لولا يُشيد بحكمٍ بشأن بولسونارو يقول لترامب: ديمقراطية البرازيل غير قابلة للتفاوض

وصف الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضتها الولايات المتحدة على بلاده بـ«المضللة» و«غير المنطقية»، ورفض كذلك الانتقادات الأمريكية لصدور حكم الإدانة بحق الرئيس السابق جاير بولسوناروا بتهم التآمر لانقلاب.

جاءت تصريحات لولا في افتتاحية نشرها بصحيفة نيويورك تايمز يوم الأحد، بالتزامن مع أول ظهور علني لبولسونارو منذ صدور الحكم الأسبوع الماضي، حين زار مستشفى للخضوع لإجراء طبي.

في مقاله، قال لولا إنه يسعى إلى «حوار مفتوح وصريح» مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بشأن قرار الإدارة الأمريكية فرض ضريبة استيراد بنسبة 50 بالمئة على المنتجات البرازيلية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة حققت فائضاً تجارياً مع البرازيل يبلغ نحو 410 مليارات دولار خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، مبرزاً أن الدافع وراء هذه الإجراءات سياسي.

كتب لولا أن الرسوم تهدف إلى السعي لمنع محاسبة بولسونارو ومنحه «الإفلات من العقاب»، متّهماً إياه بأنه كان وراء أعمال العنف في برازيليا في الثامن من يناير 2023، حين اقتحم أنصار الرئيس السابق القصر الرئاسي والمحكمة العليا والكونغرس احتجاجاً على خسارته في الانتخابات السابقة.

وحفلت أحداث برازيليا بما يشبه اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021، بعد أن أصر الأخير لأشهر—من دون دليل—على وجود تزوير واسع في الانتخابات التي خسرها أمام جو بايدن.

وصف لولا تصرفات بولسونارو بأنها «جهد لقلب الإرادة الشعبية المعبر عنها في صناديق الاقتراع»، وأعرب عن فخره بقرار المحكمة العليا التاريخي الذي حكم على بولسونارو بالسجن لمدة 27 سنة وثلاثة أشهر. «هذا لم يكن مطاردة ساحرات»، كتب لولا، وأضاف أن الحكم «يحمي مؤسسات البرازيل وسيادة القانون والديمقراطية».

الديمقراطية البرازيلية ليست مطروحة على الطاولة

تأتي افتتاحية لولا بعد تهديدات أطلقها وزير خارجية ترامب ماركو روبيو بإجراءات إضافية ضد البرازيل على خلفية إدانة بولسونارو. بالإضافة إلى الرسوم الجمركية، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قاضي بالمحكمه العليا البرازيلية، ألكسندر دي مورايس، الذي أشرف على محاكمة بولسونارو، كما ألغت تأشيرات دخول لمعظم قضاة المحكمة العليا.

يقرأ  قاضٍ أميركي: قرار ترامب بقطع منح الأبحاث لجامعة هارفارد غير قانوني

من جانبه، واصل ترامب وصف الإجراءات القضائية ضد بولسونارو بأنها «مطاردة ساحرات» وربط صراحةً ضريبة الاستيراد بمحاكمة الرئيس السابق، معبراً عن دهشته من الحكم وموضحاً أنه «يشبه كثيراً ما حاولوا فعله معي». ووصف ترامب بولسونارو بأنه «رئيس جيد وإنسان طيب».

قال لولا في مقاله إن قرار الولايات المتحدة تجاهل علاقة دبلوماسية وتجارية تمتد لأكثر من مئتي عام «يخسر فيه الجميع»، مؤكداً أن البلدين يجب أن يواصلوا التعاون في المجالات التي تجمعهما مصالح مشتركة. وأضاف مخاطباً ترامب: «نحن منفتحون للتفاوض بشأن أي شيء يحقق مصالح متبادلة. لكن الديمقراطية وسيادة البرازيل ليستا على الطاولة».

يقدّر اقتصاديون برازيليون أن الرسوم التي فرضها ترامب ستلحق ضرراً بالاقتصاد البرازيلي، منها فقدان عشرات الآلاف من الوظائف، لكنها لن تطيح بالاقتصاد تماماً نظراً لعلاقات البرازيل التجارية القوية مع دول أخرى مثل الصين. كما خففت الولايات المتحدة من حدة الإجراء لاحقاً بمنح مئات الاستثناءات، شملت قطع غيار الطائرات وعصير البرتقال.

وعلى المستوى الاستهلاكي، دفع المستهلكون الأمريكيون ثمناً أعلى لبعض المنتجات المستوردة من البرازيل، ومن بينها القهوة التي شهدت بالفعل ارتفاعات سعرية مؤخراً بفعل موجات جفاف.

في برازيليا، غادر بولسونارو، الخاضع للإقامة الجبرية، منزله لإجراء طبي أُزيلت خلاله عدة أورام جلدية. أعلن طبيبه كلوديو بيروليني أن الرئيس السابق خضع لستة إلى ثمانية استئصالات لإرسال عينات للفحص، مشيراً إلى أنه بدا «ضعيفاً إلى حد ما» وأصيب بفقر دم طفيف، «ربما نتيجة سوء التغذية خلال الشهر الماضي».

تجمع العشرات من أنصاره أمام المستشفى يهتفون ويلوحون بالأعلام مطالبين بالعفو، إشارة إلى ضغوط حلفائه في الكونغرس لمنح بولسونارو نوعاً من الحصانة أو العفو.

الحكم الصادر يوم الخميس لا يعني دخول بولسونارو السجن فوراً؛ أمام هيئة المحكمة حتى 60 يوماً لنشر القرار المكتوب، وبعد ذلك يكون أمام محامي الدفاع خمسة أيام لتقديم طلبات توضيح. وأعلن دفاعه نيته الطعن في الإدانة والعقوبة أمام الهيئة الكاملة للمحكمة العليا المكوّنة من 11 قاضياً، رغم أن بعض الخبراء يرون أن احتمال قبول الطعن ضئيل.

يقرأ  استهداف سفينة مملوكة لإسرائيليين ومسجلة بعلم ليبيريا في البحر الأحمر

أضف تعليق