فيديو مضلل عن أسطول مزعوم إلى غزة
نُشر فيديو يظهر مراكب صيد تبحر من شمال الصين، وزعم ناشروه خطأً أنه لأسطول يحمل مساعدات إنسانية ونشطاء مؤيدين للفلسطينيين متجهين إلى غزة. تحليل المحتوى أظهر أن المشاهد لا تتطابق مع صور «أسطول الصمود العالمي» الحقيقي.
جزء من تعليق منشور على فيسبوك بتاريخ 10 سبتمبر 2025 قال: «أسطول الصمود العالمي ليس حركة إرهابية، إنه مهمة إنسانية!»، وقد شاهد الفيديو أكثر من 3,300 مرة، ويعرض لقطات يبدو فيها المئات من القوارب تتجه نحو البحر. وأضاف التعليق أن الأسطول لا يحمل أسلحة بل غذاء ومساعدات فقط.
نُشر الفيديو بعد أن قال منظمو الأسطول المتجه إلى غزة إن إحدى قواربهم تعرضت لضربة يشتبه بأنها هجوم بطائرة مسيرة قبالة سواحل تونس في 9 سبتمبر، وقد أعلنت السلطات التونسية فتح تحقيق في «الاعتداء المبيت» على الحادث. (احدى)
بحث بالصور العكسية باستخدام لقطات مفتاحية من الفيديو المزور كشف أن نفس المشاهد نُشرت سابقاً في الأول من سبتمبر على منصة BiliBili عن طريق صحيفة Global Times المملوكة للدولة الصينية. كما ظهرت لقطات مماثلة في منشور على صفحة China Plus Culture التابعة لمجموعة CGTN في 3 سبتمبر، مرفوقة بنص يوضح نهاية حظر الصيد الصيفي انطلاقاً من شواطئ مقاطعة شاندونغ.
يتضمن نص النشر الصيني أن أكثر من 30,000 قارباً للصيد غادرت موانئ على البحر الأصفر وبوهاي عند نهاية الحظر الذي استمر أربعة أشهر، وهو ما مثّل بداية موسم جديد لآلاف المجتمعات الساحلية. وتُظهر اللقطات أعلاماً حمراء موحدة على القوارب تشبه العلم الصيني، وليس الألوان السوداء والبيضاء والخضراء لعلم فلسطين.
صور التقطتها وكالة الأنباء الفرنسية لأسطول «الصمود» وهو رسوّ في تونس تُبيّن وجود أعلام فلسطينية على قواربهم، مما يختلف بوضوح عن السفن الظاهرة في الفيديو المتداول. الفيديو المزور تكرر مشاركته مئات المرات على منصات فيسبوك وإنستغرام وتيك توك.
في سياق أوسع، يأمل أسطول الصمود بالمساهمة في التخفيف من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة بينما تستمر الحرب بين إسرائيل وحركة حماس. بدأت المواجهات في أكتوبر 2023 بهجوم لحماس أدى، بحسب تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية استناداً إلى أرقام إسرائيلية، إلى مقتل 1,219 شخصاً معظمهم من المدنيين. وردّاً على ذلك، أسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل ما لا يقل عن 64,871 فلسطينياً، معظمهم أيضاً من المدنيين، وفق أرقام وزارة الصحة في قطاع غزة التي تديرها حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وفي أغسطس أعلن الأمم المتحدة رسمياً المجاعة في غزة وما حول مدينة غزة التي يقطنها نحو مليون شخص، بينما تنفي إسرائيل وجود مجاعة في القطاع الساحلي.
أفادت وكالة فرانس برس أيضاً بتكذيب إدعاءات كاذبة أخرى متعلقة بالصراع في غزة. (افادت)