مقاتلات بريطانية للدفاع عن سماء بولندا بعد اختراق طائرة مسيرة روسية

ستنضم مقاتلات بريطانية إلى حلفاء الناتو للدفاع عن المجال الجوي البولندي بعد توغل طائرات مسيّرة روسية الأسبوع الماضي، بحسب تأكيد وزير الدفاع.

طائرات “تايفون” التابعة لسلاح الجو الملكي ستؤدي مهام دفاع جوي فوق بولندا كجزء من مهمة الحلف لتعزيز الجناح الشرقي.

دول حليفة أخرى مثل الدانمارك وألمانيا وفرنسا تشارك بالفعل؛ وقد أقلعت مقاتلة فرنسية صباح الاثنين رداً على تحرّك مريب لطائرات مسيّرة روسية محتملة، ونوّه الناتو بأن حالة التأهّب تلك انتهت سريعًا.

ارتفعت حدة التوتر في أنحاء أوروبا بعدما اتهمت بولندا روسيا بالحادث الذي شهد دخول 19 طائرة مسيّرة إلى أراضيها، فيما تصر موسكو على أن الأمر لم يكن متعمداً.

ستواصل طائرات “تايفون” عملياتها من قاعدة سلاح الجو الملكي في لينكولنشاير، كونغسبى، ومن المتوقع أن تبدأ مهامها خلال الأيام المقبلة بدعم من طائرات التزويد بالوقود جواً “فوياجر”. ستنضم إلى مقاتلات دانماركية من طراز F‑16 وفرنسية من طراز رافال وألمانية من طراز يوروفايتر.

قال وزير الدفاع جون هيلي: «الرسالة إلى موسكو واضحة. بوتن اختبر الناتو، والناتو ردّ بوحدة، والمملكة المتحدة ستؤدي كامل دورها. عندما نتعرّض للتهديد نستجيب معًا».

ووصف أيضاً تصرّفات روسيا بأنها «متهورة وخطيرة وغير مسبوقة».

قال رئيس الوزراء السير كير ستارمر إن انضمام طائرات تايفون إلى المهمة المسماة «الحارس الشرقي» أمر حيوي لردع العدوان، وحماية المجال الجوي لحلف الناتو، وتأمين أمن المملكة المتحدة وحلفائها.

انحرفت طائرات مسيّرة وصواريخ أحيانًا إلى دول مجاورة لأوكرانيا، بما في ذلك بولندا، خلال الغزو الروسي الشامل؛ لكن هذا الحادث كان الأخطر من نوعه وأوّل مرة يشتبك فيها عضو في الناتو مباشرة مع طائرات مسيّرة روسية منذ بدء الحرب في فبراير 2022.

قال هيلي إن روسيا تختبر دفاعات الناتو الجوية، فيما وصف رئيس وزراء بولندا دونالد توسك الحادث بأنه «الأقرب إلى نزاع مفتوح منذ الحرب العالمية الثانية».

يقرأ  تولسي غابارد تلغي التصاريح الأمنية عن ٣٧ مسؤولًا في أجهزة الاستخبارات الأمريكية

في حادث منفصل يوم الأحد، أفادت رومانيا — وهي أيضاً عضو في الناتو — بأن طائرة مسيّرة روسية اخترقت مجالها الجوي.

وقالت وزارة الدفاع الرومانية إن مقاتلاتها كانت في الجو تراقب هجومًا روسياً على أوكرانيا يوم السبت، وتمكنت من تتبّع الطائرة المسيرة قرب الحدود الجنوبية لأوكرانيا.

لاحقًا اختفت الطائرة من على شاشات الرادار ولم تشكّل خطرًا وشيكًا، بحسب الوزارة.

تشير المؤشرات الأولية إلى أن الطائرات المسيرة التي دخلت المجال الجوي البولندي الأسبوع الماضي كانت من طراز “جيربيرا” المستخدمة كمخادعات وليست مسلحة. ولم تُسجل إصابات.

أدّى الحادث إلى لجوء بولندا إلى المادة الرابعة من ميثاق الناتو، التي تتيح لأي دولة عضو طرح قضايا تثير قلقها — خصوصًا الأمنية — أمام مجلس شمال الأطلسي، الهيئة السياسية الرئيسية لاتخاذ القرار في الحلف.

وبعد تلك المباحثات في 10 سبتمبر أكّد الناتو أنه سيعزّز الدفاعات على جناحه الشرقي.

وعلى مناسبات أخرى خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية، نشر سلاح الجو الملكي طائرات تايفون في بولندا ورومانيا لحماية المجال الجوي لحلف الناتو، بحسب وزارة الدفاع.

أضف تعليق