يتجمّع قادة من أنحاء المنطقة في العاصمة القطرية الدوحة لمناقشة صيغة ردّ رسمي على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الدوحة الأسبوع الماضي، والتي قالت إسرائيل إنها كانت تستهدف قيادة حركة حماس ولقيت صدى واسعاً في الشرق الأوسط وما ورائه.
انطلقت الصواريخ بينما كان أعضاء من حماس مجتمعين في مكتبهم بالدوحه لبحث صفقة اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء حرب إسرائيل على غزة المستمرة منذ عامين. بحسب تقارير، جاءت الضربة بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي غيدعون ساعر أن إسرائيل قبلت مقترح ترامب الذي ينصّ على إطلاق سراح جميع الـ48 من الرهائن المحتجزين لدى حماس مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين ووقف لإطلاق النار.
أسفرت الغارة عن مقتل خمسة عناصر من حماس ومسؤول أمني قطري، دون أن تحقق الهدف المعلن بتصفية قيادة الحركة. وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الهجوم بالإجماع يوم الخميس.
كيف ترد قطر؟
دعت قطر قادة دول عربية وإسلامية إلى سلسلة اجتماعات تتوّج بقمة عربية‑إسلامية طارئة يوم الاثنين. وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية ماجد بن محمد الأنصاري لوكالة الأنباء القطرية أن القمة “ستبحث مشروع قرار بشأن الاعتداء الإسرائيلي” واصفاً الحادث بأنه مثال آخر على “الإرهاب الذي تمارسه دولة إسرائيل”. سيعكف اجتماع وزراء الخارجية يوم الأحد على صياغة المشروع، الذي يُتوقع أن يضيف إلى جوكة الإدانة الدولية للهجوم.
قال رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، الذي التقى ترامب في نيويورك يوم الجمعة، إن قطر ستسعى إلى ردّ جماعي على الاعتداء الذي أعاد رسم خطوط المخاطرة في المنطقة. ولطالما لعبت الدوحة دور الوسيط في محاولات إنهاء الحرب على غزة وتعزيز الوحدة الإقليمية، وستحاول خلال الاجتماعات استثمار المزاج الشعبي المساند للفلسطينيين والمعارضة الشديدة للهجمات الإسرائيلية.
من يحضر؟
سيشارك قادة من منظمة التعاون الإسلامي (57 عضواً) وجامعة الدول العربية (22 عضواً). تأكد حضور رئيس إيران مسعود بيزشكيان، إلى جانب رئيس وزراء باكستان شهباز شريف ورئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم. وفي يوم السبت، وجّه رئيس الجهاز الأمني الإيراني علي لاريجاني ما وصفه بـ”تحذير للحكومات الإسلامية” داعياً إلى تشكيل “غرفة عمليات مشتركة” بدلاً من الاكتفاء بالتصريحات. ولا تزال قائمة الشخصيات المشاركة يوم الاثنين قيد التأكيد الكامل.
ماذا قد تخرج به القمة؟
من المتوقع صدور بيان شديد اللهجة ضد إسرائيل. سيناقش القادة سبل التحرك الممكنة لمجابهة العدوان الإسرائيلي في مختلف أنحاء المنطقة. كما واصلت إسرائيل ضرباتها ضد أهداف في إيران وسوريا ولبنان واليمن في سياق حربها على غزة والعمليات العسكرية المتكررة في الضفة الغربية.
الهجوم هزّ الإحساس بالأمن لدى قطر والدول المجاورة، ما قد يدفعها للبحث عن ترتيبات أمنية أو دفاعية مع الولايات المتحدة تتجاوز مجرد مشتريات السلاح. ومع ذلك، ثمة اعتبارات سياسية تعقد المشهد، خصوصاً مع استمرار الدعم الأمريكي الحازم لإسرائيل رغم ازدياد سخط المجتمع الدولي.
مع وصول الوفود إلى الدوحة الأحد، سافر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين، حيث من المتوقع أن تُبحث مخططات ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية، الأمر الذي وصفته دولة الإمارات—كعضو في accords أبراهام—بأنه “خط أحمر” يهدد الاتفاق. ويبدو أن السعودية ودولا إقليمية أخرى التي كانت مطروحة كمرشحة لاحتمال تطبيع العلاقات مع إسرائيل أبعد ما تكون اليوم عن تحقيق مثل هذا التقارب.
الأدوات المتاحة للدول للرد على العدوان تتضمن تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية، إلى جانب استخدام القوة الاقتصادية. تملك دول عربية مثل قطر والسعودية والكويت والإمارات موارد مالية هائلة وصناديق سيادية ذات استثمارات دولية يمكن توظيفها لفرض قيود على إسرائيل، بما في ذلك قيود تجارية. وأكدت قطر أن أحد أوجه ردها سيكون قانونياً، عبر متابعة الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي.