أطباء أجانب: إسرائيل تستهدف أطفال غزة بشكل ممنهج — تقرير أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

أطباء عائدون من غزة: إسرائيل تستهدف الأطفال عمداً بالقنص والطائرات المسيرة
تقرير لصحيفة هولندية — النشر: 14 سبتمبر 2025

أفاد أطباء أجانب تطوّعوا للعمل في غزة أنهم عالجوا أكثر من مئة طفلٍ أُصيبوا برصاص في الرأس أو الصدر، ما يعتبر برأيهم دليلاً واضحاً على أن العمليات لا تكتفي بإصابات عرضية بل تنطوي على استهداف متعمّد للقاصرين.

شهادات طبية وأدلة تصويرية
في تحقيق جمعته صحيفة Volkskrant الهولندية، وصف 15 طبيباً من أصل 17 حالات لأطفال دون 15 عاماً أصيبوا بطلقات واحدة في الرأس أو الصدر. وبحسب هؤلاء الأطباء فقد سجّلوا معاً 114 حالة من هذا النوع خلال مهماتهم في قطاع غزة، انتهت كثيرٌ منها بوفاة الأطفال والبعض الآخر ببقاء ناجٍ مصاباً بإعاقات جسيمة.

قالت الطبيبة الأمريكية في الطوارئ ميمي سيد لصحيفة Volkskrant: «هذا ليس تبادلاً نيرانياً عرضياً. هذه جرائم حرب.» وسجلت هي وحدها 18 حالة أطفال أصيبوا في الرأس أو الصدر.

وأضاف جراح الصدمات من كاليفورنيا فروز سيدهوا أنه في بداية عمله ظنّ أن هذه حالات معزولة، حتى وجد مجموعات من الأولاد في مستشفى واحد جميعهم أصيبوا بطلقات مباشرة في الرأس. وبعد مقارنته الملاحظات مع أطباء دوليين آخرين، أدرك أن النمط متكرر ومنهجي. «هذا نيران موجهة. هناك من يضغط الزناد على طفل»، قال.

خبراء الطب الشرعي الذين استشارهم التقرير راجعوا صور الأشعّة وأكدوا أن أنماط الإصابات تتوافق مع قنص عن بُعد أو إطلاق من طائرات مسيرة، لا مع شظايا انفجار. واعتبر مارْت دي كرايف، القائد السابق للجيش الهولندي، أن العدد الكبير من الأطفال المصابين في الرأس أو الصدر يجعل رواية «الحوادث» غير قابلة للتصديق: «هذا ليس ضرراً جانبياً؛ هذا متعمَّد.»

سوابق وتقارير دولية
ليست هذه المرة الأولى التي تُثبت فيها تحقيقات استهداف الأطفال. في أغسطس كشفت خدمة بي بي سي العالمية عن أكثر من 160 حالة لأطفال في غزة أُصيبوا برصاص القوات الإسرائيلية، وفي 95 حالة وُجدت إصابات في الرأس أو الصدر، إصابات يرى الأطباء أنها تُشير بقوة إلى استهداف مقصود.

يقرأ  بوركينا فاسوتلغي رسوم التأشيرة عن المسافرين من الدول الأفريقية

ذكرت تقارير أن غالبية الضحايا كانوا دون الثانية عشرة، وأن الحوادث تمتد منذ الأسابيع الأولى للحرب في أكتوبر 2023 وحتى يوليو من العام الجاري. والجيش الإسرائيلي نفى مراراً استهداف الأطفال عمداً.

ونشرت في ديسمبر منظمة المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان (PCHR) تقريراً بعنوان «جيل مُمحى: أطفال غزة في مرمى الإبادة» اتهمت فيه إسرائيل بتنفيذ سياسات تستهدف الأطفال، تتضمن القتل المتعمد وإلحاق أذى جسدي ونفسي بالغ، وخلق ظروف مدمرة تهدف إلى الإبادة.

قال راجي صوّران، مدير المركز، إن تكتيكات الاحتلال أدت إلى أن يصبح الأطفال الغالبية العظمى من الضحايا: «هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلية استهدفت المناطق السكنية والملاجئ، ما جعل الأطفال يشكلون نسبة الأسد من القتلى.»

حصيلة الضحايا ونتائج الحرب
بحسب وزارة الصحة في غزة، قُتل نحو 20,000 طفل منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن متوسط عدد الأطفال الذين يُقتلون يومياً يصل إلى 28 طفلاً نتيجة العمليات العسكرية والإجراءات التي تحدّ من إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية.

كما أفادت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في سبتمبر بأن ما لا يقل عن 21,000 طفلٍ أُصيبوا بإعاقات خلال الحرب، فيما تُبقى المعاناة الإنسانية والأثر طويل الأمد على مستقبل الاطفال في القطاع ماثلاً وواضحاً.

أضف تعليق