ملخص الأحداث
أعلنت شركة إير كندا، أكبر ناقلة جوية في البلاد، عن تعليق تدريجي لرحلاتها اعتبارًا من صباح الخميس تحسبًا لإضراب محتمل ينفذّه أكثر من 10,500 مضيفة ومضيف جوي. من المتوقع أن تُلغى مئات الرحلات بحلول نهاية الأسبوع إذا خاض العمال إضرابهم كما هو متوقع.
ما الذي يحدث مع إير كندا؟
وصلت المفاوضات بين الشركة والنقابة الممثلة للمضيفين الجويين إلى طريق مسدود بعد نحو ثمانية أشهر من المباحثات حول الأجور والتعويضات. أصدرت كلٌّ من الشركة والنقابة إخطارات تفيد بأن تعطّلات في الخدمات ستبدأ مع مطلع عطلة نهاية الأسبوع.
الخدمات المتأثرة ومتى؟
أوضحت إير كندا أنها ستخفض الرحلات تدريجيًا على مدى ثلاثة أيام: إلغاءات بالعشرات يوم الخميس، ثم نحو 500 إلغاء إضافي بحلول مساء الجمعة، وصولًا إلى وقف كامل للرحلات بحلول الساعة 01:00 صباحًا بتوقيت تورونتو (05:00 ت.ع.م) يوم السبت. أبلغت الشركة كذلك أنها ستبدأ إجراءات «إغلاق» (lockout) تستهدف منع الموظفين من أداء مهامهم، وأن هذه الإجراءات قد تبدأ حوالى 01:30 بتوقيت تورونتو (05:30 ت.ع.م) — وما لم تتغير الظروف فإن استئناف العمليات «في أفضل الأحوال» سيستغرق أسبوعًا كاملاً، حسب ما قاله مارك نصر، المدير التنفيذي للعمليات في إير كندا.
ستتأثر خدمات الشحن الجوي أيضًا، بينما ستستمر رحلات إير كندا إكسبريس الإقليمية بالعمل بموجب عقود مع شركات شريكة؛ غير أن هذه الشركاء يتعاملون مع نحو 20% فقط من ركاب إير كندا اليوميين. تحمِل إير كندا وشركتها التابعة ذات التكلفة المنخفضة «إير كندا روج» نحو 130,000 راكب يوميًا.
لماذا يضرب المضيفون والمضيفات؟
النقطة المحورية في النزاع هي الأجور وشروط التعويض عن العمل غير المدفوع. تقول نقابة العاملين العامين الكندية (CUPE) إن مقترحات إير كندا للزيادات لا تواكب معايير القطاع ولا التضخم، ورفضت الانتقال إلى التحكيم. وفقًا للنقابة، ارتفعت أجور المبتدئين لدى إير كندا منذ عام 2000 بمقدار 3 دولارات فقط في الساعة، بينما بلغ التضخم نحو 69% خلال الفترة ذاتها.
أعلنت الشركة أنها قدّمت عرضًا يتضمن زيادة قدرها 38% على مدى أربع سنوات مع مزايا وحمايات إضافية، لكن النقابة اعتبرت أن الصفقة لا تعوّض عن التخفيضات السابقة في الأجور (خسارة بنسبة 9% في العقد السابق)، وأن الزيادة المقترحة 8% في السنة الأولى غير كافية؛ واعتبرتها بمثابة «خفض فعلي للأجور». من المطالب الأساسية أيضًا اعتماد «أجر الأرض» (أجر ما قبل الإقلاع وبعده)، إذ يشير المضيفون إلى أنهم يؤدون ساعات عمل غير مدفوعة في عمليات الفحص والسلامة والصعود والنزول، بمعدّل يقارب 35 ساعة شهريًا دون أجر.
مواقف النقابة والشركة ورأي الجمهور
نقابة CUPE جددت دعمها للمضيفين المحتجين مطالبةً بـ«أجر عادل وكرامة في العمل». من جانبها تقول إير كندا إن العرض المقدم كان مجديًا ويجيب على المطالب الأساسية، بينما تحذر من أن الإغلاق أو الإضراب سيعرّض الشركة والموظفين لمخاطر مالية وتشغيلية كبرى.
كم عدد الركاب المتأثرين وماذا سيحصلون؟
تخدم إير كندا 64 دولة بأسطول يتألف من 259 طائرة، وتبلغ سعة الحركة اليومية نحو 130,000 راكب قد يتأثرون أثناء ذروة موسم السفر الصيفي، منهم حوالى 25,000 كندي. لدى الشركة نحو 430 رحلة يومية بين كندا والولايات المتحدة وتوفّر خدمات داخلية إلى نحو 50 مطارًا كنديًا، بمتوسط يزيد على 500 رحلة يومية إجمالًا.
أعلنت إير كندا أنها ستعلم الركاب المتضررين بالإلغاءات وتتيح لهم طلب استرداد كامل إلكترونيًا، كما رتّبت مع شركات نقل أخرى داخليًا ودوليًا لتوفير بدائل سفر حيثما أمكن.
ملاحظات ميدانية
شهد مطار بيرسون في تورونتو تواجدًا لنقابات المضيفين الذين نصبوا حواجز احتجاجية، كما أعرب نشطاء عن مقاطعات واعتصامات خلال مؤتمرات صحفية لمسؤولي الشركة.
الخلاصة
النزاع يتمحور حول مطالب بتحسين الأجور وتعويض العمل غير المدفوع، وبينما طرحت الشركة عرضًا قالت إنه سخيّ، تصر النقابة على أن المقترحات لا تعوّض الخسائر السابقة ولا تواكب التضخم، ما دفع الطرفين إلى لحظة حاسمة قد تؤدّي إلى إلغاءات واسعة النطاق وتعطّل خدماتٍ أساسية لآلاف المسافرين. اتفاق نهائي يتطلب تراجعات أو تسهيلات من الجانبين وإلا فالتداعيات التشغيلية والمالية قد تمتد لأسابيع. اتفاقيه واحدة قد تغيّر مسار الأزمة إن تم التوصل إليها بسرعة. أوضحت الشركة أنّ بعض البدائل الجوية قد لا تكون قابلة للتنفيذ.
وقالت: «نظرًا لأن الناقلين الآخرين ممتلئون للغاية بسبب ذروة السفر الصيفية، فإن تأمين هذه الطاقة الاستيعابية سيتطلب وقتًا وفي كثير من الحالات لن يكون متاحًا على الفور».
كيف ردت الحكومه؟
أعلنت إير كندا أنها سعت للحصول على تحكيم توجيهي من الحكومة لحل النزاع.
وبموجب قانون العمل الكندي، تمتلك وزيرة العمل سلطة التدخل وفرض اتفاق عبر مجلس العلاقات الصناعية الكندي.
وقد يترتب على ذلك إجبار المضيفين والمضيفات على العودة إلى العمل. وطلبت النقابة من رئيس وزراء كندا مارك كارني «الامتناع عن التدخل»، معتبرة أن أي إجراء حكومي سيُميل كفَّة المفاوضات لصالح إير كندا.
«لماذا سيبذل أي صاحب عمل جهدًا للتفاوض إذا كان يعلم أن الحكومة ستنقذه عندما تصل المفاو ضات إلى مرحلة صعبة؟» كتبت النقابة في رسالة نشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
حثت وزيرة العمل باتي هجدو كلا الطرفين على العودة إلى طاولة التفاوض. وقالت: «للتوضيح: الاتفاقات التي تُبرم على طاولة التفاوض هي الأفضل».
وأضافت: «أُناشد الطرفين أن يضعا خلافاتهما جانبًا، ويعودا إلى طاولة المفاوضات، وينجزا هذا الآن من أجل العديد من المسافرين الذين يعتمدون عليكم».
يرجى الاطلاع على بياني بشأن آخر التطورات بين مضيفي ومضيفات اتحاد CUPE في إير كندا وإير كندا — باتي هجدو (نُشر في 14 أغسطس 2025).