.

محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفا، قال لوكالة فرانس برس إن النزوح داخل مدينة غزة مستمر لكن «قليلاً فقط هم من تمكنوا من الوصول إلى الجنوب». وأضاف أن الفارين إلى الجنوب غالباً ما يجدون أماكن لا تصلح للإقامة لأن «منطقة المواسي ممتلئة تماماً، ودير البلح مزدحمة أيضاً»، مما يدفع الكثيرين إلى العودة إلى مدينة غزة.

يقرأ  ترامب مستعد لفرض عقوبات على روسيا إذا امتنعت دول حلف الناتو عن شراء نفطها

المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، صرح لوكالة فرانس برس أن «العدد الفعلي للنازحين من غزة إلى الجنوب يقارب 68 ألف شخص فقط. كثير من السكان ما زالوا متمسكين بمنازلهم، والكثيرون الآخرون لم يجدوا مكاناً في الجنوب».

بكري دياب، أب لأربعة أطفال (35 عاماً) وفرّ من غرب مدينة غزة، قال إن الغارات الجوية لم تتوقف في الجنوب أيضاً: «القصف يحصل هنا أيضاً — الجنوب ليس آمناً. كل ما فعلته قوات الاحتلال هو حشر الناس في أماكن بلا خدمات أساسية ولا أمان».

الوضع الإنساني يزداد تدهوراً مع تكدس النازحين ونقص المياه والخدمات الصحية والغذائية، فيما تتكرر الدعوات الدولية لوقف أي عملية عسكرية قد تزيد من معاناة المدنيين.

أضف تعليق