أعلنت أوكرانيا أنها ستواصل استهداف البنى التحتية الروسية المستخدمة في نقل القواات والوقود والذخيرة إلى خطوط الجبهة.
يتبادل الطرفان — روسيا وأوكرانيا — معارك جوية كبيرة تستهدف منشآت الطاقة ووسائط النقل، فيما تكثّف موسكو هجومها البري العنيف في شرق أوكرانيا في عامه الرابع وتختبر نوعاً من الأسلحة الفرط صوتية.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأحد أن دفاعاتها الجوية أسقطت خلال الليل 361 طائرة مسيرة، وأربع قنابل جوية موجهة، وصواريخ أُطلقت من نظام صواريخ مدفعي محمول عالي الحركة أمريكي الصنع (HIMARS).
بدورها، أفاد هيئة الأركان العامة للقوات الأوكرانية بأنها أسقطت صاروخاً باليستياً و164 طائرة مسيرة من أنواع مختلفة.
أكدت السلطات الروسية والجيش الأوكراني أن أحد الأهداف الرئيسية لطائرات أوكرانية مسيرة كان مصطه كيريش النفطي في إقليم لينينغراد بشمال روسيا — واحدة من أكبر المصافي في ثاني أكبر دولة مصدِّرة للنفط في العالم. وقالت أوكرانيا إن “انفجارات وحرائق” سُجلت في المصفاة ووصفت الضربة بأنها “ناجحة”، لكن حجم الأضرار إن وُجد لم يُتحقق منه بشكل مستقل.
قال محافظ إقليم لينينغراد ألكسندر دروزدنكو إن ثلاث طائرات مسيرة أُسقطت في منطقة كيريش وإن حريقاً اندلع جراء سقوط حطام أُخمد لاحقاً، وأضاف أنه لم يُسجَّل أي إصابات.
تأتي هذه الهجمات على بنى الطاقة بينما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه مستعد لفرض عقوبات على روسيا، لكن فقط إذا اتفقت جميع حلفاء الناتو على وقف شراء النفط تماماً من موسكو وفرض عقوباتهم الخاصة.
في إقليم لينينغراد أيضاً، انحرفت صباح الأحد عربتا شحن في نقطتين منفصلتين من الإقليم، ما أسفر عن مقتل سائق قطار وتعطيل حركة السكك الحديدية، وفقاً لما أعلنه المحافظ دروزدنكو.
قال حاكم باشكورتوستان راديي خابيروف إن شركة نفطية في الإقليم ستحافظ على مستويات الإنتاج رغم هجوم بطائرات مسيرة وقع يوم السبت.
وجاءت هذه الحوادث بعد أن فجر جهاز متفجر مقطعا من سكة حديد في إقليم أوريول الغربي لروسيا في وقت متأخر من يوم السبت، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.
لم تتبنَّ أوكرانيا مسؤولية هذه الحوادث، كما حصل مع هجمات سابقة استهدفت شبكة السكك الحديدية الروسية، لكن جيشها أكد أنه يواصل استهداف البنى التحتية التي تُستخدم لنقل القوات والوقود والذخيرة إلى خطوط القتال.
قال قائد الأركان العامة الأوكراني أندريي هناتوف لقناة الفيديو الأوكرانية على الإنترنت “نوفيني لايف” إن البلاد قد تقلّل عمداً جودة شبكات الاتصالات الخلوية 4G و5G في مناطق محددة لمنع الطائرات المسيرة الروسية من الوصول إلى الإنترنت وبث الصور أثناء الهجمات.
من جهة أخرى، أعلنت روسيا الأحد أنها أطلقت صاروخاً كروز فرط صوتياً من طراز “تسيركون” صوب هدف في بحر بارنتس ضمن مناورات عسكرية مشتركة مع بيلاروس، وأظهرت لقطات إطلاق صاروخ من فرقاطة الأسطول الشمالي الأدميرال غولوڤكو نحو هدف ضمن مناورات “زاباد” الاستراتيجية المشتركة.
قالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرات مضادة للغواصات بعيدة المدى من فيلق الطيران المختلط بالأسطول الشمالي شاركت أيضاً في مناورات “زاباد”، وأن مقاتلات-قاذفات من طراز سوخوي-34 تدربت على تنفيذ ضربة قصف ضد أهداف أرضية.
وفي هذه الأثناء اخترقت طائرة مسيرة المجال الجوي فوق منطقة عمليات، في حين تواصل الأطراف تبادل الاتهامات ومحاولات ضرب خطوط الإمداد والاستهداف الاستراتيجي للبنى التحتية الحيوية.